إعادة تشغيل مطار عدن الدولي بعد أشهر من التوقف

استقبل طائرة من القاهرة وأخرى من عمان

استقبال أول طائرة للخطوط الجوية اليمنية على متنها وزير النقل (الشرق الأوسط)
استقبال أول طائرة للخطوط الجوية اليمنية على متنها وزير النقل (الشرق الأوسط)
TT

إعادة تشغيل مطار عدن الدولي بعد أشهر من التوقف

استقبال أول طائرة للخطوط الجوية اليمنية على متنها وزير النقل (الشرق الأوسط)
استقبال أول طائرة للخطوط الجوية اليمنية على متنها وزير النقل (الشرق الأوسط)

وصلت أمس الخميس إلى مطار عدن الدولي ثاني طائرة للخطوط الجوية اليمنية قادمة من العاصمة الأردنية عمان بعد توقف دام عدة أشهر، وكان على متنها وزير النقل مراد الحالمي، وكانت أول رحلة لطائرة اليمنية قد وصلت، فجر اليوم، من القاهرة إلى مطار عدن الدولي.
وقال وزير النقل مراد الحالمي في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط»: «استأنفت رحلات الطيران إلى مطار عدن بفضل الجهود الاستثنائية لمساعدة وزارة النقل قام بها رئيس الجمهورية لإعادة فتح الأجواء لمطار عدن والاتفاق على خطة لتأمين المطار بالتنسيق مع السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ومدير الأمن».
وبشأن جدول الرحلات الجوية أوضح وزير النقل مراد الحالمي أنها ستكون أسبوعية خلال هذه الفترة، وسيشهد مطار عدن رحلات إلى القاهرة في القريب العاجل. وبشأن الطيران العالمية قال: «إنها ستعمل بعد إعادة تأهيل المطار وفق المعايير الدولية، وسينتهي من إعادة التأهيل في أغسطس (آب) المقبل بشكل نهائي جراء ما تعرض له في العدوان الحوثي».
الوزير الحالمي قال: «إن من كان على متن الطائرة هم عدد من الجرحى والمغتربين في الخارج، وحرص على مرافقتها شخصيا».
وقدم وزير النقل الشكر لمدير المطار طارق عبده علي ونائبه عبد الرقيب العمري والموظفين كافة على الجهود المبذولة، وكذلك الشكر لأفراد الجيش والأمن وطاقم العاملين، شاكرا الإمارات على مساعدتهم في إعادة تأهيل المطار وتأمينه وتذليل الصعوبات كافة.
وقال الوزير الحالمي إنهم في قيادة الوزارة سيعملون جنبا إلى جنب مع السلطة المحلية لتأمين المطار والمرافق الحيوية التابعة لوزارة النقل، مشيرا إلى أن عودة تدشين المطار لرحلاته يأتي بدعم وجهود الرئيس هادي والسلطة المحلية بعدن وبمساعدة دولة الإمارات، وستكون بادئة خير، على حد قوله، وذلك وفق خطة أمنية تم تنفيذها.
وعلى صعيد آخر استقبل محافظ أرخبيل سقطرى العميد سالم عبد الله السقطري، ومعه قائد اللواء الأول مشاة بحري العميد الركن محمد الصوفي في ميناء المحافظة 80 طقما عسكريا بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة للواء أول مشاة بحري بالمحافظة. وثمن المحافظ السقطري بالدعم الإيجابي التي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للواء أول مشاة بحري الذي يعد اللواء الوحيد لحماية الأرخبيل وفقا لوكالة «سبأ» الحكومية.
محافظ أرخبيل سقطرى أكد أن هذا الدعم سيحدث نقلة كبير في القوات المسلحة في المحافظة، ويعزز مستوى جاهزيتها بمختلف المعسكرات التابعة للواء، لافتًا إلى «أن دولة الإمارات قدمت الكثير للمحافظة في إعادة إعمار منازل المتضررين، وكذا وتوسعة الميناء، وتسوير وتطوير عمل المطار والكثير من المشاريع الخيرية والإنسانية التي هدفت بشكل أساسي على تخيف كثير من الأعباء للمواطنين في المحافظة، على حد قوله.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.