أزياء صيفية تمنحك الانتعاش طوال النهار

«حليب وسكر».. نسيج دخل خزانة الرجل مضادًا لحرارة الطقس

بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «رالف لورين» و وأيضا من «بروكس براذرز» و سترة من «ثوم براون» و بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «بروكس براذرز»
بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «رالف لورين» و وأيضا من «بروكس براذرز» و سترة من «ثوم براون» و بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «بروكس براذرز»
TT

أزياء صيفية تمنحك الانتعاش طوال النهار

بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «رالف لورين» و وأيضا من «بروكس براذرز» و سترة من «ثوم براون» و بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «بروكس براذرز»
بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «رالف لورين» و وأيضا من «بروكس براذرز» و سترة من «ثوم براون» و بدلة مصنوعة من «سيرساكر» من «بروكس براذرز»

عندما تذكر البدلة الصيفية، أول ما يتبادر إلى الذهن الألوان الفاتحة والكتان والقطن، نظرًا لمقاومتها التعرق وحمايتها من أشعة الشمس فوق البنفسجية. ولأن الكتان يتجعد بسرعة، مما يجعل البعض يكتفي به في الإجازات ويتجنبه في المدن وأماكن العمل، فإن القطن، خصوصًا، نسيج يعرفه الخياطون في كل أنحاء العالم باسم «سير ساكر»، يبقى الخيار الأمثل، لأنه يحافظ على الجسم منتعشًا طوال الوقت، وينسج أحيانًا مخلوطًا بالحرير أو الصوف لتحسين قوامه. ورغم أنه اشتهر عالميًا بفضل نجوم هوليوود، مثل غريغوري بيك وكاري غرانت وغيرهما في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، فإن أصل هذا القماش «سيرساكار» ومعناه «حليب وسكر» هندي، إشارة إلى ألوانه الفاتحة وخطوطه المتغضنة والناعمة في الوقت ذاته. للوهلة الأولى، قد يبدو مثل الكتان متجعدًا، لكن الفرق بينهما أن هذه الصفة تدخل في صميم شخصية «سيرساكر» وطريقة نسجه. وتقول القصة إنه وصل إلى خياطي «سافيل رو» وغيرهم بفضل الإنجليز المقيمين في الهند عندما كانت هذه الأخيرة مستعمرة بريطانية. لكنه عرف شهرته وشعبيته العالمية في الولايات المتحدة في عام 1909، على يد رجل أعمال اسمه جوزيف هاسبل، شدته عمليته عندما رأى العاملين في سك الحديد والمزارع وحقول البترول يستعملونه لميزاته التي تتيح لأجسامهم فرصة التنفس والحركة. ألهمه منظرهم أن يطور القماش ويستعمله في بدلات تتحدى حرارة شمس جنوب أميركيا، وتحديدا نيو أورليانز، حيث كان يعيش، وأطلق على شركته اسم «هاسبل سيرساكر». وجد في البداية مقاومة من قبل الطبقات المتوسطة والغنية لأن النسيج ارتبط في أذهانهم بالبلوريتاريا، لكن في العشرينات من القرن الماضي وبعد أن عانقه طلبة جامعات في أنشطة رياضية نخبوية تقام في الهواء الطلق، تغيرت الصورة بشكل إيجابي، وزاد بريقها بعد أن ظهرت به مجموعة من نجوم هوليوود. لم يتوقع هاسبل حجم الإقبال على هذه البدلات، وكيف وجدت هوى في نفوس شريحة كبيرة من الرجال، خصوصًا وأن استعمالها لم يبق مقتصرًا على مناسبات النهار، بل وصل إلى حفلات الكوكتيل والسهرات. لم تكن تصاميمها متكلفة أو تدعي الأناقة الراقية، لكنها كانت بمستوى جعل الكل يحترمها ويُقبل عليها، بمن فيهم رؤساء أميركيون من أمثال هاري ترومان وجورج دبيلو بوش. ما لم يتوقعه هاسبل حينذاك أن دخول المكيفات البيوت والمكاتب سيقضي على هذه الموضة ويجعل «سيرساكر» يتراجع ويقتصر على الإجازات فقط، لأن هذه البدلات لم تعد مقبولة في أماكن العمل، كونها غير محددة عند الأكتاف أو الخصر. فهي غير مبطنة لأنها تتوجه للصيف، كما أن طريقة نسج قماشها تجعله طيعًا، على العكس من أقمشة أخرى مثل الصوف أو الحرير، يمكن للمصممين والخياطين التحكم فيها أكثر.
في البداية استعمل هاسبل النسيج القطني بلونين فقط هما الأزرق والأبيض، ثم أضاف إليهما فيما بعد الرمادي والبني. أما الآن فهو يأتي بكل الألوان، بعد أن دخل في كثير من الإكسسوارات والمنتجات المنزلية والأزياء النسائية الصيفية، وأيضًا بعد أن تبنته كثير من بيوت الأزياء والشركات مثل «بروكس براذرز»، «هاردي أيميز»، «هيوغو بوس»، «جيورجيو أرماني»، وغيرهم. ماركة «ثوم سويني» مثلا تعاونت مع شركة «لورو بيانا» لإنتاج نوع خفيف منه، هو مزيج من الحرير والقطن والصوف، لإضفاء المزيد من الترف والعمق على مجموعة من البدلات الرسمية بلون أزرق داكن. «جيورجيو أرماني» ورغم أنه اختاره مزيجًا من البوليستر والقطن في بدلات رمادية، فإنه اقترحه مريحًا بتصاميم تميل للاتساع، بينما أضفت عليها الياقات الضيقة والأكتاف الناعمة إحساسًا بالانطلاق والديناميكية. «إيرمينغلدو زيغنا» بدورها لم تتخلف عن ركوب الموجة، وقدمت مجموعة من البدلات مزجت فيها الصوف والكتان للحصول على نفس النتيجة. صحيح أن هذه البيوت المتمرسة في التفصيل والأناقة تفننت فيه ومنحته قوامًا أكثر قوة، إلا أن ألوانه وطبيعته تجعله غير مناسب لمقابلات العمل المهمة والرسمية لا سيما إذا كان بألوان «الحليب والسكر» ومشتقاتهما.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.