«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: مقتل 5 إعلاميين وخطف واعتقال 4 خلال شهر أبريل الماضي

في اليوم العالمي لحرية الصحافة: مقتل 558 إعلاميًا منذ انطلاق ثورة 2011

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: مقتل 5 إعلاميين وخطف واعتقال 4 خلال شهر أبريل الماضي
TT

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: مقتل 5 إعلاميين وخطف واعتقال 4 خلال شهر أبريل الماضي

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: مقتل 5 إعلاميين وخطف واعتقال 4 خلال شهر أبريل الماضي

أصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا، واستعرض التقرير الصادر في «اليوم العالمي لحرية الصحافة» أبرز الانتهاكات التي تعرّض لها الإعلاميون منذ بدء الانتفاضة الشعبية في مارس (آذار) 2011.
أشار التقرير إلى أن «الشبكة» لم تتحدث منذ 5 سنوات عن حجب المواقع، ومتطلبات الترخيص لممارسة الصحافة، وعدم وجود وسائل إعلام بملكية مستقلة أو خاصة، رغم أهمية تلك الانتهاكات إلا أنها لا تكاد تذكر، مقارنة بما تقوم به حكومة النظام السوري من عمليات القتل الشهري، والاعتقال، والتعذيب والإخفاء القسري، ومنع وحظر الصحافيين والإعلاميين والحقوقيين الذين قد يعرضون وجهة نظر مخالفة لما تبثه وسائل الإعلام الحكومية والموالية لها (الروسية، والإيرانية – اللبنانية – العراقية – والثلاثة الأخيرة على خلفية تحريضية طائفية).
وذكر التقرير أن حجم ونوعية الانتهاكات الموثقة يُشير بشكل لا يقبل الشك إلى أن قوات النظام متسببة بها بنسبة تقترب من 90% تزيد أو تنقص قليلاً بحسب نوعية الانتهاك، لكن جميع أطراف النزاع في سوريا مارست بشكل أو بآخر نوعًا من القمع لوسائل الإعلام، وتشويه الحقائق، أو المبالغة في إظهار وحشية الخصم، ما أفقد الكثير منها النزاهة والموضوعية، حيث تدرك السلطات الاستبدادية جميعها خطر وسائل الإعلام في فضح ممارساتها وأساليبها الديكتاتورية.
وبيّن التقرير أن الحجم الهائل من الاستهداف للصحافيين والإعلاميين تسبب في هجرتهم من البلاد، وخوفهم من العودة إليها، وحرم المجتمع السوري ممن ينقلون إلى العالم معاناتهم وقصصهم الملحمية بشكل لا يوصف.
كذلك أشار التقرير إلى «ممارسات تحمل صبغة طائفية ارتكبها صحافيون موالون للحكومة، وانتهاكات أخرى تحمل صبغة عرقية ارتكبتها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فيها امتهان وإهانة صارخة لجثث الموتى»، ما يشكل مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكًا لحقوق الإنسان. كما قام تنظيم داعش المتطرف بعمليات استعراضية وحشية أثناء إعدام بعض الصحافيين الذين قام بخطفهم.
ووفق منهجية «الشبكة» فإن المواطن الصحافي «هو من لعب دورًا مهمًا في نقل ونشر الأخبار، وهو ليس بالضرورة شخصًا حياديًا، كما يفترض أن يكون عليه حال الصحافي، وأن صفة المواطن الصحافي تسقط عنه عندما يحمل السلاح ويشارك بصورة مباشرة في العمليات القتالية الهجومية، وتعود إليه إذا اعتزل العمل العسكري تمامًا».
هذا، واعتمد التقرير بشكل رئيس على أرشيف وتحقيقات «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إلى روايات أهالي وأقرباء الضحايا، والمعلومات الواردة من النشطاء المحليين، وتحليل الصور والفيديوهات التي وردتها. كل ذلك وسط الصعوبات والتحديات الأمنية واللوجيستية في الوصول إلى جميع المناطق التي تحصل فيها الانتهاكات، لذلك تؤكد «الشبكة» أن «جميع هذه الإحصائيات والوقائع لا تمثل سوى الحد الأدنى من حجم الجرائم والانتهاكات التي حصلت».
قدم التقرير حصيلة الانتهاكات بحق الإعلاميين منذ بدء الانتفاضة الشعبية في مارس 2011. وفي ما يلي أهم ما في التقرير:
- سجل التقرير قتل القوات النظامية لـ481 ناشطًا إعلاميا بينهم 5 صحافيين أجانب وسيدة، و34 إعلاميا بسبب التعذيب. بينما قتلت قوات يزعم أنها روسية 6 إعلاميين، وقتل تنظيم داعش 34 إعلاميا، بينهم 3 صحافيين أجانب وسيدة، فيما قتل تنظيم جبهة النصرة 5 إعلاميين. وقتلت فصائل المعارضة المسلحة 18 إعلاميا بينهم 3 سيدات. وسجل التقرير مقتل إعلاميين اثنين على يد ميليشيا «الإدارة الذاتية الكردية»، و12 إعلاميا على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
- أمكن تسجيل قرابة 1086 حالة ما بين اعتقال وخطف منذ مارس 2011، كان منها 876 حالة اعتقال على يد القوات النظامية بينهم 4 صحافيين أجانب، و65 حالة ما بين خطف واعتقال على يد تنظيم داعش بينهم 14 صحافيا أجنبيًا، وسيدة. و33 حالة على يد تنظيم «جبهة النصرة» بينهم 4 صحافيين أجانب. وحالة خطف واحدة أفرج عنها لاحقًا على يد تنظيم «جند الأقصى». فيما سجل التقرير 47 حالة ما بين خطف واعتقال على يد فصائل المعارضة المسلحة، بينهم 5 صحافيين أجانب. و34 حالة على يد ميليشيا «الإدارة الذاتية الكردية». و30 حالة خطف على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها، بينهم 8 صحافيين أجانب.
- استعرض التقرير أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين في أبريل 2016، فسجّل التقرير مقتل إعلامييَن اثنين على يد تنظيم داعش، وإعلامي واحد على يد كل من فصائل المعارضة المسلحة وميليشيا «الإدارة الذاتية الكردية»، وجهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
- وثق التقرير حالة اعتقال واحدة تم الإفراج عنها على يد كل من القوات النظامية وتنظيم «جبهة النصرة» وميليشيا «الإدارة الذاتية الكردية». كما سجل حالة خطف تم الإفراج عنها على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
- أصيب 5 إعلاميين على يد القوات النظامية، وإعلامي واحد على يد كل من القوات الروسية وتنظيم داعش.
- سجل التقرير حادثتي قصف من قبل القوات النظامية على مركزين إعلاميين، وحادثة حرق لمقر إذاعي على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات الهائلة بحق الصحافيين والإعلاميين، وتصاعد مستويات العنف بشكل لا يتصور في العصر الحديث تسبّبت بانتشار واسع لخطاب الكراهية، ولخطاب التحريض الطائفي والعرقي، وسط إفلات تام من العقاب، وأوصى التقرير بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر احترام المبادئ الأساسية المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية، ومحاولة الالتزام بالاستقلالية والنزاهة قدر المستطاع.
كذلك أوصت لجنة التحقيق الدولية بإجراء تحقيقات في استهداف الإعلاميين بشكل خاص، ومجلس الأمن بالمساهمة في مكافحة سياسة الإفلات من العقاب عبر إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأوصى المؤسسات الإعلامية العربية والدولية بضرورة مناصرة زملائهم الإعلاميين عبر نشر تقارير دورية تسلط الضوء على معاناتهم اليومية وتخلد تضحياتهم.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.