إسماعيل هنية: نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة

حماس تستعرض قوتها وتهتف لـ«الإخوان»

إسماعيل هنية: نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة
TT

إسماعيل هنية: نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة

إسماعيل هنية: نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة

وجه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية رسائل ضمنية إلى الحكومة المصرية، قائلا إن حركته (حماس) سترد على «الحصار» بـ«انتصار»، وإنها لا تخضع للضغوط. وقال هنية في مهرجان «الوفاء والثبات»، الذي نظمته حماس أمس إحياء لذكرى اغتيال عدد من قادتها الأبرز، من بينهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين: «إن ما نتعرض له، له هدف واضح، هو أن نتخلى عن الثوابت وعن المقاومة، أو الضغط على الشعب لإشعاره أن فاتورة التمسك بالثوابت أكبر من طاقته وليسقط المقاومة، لكن هذه الجماهير التي خرجت اليوم دليل أن غزة كلها مقاومة».
وأضاف هنية: «اليوم هذه الجماهير ترد على الحصار وحملات التشويه ومحاولات إخضاع غزة وفلسطين. الجماهير اليوم تقول لكل المتآمرين يجب أن تعيدوا الحسابات، نحن قوم لا تجدي معنا هذه اللغة وهذه الأساليب». وتابع: «نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله. وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا المهرجان، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن».
وحضر حشد كبير مهرجان حماس الذي أرادت من خلاله استعراض القوة. وقالت الحركة إن مئات آلاف حضروا المهرجان الذي مثل «رسالة لكل المراهنين على إضعاف حماس وأن رهاناتهم فاشلة ولن يكتب لها النجاح في ظل الاحتضان الشعبي العارم للمقاومة والحركة».
وهتف الجمهور لجماعة الإخوان المسلمين، ورفعوا أعلاما مصرية إلى جانب الأعلام الفلسطينية، وفي الخلفية أغنية أعدت حديثا ردا على حظر القضاء المصري لحركة حماس. وقال هنية إن «حماس لا تتدخل في شأن أحد من الدول، لا مصر ولا سوريا ولا غيرهما من الدول العربية المحيطة. ونحن ليس لنا أي دور أمني أو عسكري، لا في سيناء ولا في أي مكان من أرض مصر العزيزة». وأضاف: «إن كل ما وجه إلى الحركة وكل ما نسمعه عبر وسائل الإعلام من اتهامات هو أمر عارٍ عن الصحة مطلقا، وبالتالي ندعو الجميع للخروج من دائرة الاتهامات التي لا أساس لها والتوقف عن شيطنة حماس وغزة والفلسطينيين تحت تلك الذرائع، والتوقف عن معاقبة أهلنا في غزة، يجب أن يتوقف عقاب أهل غزة». وطالب هنية بـ«المبادرة سريعا لكسر الحصار وفتح معبر رفح»، مردفا: «نحن حريصون على مصر الشقيقة العزيزة، مصر العروبة، مصر الإسلام، مصر التاريخ والجغرافيا، مصر الأخ والجار والشقيق الأكبر، ونؤكد حرصنا على مصر وعلى كل دولنا العربية وأمتنا الإسلامية».
واستغل هنية المهرجان الشعبي الكبير وتحدث في سياقات مختلفة. وقال موجها حديثه إلى الإسرائيليين: «إن تهديداتكم لغزة وأهلها قد ولت إلى غير رجعة، وإن المقاومة الفلسطينية تخفي لكم أكثر مما تقدرون وتتوقعون». وتعهد هنية بأن يدفع الإسرائيليون غاليا ثمن «أي عدوان أو حماقة». وتحدث هنية عن الوحدة الوطنية، داعيا لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة ونظام سياسي جديد في إطاري السلطة ومنظمة التحرير على قاعدة الانتخابات والشراكة «لنكون شركاء في سلطة واحدة ومنظمة واحدة وقيادة واحدة».
كما طالب هنية بوقف المفاوضات، قائلا: «باسم هذا الاستفتاء، ندعو المفاوض الفلسطيني إلى الانسحاب من هذه المسيرة العبثية وعدم تمديد المفاوضات، فمسار المفاوضات عقيم ثبت فشله ولم يحقق لنا أي إنجاز، بل يخدم عدونا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.