ليبيا تحقق مع طاقم ناقلة النفط {الهاربة} عقب وصولها إلى ميناء طرابلس

رئيس البرلمان: المؤتمر الوطني يتجه لاختيار الثني رئيسا دائما للحكومة

قوات البحرية الليبية تعتقل طاقم ناقلة النفط مورنينغ غلوري لدى وصولها إلى العاصمة الليبية أمس، وكانت الناقلة هربت من ميناء السدرة، بعد أن حملها مسلحون مناهضون للحكومة بالنفط، إلى أن أعادتها قوات أميركية خاصة (رويترز)
قوات البحرية الليبية تعتقل طاقم ناقلة النفط مورنينغ غلوري لدى وصولها إلى العاصمة الليبية أمس، وكانت الناقلة هربت من ميناء السدرة، بعد أن حملها مسلحون مناهضون للحكومة بالنفط، إلى أن أعادتها قوات أميركية خاصة (رويترز)
TT

ليبيا تحقق مع طاقم ناقلة النفط {الهاربة} عقب وصولها إلى ميناء طرابلس

قوات البحرية الليبية تعتقل طاقم ناقلة النفط مورنينغ غلوري لدى وصولها إلى العاصمة الليبية أمس، وكانت الناقلة هربت من ميناء السدرة، بعد أن حملها مسلحون مناهضون للحكومة بالنفط، إلى أن أعادتها قوات أميركية خاصة (رويترز)
قوات البحرية الليبية تعتقل طاقم ناقلة النفط مورنينغ غلوري لدى وصولها إلى العاصمة الليبية أمس، وكانت الناقلة هربت من ميناء السدرة، بعد أن حملها مسلحون مناهضون للحكومة بالنفط، إلى أن أعادتها قوات أميركية خاصة (رويترز)

جددت الحكومة الانتقالية في ليبيا أمس شكرها لاستجابة الحكومة الأميركية لطلبها المساعدة في توقيف ناقلة النفط «مورنينغ غلوري» التي تسلمتها القوات البحرية الليبية من نظيرتها الأميركية بقاعدة طرابلس البحرية. وأعلنت الحكمة الليبية في بيان لها أن مكتب النائب العام وبحضور قناصل الدول التي ينتمي إليها 21 شخصا من جنسيات مختلفة وثلاثة ليبيين، هم إجمالي طاقم الناقلة، قد تسلم الطاقم الذي ساهم في تمكين الناقلة التي كانت ترفع علم كوريا الشمالية من تحميل شحنة نفط خام بقيمة 36 مليون دولار بطريقة غير شرعية من ميناء السدرة في العاشر من الشهر الجاري.
وقال مسؤول بمكتب النائب العام في طرابلس لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بدأ بالفعل في التحقيق مع طاقم الناقلة فور وصولهم إلى المكتب»، مشيرا إلى أن السلطات الليبية تعهدت بتوفير محاكمة عادلة ونزيهة للمعتقلين. ورست الناقلة بقاعدة طرابلس البحرية قبل أن تتوجه إلى ميناء الزاوية النفطي لتفريغ حمولتها بعدما سيطرت عليها قوات أميركية خاصة قبالة قبرص بعد أيام من مغادرتها ميناء السدرة، الذي يسيطر عليه متمردون يطالبون بقدر أكبر من الحكم الذاتي والثروة النفطية في تحد للحكومة المركزية.
وقال عبد الله رشيد المراقب في ميناء الزاوية الذي يبعد 55 كلم غرب العاصمة، إن السلطات قررت في اللحظة الأخيرة السماح للناقلة بالرسو أولا في العاصمة طرابلس لإتاحة الفرصة للطاقم للنزول من السفينة. وقال متحدث باسم البحرية الليبية إن أسبابا أمنية، لم يفصح عنها، حالت دون توقف الناقلة في ميناء الزاوية أولا، بينما رددت مصادر غير رسمية شائعات عن اكتشاف محاولة لقتل طاقم الناقلة، لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي في المقابل. وسمحت السلطات الليبية لبعض المراسلين الأجانب باعتلاء سطح الناقلة التي تمثل عملية السيطرة عليها انتصارا نادرا لطرابلس التي تكافح لفك حصار يفرضه المتمردون على موانئ. ويمثل الحصار أحد التحديات الكثيرة التي تواجه الحكومة المركزية.
وأطلع ميرزا نومان بايج، قبطان السفينة الباكستاني، جنود البحرية على الأضرار الناجمة عن تبادل إطلاق النار مع الأسطول الليبي قبل أن تفر الناقلة، مشيرا إلى تشققات وفتحات أحدثها الرصاص في مكتب طاقم الناقلة وخزان للنفط.
ونقل جنود ليبيون الطاقم إلى قارب صغير للعودة إلى ميناء طرابلس، وقال المقدم سالم الشويرف من على سطح الناقلة، إنهم سيحالون إلى السلطات القضائية المعنية.
من جهة أخرى، قال مسؤولون إن مصفاة الزاوية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يوميا خفضت إنتاجها إلى نحو 65 في المائة من الطاقة الإنتاجية، ولكن هذا لن يؤثر على إمدادات البنزين للسوق المحلية.
وأدى احتجاج لحراس الأمن إلى توقف الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الذي تبلغ طاقته 340 ألف برميل يوميا والذي يغذي المصفاة، وذلك بعد شهور من الاحتجاجات وتعطل الإنتاج بشكل متكرر.
وقال محمد الحراري، المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، إن «إنتاج المصفاة يبلغ حاليا نحو 80 ألف برميل يوميا بسبب أعمال صيانة»، مضيفا: «جرى خفض الإنتاج بسبب الصيانة، لكن وحدة إنتاج البنزين تعمل بكامل طاقتها». وشوهدت ناقلتان راسيتين في ميناء الزاوية النفطي، فيما قال عبد الله راشد، المشرف على الميناء، إن إحدى الناقلتين جلبت شحنة تبلغ نحو 25 ألف طن من السولار المستورد، بينما جلبت الأخرى نحو 30 ألف طن بنزين.
ويطالب إبراهيم الجضران زعيم المتمردين في شرق ليبيا، الذي سيطر رجاله على ثلاثة موانئ في الصيف، بنصيب أكبر من الموارد النفطية الليبية والحكم الذاتي في المنطقة الشرقية.
إلى ذلك، قال عمر حميدان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، إن «البرلمان يتجه إلى اعتماد عبد الله الثني رئيسا دائما للحكومة الانتقالية في ليبيا».
وأضاف حميدان في تصريحات لقناة محلية إن «مهلة اختيار رئيس الحكومة تنظيمية وليست مهلة إنهاء»، لافتا إلى أن هذا هو التوجه العام داخل المؤتمر الوطني وسيجري الفصل فيها في جلسة سيعقدها أعضاء المؤتمر غدا (الثلاثاء).
وتابع: «إقالة رئيس الحكومة وتعيين رئيس جديد لها يحتاج إلى 120 صوتا من بين إجمالي أعضاء المؤتمر البالغ عددهم 200 عضو - هو نصاب عزيز جدا - أعتقد أن هناك اتجاها نلحظه والأمور تسير نحو إقرار الثني رئيسا للحكومة».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.