نافذة على جامعة

جامعة كويمبرا البرتغالية.. من أقدم معاهد أوروبا والعالم

الصحن القديم وبرج الساعة في جامعة كويمبرا
الصحن القديم وبرج الساعة في جامعة كويمبرا
TT

نافذة على جامعة

الصحن القديم وبرج الساعة في جامعة كويمبرا
الصحن القديم وبرج الساعة في جامعة كويمبرا

تعد من كوكبة الجامعات التقليدية العريقة التي تمتعت بالريادة في أوروبا الغربية عبر مئات السنين، وتعد مبانيها الأكاديمية القديمة، وعلى رأسها «الصحن القديم» الذي يطل عليه برج الساعة، من أجمل المباني في البرتغال.
إنها جامعة كويمبرا، إحدى أعرق جامعات أوروبا والعالم، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1290، وما زالت تحظى باحترام كبير في الأوساط الأكاديمية.
في الحقيقة، أسّست الجامعة أصلا في العاصمة البرتغالية لشبونة عام 1290، غير أنها سرعان ما نقلت عام 1308 إلى مدينة كويمبرا، الواقعة إلى الشمال الشرقي من لشبونة في النصف الشمالي، إلى الجنوب الشرقي من بورتو، ثاني كبرى المدن البرتغالية.
الموقع الجبلي للمدينة وجامعتها مميز وجميل، يطل على نهر المونديغو. وفي يونيو (حزيران) من العام الماضي 2013 وضعت منظمة اليونيسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) حرمها الجامعي على قائمتها للتراث العالمي.
تضم الجامعة، وهي حكومية، ثماني كليات تخصصية، تمنح درجات الإجازة (الليسانس أو البكالوريوس) والماجستير والدكتوراه. وأبرز هذه الكليات: الآداب، والحقوق، والطب، والعلوم والتكنولوجيا، والصيدلة، والاقتصاد، وعلم النفس والعلوم التربوية، والعلوم الرياضية والتربية البدنية، وهي عضو مؤسس في «مجموعة كويمبرا» لأبرز الجامعات البحثية، وهي تحمل اسمها لأن الجامعة البرتغالية العريقة استضافت اجتماعها التأسيسي.
اليوم، يربو عدد طلبة كويمبرا على 20 ألف طالب وطالبة، ويزيد عدد هيئتها التدريسية 1665 بين أستاذ ومحاضر ومدرس. وتعد كلية العلوم والتكنولوجيا أكبر الكليات الثماني، ويلحق بكلية الطب مركز طبي كبير يتبوأ مكانة الصدارة بين المستشفيات والمراكز البحثية في البرتغال، كذلك ملحق بالجامعة حديقة نباتات ومرافق رياضية ومرصد ومتاحف ومسارح ومكتبة جامعية ضخمة.
وعلى صعيد المكانة الأكاديمية تحتل جامعة كويمبرا المرتبة الأولى على مستوى البرتغال، والمرتبة الثالثة بين معاهد الدول الناطقة باللغة البرتغالية، والمرتبة الـ394 في العالم.
اللون الرسمي للجامعة هو الأخضر. وبين أشهر خريجيها ديكتاتور البرتغال الدكتور أنتونيو سالازار (الذي حكم البلاد بين 1932 و1968) ورئيس الجمهورية القديم سيدونيو باييش، ورئيس الوزراء الأسبق كارلوس موتا بينتو، وحامل جائزة نوبل للطب إيغاش مونيز، والمهندس المعماري البرتغالي الشهير فرناندو تافورا، وعالم الرياضيات الشهير في القرون الوسطى بدرو نونيش. ومن غير البرتغاليين المؤرخ والأكاديمي الأسكوتلندي جورج بيوكانان والرئيس البرازيلي جوزيه بونيفاسيو دي كاستانييدا.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.