شباب يفكرون في التخلي عن مقاعد الدراسة الجامعية لشغفهم بالتكنولوجيا

تطبيق رايان وصديقه للمساعدة على التخلص من «التسويف» اعتلى مبيعات «آبل»

مايكل هانسن ورايان أوربك وويلايم ليغيت خلال حضورهم معرض {تيد إكس تين} في مطلع الشهر الحالي (نيويورك تايمز)
مايكل هانسن ورايان أوربك وويلايم ليغيت خلال حضورهم معرض {تيد إكس تين} في مطلع الشهر الحالي (نيويورك تايمز)
TT

شباب يفكرون في التخلي عن مقاعد الدراسة الجامعية لشغفهم بالتكنولوجيا

مايكل هانسن ورايان أوربك وويلايم ليغيت خلال حضورهم معرض {تيد إكس تين} في مطلع الشهر الحالي (نيويورك تايمز)
مايكل هانسن ورايان أوربك وويلايم ليغيت خلال حضورهم معرض {تيد إكس تين} في مطلع الشهر الحالي (نيويورك تايمز)

في أحد أيام الجمعة من العام الماضي حمل ريان أوروبك (16 عاما) حقيبته إلى الباب الأمامي لمنزل العائلة في بولدر بولاية كولورادو الأميركية. كان في طريقه إلى محطة الحافلات، حيث ستقله الحافلة إلى المطار متوجها إلى ولاية تكساس. وقال لوالدته: «أنا ذاهب، لن تستطيعي منعي».
تساءلت والدته، ستيسي ستيرن، عما إذا كان قراره صائبا: «فكرت لبرهة وسألت نفسها، هل سأستطيع منعه؟»
لكن الحقيقة أنها كانت تشعر بالحيرة. فهل تعيق ابنها عن أول رحلة عمل له؟
كان رايان متوجها إلى مؤتمر الجنوب عبر الجنوب الغربي التفاعلي «South by Southwest Interactive»، أول مؤتمر للتكنولوجيا في أوستن، حيث كان يخطط لعرض التطبيق الجديد الذي ابتكره هو وصديق له. أطلق رايان على البرنامج الجديد اسم «فينش»، ويهدف إلى مساعدة الأفراد في التوقف عن التسويف، والذي كان التطبيق الأكثر مبيعا في متاجر «آبل».
كان من بين الأسباب الأخرى التي دفعت رايان إلى الذهاب، بحسب قوله: «وجود أشخاص من محبي المعلومات، وأنا أحب لقاء الأشخاص الأذكياء».
لم تملك الأم سوى الموافقة على سفر ابنها، شريطة الانتهاء من واجباته المدرسية التي أهملها خلال إنتاج التطبيق. لكن رايان لم يلتزم بكلام والدته، التي اضطرت كحال كل الآباء في كل أنحاء العالم، إلى السماح له بالسفر.
يوشك رايان البالغ من العمر 17 الآن، على التخرج في ثانوية بولدر. وهو من بين كثير من المراهقين من أصحاب العقليات العملية المتميزة في مجال التكنولوجيا الذين يجاهدون للقيام بعمل جاد. ويقوم هؤلاء الشباب بإنتاج تطبيقاتهم إما بتكاليف منخفضة أو عبر أدوات مجانية لصنع تطبيق أو تصميم ألعاب، ويلقون التشجيع على ذلك من شركات التكنولوجيا أو الشركات الناشئة في المجال التي تحثهم، بدعم مادي في بعض الأحيان، لتسريع تحولهم إلى العالم الحقيقي. ويقول غراي بيكر، أستاذ الاقتصاد في جامعة شيكاغو والحائز على جائزة نوبل: «ظهرت هذه الزيادة الكبيرة في عدد الابتكارات الشابة وروح المبادرة بصورة غير مسبوقة».
ويدرس الدكتور بيكر هذه القضية عن كثب فحفيده، لويس هاربوي (18 عاما) صديق رايان، والذي حصل على أول عمل له في سن الـ12 عندما تمكن من صنع واجهة للعبة على آي فون. وفي سن الـ16 حصل على منحة لتعليم التصميم في شركة «سكوير»، شركة الهواتف الجوالة والإنترنت في سان فرانسيسكو، ليحصل على راتب يصل إلى 1.000 دولار أسبوعيا، و1.000 دولار أخرى منحة إسكان.
التقى رايان ولويس عبر الإنترنت من خلال شبكة غير رسمية للمطورين الشباب، وهما يتجولان هذا الأسبوع في مؤتمر الجنوب عبر الجنوب الغربي، حيث ينتظران رد الكليات التي تقدموا إليها الخريف الماضي. لكنهم على عكس أقرانهم الذين تشكل الجامعة محور تركيزهم، يفكر المراهقان ألا يلتحقا بالجامعات.
وقال الدكتور بيكر، الذي يدرس الاقتصاد الجزئي إنه كان ينصح حفيده «اذهب إلى الجامعة، اذهب إلى الجامعة». فهو يرى أن الجامعة هي الخطوة الأولى لبناء النجاح، وهناك كثير من الأدلة على ذلك.
لكن فكرة الحصول على المال الآن، تبدو أكثر إلحاحا من التجربة الأكاديمية. فتقول جيس تيوتونكو، التي تدير نسخة تيد إكس تين «TEDxTeen»، نسخة من تيد توكس ومؤتمرات للشباب «TED talks and conferences for youth»: «الجامعة ليست شرطا أساسيا، فهؤلاء الشباب يمتلكون الدافع للسيطرة على العالم».
ويتجنب النقاش بشأن الجامعة عددا من الأسئلة الأخرى التي تصارعها عائلات طلبة المدارس الثانوية من أمثال رايان ولويس: «هل يذهب إلى الدراسة أم إلى مؤتمرات العمل؟ وهل الدرجات العلمية لا تزال تمثل أهمية؟ وما الذي يمكنك فعله ب20.000 دولار وأنت لازلت في سن الـ15 ؟ وعندما يأتي المال، ما الذي يحدث لسيطرة الأبوين؟
وتقول ستيرن، والدة رايان، التي كانت طالبة متفوقة وتخرجت في جامعة يورك: «كانت الأمور واضحة في السابق، فأنت تذهب إلى جامعة جيدة لتحصل على وظيفة جيدة وكان ذلك أمرا مقبولا اجتماعيا. لكن الأوضاع اختلفت في الوقت الراهن، ولم يعد هناك مقياس واضح».
التقى رايان شريكه في العمل، مايكل هانسن (17 عاما) في الصف السابع، وكان كلاهما متميزا في الكومبيوتر. وكانا يكملان بعضهما البعض. كان مايكل دقيقا، لكنه لم يكن اجتماعيا. وفي هذه الشراكة كان هو القائم بدور المبرمج، فيما كان رايان المتدفق بالحيوية يعمل على الترويج للمنتج.
لكن مايكل ورايان يتشاركان هدفا واحدا، بحسب رايان: «وهو أنه منذ المدرسة المتوسطة ونحن نريد أن ننتج تطبيقا للهواتف الذكية».
أصبح إنتاج التطبيقات في الوقت الراهن أكثر سهولة، فلم يعد ضروريا معرفة لغة البرامج المكثفة لصنع برنامج بسيط. فتوفر شركة «آبل» وشركات الهواتف الجوالة الأخرى اختصارات، مثل القوالب التي تسمح لك بإسقاط الصور أو طرق دفع أوتوماتيكية. لكن صنع تطبيق معقد لا يزال مشكلة كبيرة، وهو ما قد يتطلب خبرة في البرمجة والتصميم وإدارة الشركات. والمنافسة مشتعلة مع مليون تطبيق متجر هاتف آي فون وحده.
كان رايان يدرس في الصف العاشر في ديسمبر (كانون الأول) 2011 عندما قلت لنفسي: «أعتقد أنه كان شيئا سيساعدني في التوقف عن التسويف. ولذا قام برسم صورة لقائمة الأولويات التي تقسم المهام إلى ثلاثة إطارات، الأولى للمدى القريب والثاني على المدى المتوسط والثالثة على المدى البعيد». وكانت الفكرة تتلخص في مساعدة الأفراد في وضع الأولويات وعدم الشعور بتراكم المهام.
وقام بإرسال الصورة إلى مايكل، وبحلول مارس (آذار) كان الصديقان يبلغان من العمر 15 عاما، «وقمنا بأول تصميم لنا». وبحلول يونيو (حزيران) كان يعملان لساعات يوميا، يعيدان صياغة التصميم، حيث يقوم مايكل بكتابة آلاف الأسطر من الشفرات، مستخدما برنامج أوبجكتف سي، لغة الكومبيوتر التي تعلمها عبر الدورات التعليمية المتاحة عبر الإنترنت. ثم أعاد رايان تنقيح التصميم وقام بالعمل على تكوين العلاقات على الشبكة. وفي إحدى ليالي ذلك الصيف، انضما إلى اجتماع غير رسمي للشركات الناشئة في بولدر.
وفي الخامس عشر من يناير (كانون الثاني) 2013، قبل يوم من تدشين التطبيق، بعث رايان برسائل دعائية إلى شركة تيك كرانش وفوربس ووسائل الإعلام الأخرى. وفي غضون أيام احتل التطبيق، الذي يباع بسعر 99 سنتا المركز الأول بين تطبيقات آي فون، ونال أكثر من 50.000 تحميل، وبعد حصول «آبل» على نسبة أرباحها التي تصل إلى 30 في المائة تقاسم الولدان نحو 30.000 دولار.
لكن عشق رايان للكومبيوتر جاء على حساب درجاته العلمية. ففي الربيع السابق كان طالبا متفوقا حصل على العلامات النهائية في كل المواد، لكنه حصل في خريف ذلك العام على تقدير جيد في أربعة مواد وتقدير مقبول في مادتين. وفي المدرسة كان يكسر القانون الذي يحظر استخدام الهاتف الجوال عندما تكون المكالمة قادمة من وادي السليكون أو اتصالات من شركة محتملة.
على الجانب الآخر، كان لويس يحب الرسم، وفي سن العاشرة تمكن من استخدام برنامج الفوتوشوب، وصنع حافظة للتصميمات، مثل أيقونات تستخدم بدلا من أيقونات برامج الكومبيوتر على سطح المكتب. وقام بمشاركتها على موقعة وعلى موقع «تويتر»، سعيا رواء تغذية راجعة من المصممين والمطورين.
لم يكشف عن عمره، بل كانت صورته الشخصية على الإنترنت لوجه باسم، ويقول عن ذلك: «أنت لا ترغب في أن تخبر الناس بعمرك الحقيقي وأنك في الـ11 لأن أحدا لن يستعين بك».
كان العمل الأول بالنسبة له هو تصميم شكل لعبة ألغاز، وقد استغرق منه هذا العمل أسبوعا. وكان مصنعو اللعبة قد سألوا لويس عن السعر الذي سيتقاضاه، لكنه كان في الـ12 ولم يكن لديه أدنى فكرة، فقال لهم «150 دولارا، لكنه تمكن في النهاية من الحصول على 350 دولارا».
تلقى لويس كثيرا من التعليقات والرسائل التي تسأله حول إمكانية العمل بدوام كامل من شركات مثل موتزيلا وسبوتيفاي عندما كان في سن الـ14. في العام التالي وصلته رسالة من مستكشف شركة «آبل». وهذه المرة كشف لويس عن عمره الحقيقي وجاءه الرد: «أنت ثاني طالب أتحدث إليه في المرحلة الثانوية. ما الذي يدرسونه لكم في المدارس الثانوية هذه الأيام؟»
بعد انتهاء الدراسة في الصف العاشر، حصل لويس على وظيفة دائمة في شركة سكوير، وقالت ليندسي وايز، المتحدثة باسم شركة سكوير: «إن برامج المنح في المؤسسة تركز على الموهبة لا السن»، وأنها تبحث عن قادة مثل لويس قادرون على تقديم رؤى متنوعة، لأن الشباب يفهمون المستهلكين الشباب.
حصل لويس على نحو 35.000 دولار أنفق معظمها على الحاسبات والكماليات، والبعض منه على رحلات العمل والبعض الآخر على الطعام لا على التمويل الجامعي.
فشاهد لويس في سان فرانسيسكو أقطاب التكنولوجيا يتركون الدراسة الجامعية لتحقيق إنجازات كبيرة في الحياة الواقعية. وفي شيكاغو، اقترح والده أن يتقدم لويس إلى جامعة كارنيغي ميلون».
وفي يونيو الماضي حضر لويس مؤتمر مطوري آبل على مستوى العالم في سان فرانسيسكو. وقبل ذلك بعام خفضت آبل سن القبول لمؤتمرها السنوي من 18 إلى 13 عاما نتيجة الرغبة التي تحدو الشباب العاشق للتكنولوجيا. وكان لويس واحدا من بين 150 طالبا يفوز بتذكرة مجانية - تتكلف التذكرة الواحدة نحو 1.600 دولار - لحضور المؤتمر، فقد شارك في اختراع تطبيقين هما ماثماستر وآي تشوك بورد.
وقالت «آبل» إن من الطلبة الآخرين الفائزين بالتذاكر المجانية، باك ميربيرغ، هولندي يبلغ من العمر الآن 14 عاما، والذي ابتكر عشر تطبيقات. وليني خازان، 15 عاما، الطالب بالصف التاسع في وودمير بولاية نيويورك الذي بدأ تعلم البرمجة في الصف الرابع الابتدائي. ويقول إنه تعاون مع مراهقين آخرين حول العالم من بينهم أصدقاء من سنغافورة وآخر من أوهايو. وكان من بين الفائزين الآخرين بالمنحة في عام 2013 لاريسا لايك (18 عاما) الآن، من ألمانيا والتي قالت «آبل» إنها نشرت ستة تطبيقات.
حضر رايان المؤتمر أيضا، وتشارك هو ولويس غرفة واحدة. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يجتمع فيها الاثنان شخصيا. وكان لويس يشاهد ذلك بنوع من الذهول، فيقول عن ذلك: «كان يجري كل يوم مقابلة مع أحد المسؤولين في آبل، أو مقابلة مع بلومبيرغ. إنه متميز في مجال العلاقات العامة». لا يزال رايان يحتفظ بشارة دخول المؤتمر والذي تظهر أنه حائز على جائزة، والتي يقول عنها: «إنها مثل الذهب. يمكنك الاجتماع بأي شخص من هؤلاء، لكننا لن تستطيع حضور الحفلات لأننا لم نتجاوز الـ21 بعد».
*خدمة {نيويورك تايمز}



حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح
TT

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

اللهجات المختلفة تشير أحياناً إلى منشأ المتحدث بها، أو درجة تعليمه، أو وسطه الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، تقف اللهجات عائقاً أمام التعلم والفهم، كما أنها في بعض الأحيان تقف عقبة أمام التقدم المهني ونظرة المجتمع للمتحدث. ولهذا يتطلع كثيرون إلى التخلص من لهجتهم، واستبدالها بلغة «راقية» أو محايدة تمنحهم فرصاً عملية للترقي، وتحول دون التفرقة ضدهم بناء على لهجة متوارثة لا ذنب لهم فيها.
هذه الفوارق بين اللهجات موجودة في كل اللغات، ومنها اللغة العربية التي يحاول فيها أهل القرى اكتساب لهجات أهل المدن، ويتحدث فيها المثقفون إعلامياً بلغة فصحى حديثة هي الآن اللغة السائدة في إعلام الدول العربية. ولكن من أجل معالجة وسائل التعامل مع اللهجات واللكنات، سوف يكون القياس على اللغة الإنجليزية التي تعد الآن اللغة العالمية في التعامل.
هناك بالطبع كثير من اللهجات الإنجليزية التي تستخدم في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى، ولكن معاناة البعض تأتي من اللهجات الفرعية داخل كل دولة على حدة. وفي بريطانيا، ينظر البعض إلى لهجة أهل شرق لندن، التي تسمى «كوكني»، على أنها لهجة شعبية يستخدمها غير المتعلمين، وتشير إلى طبقة عاملة فقيرة. وعلى النقيض، هناك لهجات راقية تستخدم فيها «لغة الملكة»، وتشير إلى الطبقات العليا الثرية، وهذه أيضاً لها سلبياتها في التعامل مع الجماهير، حيث ينظر إليها البعض على أنها لغة متعالية، ولا تعبر عن نبض الشارع. وفي كلا الحالتين، يلجأ أصحاب هذه اللهجات إلى معالجة الموقف عن طريق إعادة تعلم النطق الصحيح، وتخفيف حدة اللهجة الدارجة لديهم.
الأجانب أيضاً يعانون من اللكنة غير المحلية التي تعلموا بها اللغة الإنجليزية، ويمكن التعرف فوراً على اللكنات الهندية والأفريقية والعربية عند نطق اللغة الإنجليزية. ويحتاج الأجانب إلى جهد أكبر من أجل التخلص من اللكنة الأجنبية، والاقتراب أكثر من النطق المحايد للغة، كما يسمعونها من أهلها.
وفي كل هذه الحالات، يكون الحل هو اللجوء إلى المعاهد الخاصة أو خبراء اللغة لتلقي دروس خاصة في تحسين النطق، وهو أسلوب تعلم يطلق عليه (Elocution) «إلوكيوشن»، وله أستاذته المتخصصون. ويمكن تلقي الدروس في مجموعات ضمن دورات تستمر من يوم واحد في حصة تستمر عدة ساعات إلى دورات تجري على 3 أشهر على نحو أسبوعي. كما يوفر بعض الأساتذة دورات شخصية مفصلة وفق حاجات الطالب أو الطالبة، تعالج الجوانب التي يريد الطالب تحسينها.
ومن نماذج الأساتذة الخصوصيين ماثيو بيكوك، الذي يقوم بتدريب نحو 20 طالباً أسبوعياً في لندن على تحسين نطقهم، حيث يتعامل مع حالة طبيب في مستشفى لندني يعاني من لهجته الكوكني، ويريد التخلص منها حتى يكتسب مصداقية أكبر في عمله كطبيب. ويقول الطبيب إنه يكره الفرضيات حول لهجته من المرضى والمجتمع الذي يتعامل معه.
ويقول بيكوك إن الطلب على دروس تحسين اللهجات في ارتفاع دائم في السنوات الأخيرة. كما زاد الطلب على الدروس بنسبة الربع في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي. وكان معظم الطلب من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا الذين يريدون التخلص من لكنتهم الأوروبية حتى يمكنهم الاختلاط بسهولة في بريطانيا، وتجنب التفرقة ضدهم من الشعب البريطاني.
ويقدم أحد فروع الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن دروساً شخصية في الإلقاء وتحسين اللهجة. ويقول كيفن تشابمان، مدير فرع الأعمال في الأكاديمية، إن الإقبال في العام الأخير على هذه الدروس زاد من 3 إلى 4 أضعاف. ويتلقى الطلبة دروساً فردية للتخلص من لهجات قروية، ولكن مع تقدم الدروس، يكتشف المدرس أن الطالب يحتاج أيضاً إلى معالجة أمور أخرى غير اللهجة، مثل الاضطراب والضغوط النفسية عند الحديث مع الإعلام وكيفية الإلقاء الصحيح.
وتجرى بعض هذه الدروس عن بعد، عن طريق برامج فيديو مثل «سكايب» يمكن للطالب أن يستمع إلى إلقائه عبر الفيديو من أجل تحسين لهجته. وترتبط دروس تحسين اللهجات في معظم الأحوال بتحسين أساليب التواصل والإلقاء عبر الوسائل الإلكترونية، وهي مقدرة يحتاجها أصحاب الأعمال في توصيل أفكارهم بوضوح وبساطة إلى زبائن الشركة والموردين الذين يتعاملون معهم، خصوصاً أن التعامل في عالم الأعمال الحديث يكون في مناخ دولي من جميع أنحاء العالم.
وبخلاف أصحاب الأعمال، يقبل على دروس تحسين اللهجة والحديث العام شرائح مجتمعية أخرى، مثل المدرسين والمحامين. وتقول فيليستي غودمان، مدربة الصوت التي تعمل في مدينة مانشستر، إنها فوجئت بأن بعض طلبتها اعترفوا بأنهم فشلوا في مقابلات عمل بسبب اللهجة، وهي تعتقد أن أصحاب الأعمال قد يقصدون القدرة اللغوية أو كيفية النطق، بدلاً من اللهجة، عند رفض المتقدمين لوظائف معينة.
ومن شركة متخصصة في تدريب الموظفين الذين يعملون في مجال السلع والخدمات الفاخرة، اسمها «لندن لكشري أكاديمي»، يقول مديرها العام بول راسيل، المتخصص في علم النفس، إن التفرقة ضد بعض اللهجات موجودة فعلاً. وهو يقوم بتدريب موظفي الشركات على التعامل بلهجات واضحة مع كبار الزبائن الأجانب. ويقول إن العامة تحكم على الأشخاص من لهجتهم رغماً عنهم، خصوصاً في بعض المجالات، حيث لا يمكن أن ينجح أي شخص بلهجة قوية في التواصل مع المجتمع المخملي في أي مكان.
ولمن يريد تحسين لهجته أو لغته بوجه عام، مع جوانب كيفية لفظ الكلمات والإلقاء العام، عليه بدورات تدريبية متخصصة، أو بدروس خصوصية من مدرب خاص. وتتراوح التكاليف بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً (40 و52 دولاراً) في الساعة الواحدة. ويحتاج الطالب في المتوسط إلى دورة من 10 دروس.
ولا يلجأ مدرسي النطق الصحيح للغات إلى الإعلان عن أنفسهم لأنهم يكتفون بمواقع على الإنترنت والسمعة بين طلبتهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من دفعات الطلبة الجدد الراغبين في التعلم. ويقول روبن وودريدج، من مدرسة برمنغهام، إن تكاليف التعلم اللغوي الصحيح تعادل تكاليف تعلم الموسيقى، وهو يقوم بتعليم ما بين 40 و50 طالباً شهرياً.
ويضيف وودريدج أن سبب الإقبال على دروسه من رجال الأعمال والأكاديميين هو رغبتهم في تجنب الافتراضات المرتبطة بلهجتهم. فعلى رغم جهود التجانس والتعايش الاجتماعي، فإن التفرقة ضد اللهجات ما زالت منتشرة على نطاق واسع في مجتمع مثل المجتمع البريطاني.
وعلى الرغم من أن أكاديمية لندن للموسيقى والفنون الدرامية تقول في شروط اختباراتها إن اللهجات الإقليمية مقبولة، فإن وودريدج يؤكد أن معظم طلبة مدرسة برمنغهام للنطق الصحيح يأتون من مدارس خاصة، ولا يريد ذووهم أن تكون لهجة برمنغهام ذات تأثير سلبي على مستقبلهم.
ويقول أساتذة تعليم النطق اللغوي إن الفرد يحتاج إلى كثير من الشجاعة من أجل الاعتراف بأن لهجته تقف عقبة في سبيل نجاحه، ولذلك يلجأ إلى تغيير هذه اللهجة. ويشير بعض الأساتذة إلى حساسية التعامل مع مسألة اللهجات، والحاجة إلى الخبرة في التعامل مع كيفية تغييرها، ويعتقد أنه في بريطانيا، على الأقل، ما بقيت التفرقة ضد اللهجات، واستمر النظام الطبقي في البلاد، فإن الإقبال على خدمات تحسين اللهجات سوف يستمر في الزيادة لسنوات طويلة.
- كيف تتخلص من لكنتك الأجنبية في لندن؟
> هناك كثير من المعاهد والجامعات والكليات والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المعلمين الذين يمكن اللجوء إليهم في دورات تدريبية، في لندن لتحسين النطق باللغة الإنجليزية، أو التخلص من اللكنة الأجنبية. والنموذج التالي هو لمدرسة خاصة في لندن، اسمها «لندن سبيتش وركشوب»، تقدم دورات خاصة في تعليم النطق الصحيح، وتساعد الطلبة على التخلص من اللكنة الأجنبية في الحديث.
وتقول نشرة المدرسة إنه من المهم الشعور بالثقة عند الحديث، وإن الدورة التدريبية سوف تساهم في وضوح الكلمات، وتخفف من اللكنات، وتلغي الحديث المبهم. وترى المدرسة أن هناك كثيراً من العوامل، بالإضافة إلى اللهجة أو اللكنة الأجنبية، تمنع وضوح الحديث باللغة الإنجليزية، وهي تعالج كل الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد.
وتقدم المدرسة فرصة الاستفادة من درس نموذجي واحد أولاً، قبل أن يلتزم الطالب بالدورة التدريبية التي تمتد إلى 10 حصص على 3 أشهر. كما يمكن للطالب اختيار حل وسط بدورة سريعة تمتد لـ5 حصص فقط. وتصل تكلفة الدورة المكونة من 10 حصص إلى 1295 جنيهاً (1685 دولاراً)، ويحصل الطالب بالإضافة إلى الحصص على دليل مكتوب في مائة صفحة للتدريب اللغوي، وخطة عمل مخصصة له، بالإضافة إلى واجبات دراسية أسبوعية. وللمدرسة فرعان في لندن: أحدهما في حي مايفير، والآخر في جي السيتي، شرق لندن بالقرب من بنك إنجلترا.