اغتيال القائم بأعمال مدير عام شرطة السير في عدن

الرئيس هادي: الحوادث الأخيرة كشفت حقيقة الميليشيات وفضحت نياتها الخبيثة

اغتيال القائم بأعمال مدير عام شرطة السير في عدن
TT

اغتيال القائم بأعمال مدير عام شرطة السير في عدن

اغتيال القائم بأعمال مدير عام شرطة السير في عدن

اغتال مسلحون مجهولون، ظهر أمس الجمعة، القائم بأعمال مدير عام شرطة السير بمحافظة عدن جنوب البلاد.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن المسلحين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على العقيد مروان عبد علي أبو شوقي، في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان شمال شرقي عدن. وأوضح أن شرطة البحث الجنائي باشرت بالنزول الميداني، وجمعت الاستدلالات، وأنها تواصل بحثها وتحريها لكشف الجناة الضالعين في جريمة الاغتيال. وأضاف أن أجهزة الأمن تمكنت من إفشال عملية إرهابية أخرى، صباح أمس الجمعة، قبل تنفيذها بلحظات في مدينة التقنية أحد أحياء مدينة المنصورة وسط عدن. وأشارت إلى أن عبوة ناسفة تم العثور عليها على مقربة من النقطة الأمنية، موضحة أن فريق نزع الألغام نجح في تفكيكها وإبطال مفعولها.
ومن جانب آخر، أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالاً هاتفيًا بقائد شرطة عدن اللواء شلال شائع، للاطمئنان على صحته جراء العملية الإرهابية التي استهدفت منزله صباح الخميس، وأدت إلى إصابة حارس البوابة وتضرر عدد من سيارات ومنازل المواطنين. وقال رئيس الجمهورية إن مثل هذه الأعمال الإرهابية كشفت نياتها الخبيثة الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة، خصوصًا في المدن والمحافظات التي تم تحريرها منهم.
وأكد الرئيس هادي أن العناصر الإرهابية التي تحاول بين الحين والآخر ارتكاب مثل هكذا جرائم كشفت عن دناءة المخططات الإرهابية وحجم الضلال والتيه الذي تعيشه، مشيرًا إلى أنه وبإسناد من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي ستواصل الحكومة وقوات الجيش الوطني محاربة الإرهاب والتطرف واستئصاله من جذوره أينما وجد، حتى ينعم أبناء الشعب اليمني من هذا الكابوس ومن أعمالهم. وأشاد بيقظة رجال الأمن الذين يدافعون عن أمن واستقرار الوطن والمواطن من خلال تصديهم بكل حزم لمثل هذه الأعمال التي تتعمد العناصر الإرهابية افتعالها في محافظة عدن، والتي تأتي بعد الضربة الموجعة التي تلقتها في محافظة لحج وأبين وحضرموت.
ولفت إلى أن العمليات العسكرية التي بدأتها الحكومة مع دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ستواصل عملها في مختلف المحافظات للتخلص من هذه الآفة الخطيرة التي أهلكت الحرث والنسل وقتلت النفس المحرمة دون وجه حق.
ودعا هادي المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب اليمن ودعمه في مواصلة حربه ضد العناصر الإرهابية، داعيًا في الوقت ذاته كل أبناء الشعب اليمني للوقوف صفًا واحدًا إلى جانب قوات الجيش الوطني في مختلف المحافظات في مواجهة العناصر الإرهابية.
وأكد اللواء شلال شائع أن الأجهزة الأمنية ستستمر في مواصلة عملها وتنفيذ حملاتها الأمنية وخططها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية حتى تنعم المحافظة وسكانها بالأمن والاستقرار والطمأنينة. وأضاف أن مثل هذه العمليات الإرهابية التي تحاول النيل والمساس بجنود الوطن لن تزيد أجهزة الأمن إلا إصرارًا وعزيمة في مواصلة عملها الوطني والإنساني تجاه الوطن والمواطن التائق للدولة المدنية الحديثة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
وعبر قائد شرطة عدن عن شكره للرئيس هادي على ما يبذله من جهود كبيرة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار وتطهير الوطن من العناصر الإرهابية، ومتابعته تطورات الأحداث وسير العمليات العسكرية في مختلف المحافظات.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».