أقباط مصر يزورون القدس وبيت لحم للمشاركة في احتفالات دينية

في تحد لقرار الكنيسة المصرية

أقباط مصر يزورون القدس وبيت لحم للمشاركة في احتفالات دينية
TT

أقباط مصر يزورون القدس وبيت لحم للمشاركة في احتفالات دينية

أقباط مصر يزورون القدس وبيت لحم للمشاركة في احتفالات دينية

وصل آلاف الأقباط المصريين إلى القدس وبيت لحم في اليومين الماضيين، استعدادا للمشاركة في احتفالات «سبت النور»، وذلك في تحد جديد لقرار الكنيسة المصرية بمنع السفر إلى إسرائيل.
وبخلاف العام الماضي، تضاعف هذا العام العدد من 4 آلاف إلى أكثر 7 آلاف قبطي، انتشروا في بيت لحم والقدس والناصرة كذلك، قبل المشاركة في احتفالات «سبت النور»، التي ستجرى داخل كنيسة في القدس غدا. وهذا الارتفاع يعد مؤشرا على الازدياد المضطرد للحجاج المصريين الذي يستغلون الزيارة في السياحة كذلك، متجاهلين الاتهامات «بالتطبيع».
وكانت الكنيسة المصرية القبطية التي يتبعها أكثر من 90 في المائة من مسيحيي مصر، حظرت السفر إلى إسرائيل منذ عام 1967 إلى الحد الذي أصدر معه البابا السابق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا شنودة الثالث، قرارا بتوقيع عقوبة كنسية تصل لحد الحرمان من الصلاة، على كل من يسافر إلى القدس.
ويعتقد مراقبون أنه بموت الأنبا شنودة سنة 2012 بدأ يتمرد المسيحيون على قرار كنيستهم، وزاد من عددهم هذا العام بشكل ملحوظ الزيارة التي قام بها بابا الكنيسة الحالي تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، إلى القدس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للمشاركة في جنازة المطران نيافة الأنبا ابراهام، وهي الزيارة التي أثارت جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض.
ورفض شنودة زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله إلا بعد التحرير، لكن معارضين كثيرون اتهموه كذلك بكسر قرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 26 مارس (آذار) 1980 الذي منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد.
ولا يؤمن المسيحيون المصريون الذي يأتون إلى بيت لحم والقدس بأسباب هذا الجدل من أساسه.
وقال أيمن، وهو أحد المسيحيين كبار السن الذي التقتهم «الشرق الأوسط» في بيت لحم، إنه أتى فقط من أجل الصلاة والاحتفال، وإنه يتمنى على كل المصريين القدوم. مضيفا: «لنا حاجة روحية كي نأتي إلى هنا، وليس سياسية أبدا».
ويساهم الحجاج المسيحيون في هذا الموسم بدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني؛ إذ ينزلون في فنادق مدينة بيت لحم، ويتسوقون من المدينة التي تشتهر بالهدايا الدينية.
وقالت رولا معايعة، وزيرة السياحة الفلسطينية، إن فلسطين شهدت إقبالا سياحيا كثيفا في خضم الاحتفالات بعيد الفصح في هذا الوقت.
وأضافت في تصريح: «لوحظ هذه الأيام إقبال سياحي كثيف تمثل في ارتفاع أعداد الزوار وليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية، وصلت في مدينة بيت لحم على سبيل المثال إلى نحو 85 في المائة كنسبة إشغال فندقي».
وأشارت معايعة إلى أن الأعداد الأكبر كانت من السياح الأقباط الذين ناهزوا 7 آلاف حاج، يقيمون في مدينتي القدس وبيت لحم.
وترى معايعة أن زيارة الأقباط المصريين لفلسطين لها معان ودلالات كثيرة، «فهي تعطي دفعة للقطاع السياحي الفلسطيني، وتؤكد عمق ومتانة العلاقات الفلسطينية - المصرية، والتفاف العالم العربي ووقوفهم إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين». وتابعت موضحة أن «هذه الزيارات تساهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، وفي دعم صمود الشعب الفلسطيني، على اعتبار أن هذه المجموعات السياحية تأتي إلى فلسطين عبر مكاتب سياحة فلسطينية، ومن خلال برامج سياحية فلسطينية وتعتمد على استخدام المنشآت السياحية الفلسطينية والتعامل مع الفلسطينيين بشكل مباشر».
وعادة ما ترحب السلطة الفلسطينية بأي زيارات عربية، وترفض القول إن ذلك يندرج في سياق التطبيع، بل وتهاجم دعاة هذا المنطق.
وفي إسرائيل ينظرون للأمر من باب مماثل كذلك.
وبالإضافة إلى زيارة القدس التي تسيطر عليها إسرائيل، فإن الحجاج المصريين، بحسب تقارير إسرائيلية، يزورون الناصرة ومنطقة طبريا ونهر الأردن. وكلها أماكن دينية مسيحية، لكنها أيضا تدر دخلا سياحيا على إسرائيل.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.