إسرائيل تهاجم بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص الجولان

تساءلت عن الجانب الذي يفترض على إسرائيل أن تتفاوض معه؟

إسرائيل تهاجم بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص الجولان
TT

إسرائيل تهاجم بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص الجولان

إسرائيل تهاجم بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص الجولان

أصدرت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، بيانا رسميا رفضت فيه تصريحات رئيس مجلس الأمن الدّولي الحالي، السّفير لي باودونغ، أمس الثّلاثاء، بخصوص هضبة الجولان السورية المحتلّة وبيان مجلس الأمن في الموضوع نفسه.
وانتقدت إسرائيل في بيانها تصريحات مجلس الأمن التي اعتبرت الجولان أراضي سوريا محتلّة. وجاء في البيان الذي أصدرته وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، أنّ «البيان (التابع للأمم المتّحدة) يتجاهل الواقع في سوريا». وأشارت إلى انعدام وجود شريك للتفاوض معه حول مصير الجولان، وتساءلت: «مع أي جانب يفترض على إسرائيل أن تتفاوض بشأن مستقبل الجولان، مع داعش؟ القاعدة؟ حزب الله؟. ولماذا يهاجمون إسرائيل بالذات، فالقوّات الإيرانيّة والسورية ذبحت مئات آلاف الأشخاص وفقدت أي مصداقية تجاه سوريا الأرض أو الشعب».
وخلص بيان الخارجيّة الإسرائيلية إلى أنّه «على خلفيّة الحرب الطّاحنة الدّائرة في سوريا، وعلى خلفيّة الثّبات والأمن اللذين أسّستهما إسرائيل في الجولان قرابة الخمسين عامًا الأخيرة، اقتراح تنازل إسرائيل عن الجولان يتناقض ببساطة مع المنطق».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، أكّد خلال اجتماع لحكومته في الجولان، قبل أسبوع، أنّ إسرائيل لن تنسحب من الهضبة، وأنّ الجولان «سيبقى تحت السّيطرة الإسرائيليّة إلى الأبد». وقال: «نرفض التنازل عنها لأي طرف، وقد حان الوقت لكي يعترف العالم بأنّ الجولان إسرائيليّة». وفي ضوء هذه المواقف الاحتلالية، اجتمع مجلس الأمن الدولي واتخذ قراره بإصدار بيان يدين إسرائيل ويذكرها بأنها تحتل الجولان بقوة السلاح.
وقد صرح الرئيس المناوب لمجلس الأمن الدولي، السفير الصيني، باودونغ، أن «مجلس الأمن يشعر بالقلق إزاء التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الجولان». وجاء ذلك في أعقاب الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن في أعقاب تصريحات نتنياهو المذكورة. وذكر باودونغ بقرار المجلس 479 الصادر في العام 1981. الذي يحدد بأن قرار فرض السيادة الإسرائيلية على الهضبة «لا يحظى بدعم القانون الدولي». وجاء النقاش في مجلس الأمن بناء على طلب قدمته فنزويلا بمبادرة من سوريا. وأوضحوا في وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن هذا النقاش لا ينطوي على أي أهمية أو أبعاد عملية، «لكنه يعكس عداء الأمم المتحدة لإسرائيل».
وكان تصريح نتنياهو قد آثار موجة استنكار في العالم. وفي الآونة الأخيرة أعيد طرح هذا الموضوع حين طلب الرئيس بشار الأسد الإعلان خلال النقاش الحالي حول تسوية وقف إطلاق النار في سوريا، بأن الجولان أرض سورية تجب إعادتها. وطالب نتنياهو الأوروبيين والأميركيين والروس ليس فقط برفض طلب الأسد وإنما الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة. وقبل أسبوعين قال نتنياهو أنه «حان الوقت كي يعترف المجتمع الدولي بالواقع، وبشكل خاص بحقيقتين أساسيتين: الأولى هي أن الخط الحدودي لن يتغير مهما حدث وراءه، والثانية، حان الوقت بعد 50 سنة كي يعترف المجتمع الدولي بأن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.