مدينة البيضاء الليبية تدعو زوجة القذافي للعودة إلى البلاد

فقدت ثلاثة من أبنائها في أحداث 2011

مدينة البيضاء الليبية تدعو زوجة القذافي للعودة إلى البلاد
TT

مدينة البيضاء الليبية تدعو زوجة القذافي للعودة إلى البلاد

مدينة البيضاء الليبية تدعو زوجة القذافي للعودة إلى البلاد

دعت مدينة البيضاء الليبية، صفية فركاش، زوجة معمر القذافي، للعودة إلى مسقط رأسها في المدينة الواقعة في شرق البلاد، وذلك بعد نحو خمس سنوات على مغادرتها إلى الجزائر عقب سقوط طرابلس في شهر أغسطس (آب) 2011. وكانت غادرت رفقة ابنتها عائشة وابنها هانيبعل بالإضافة إلى محمد ابن زوجها من زوجته الأولى. وقتل القذافي بعد ذلك بشهرين في مدينة سرت. كما قتل أبناؤها عز العرب والمعتصم وخميس في تلك السنة.
وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يجري فيها القبول بعودة شخصيات مقربة من القذافي، كان آخرها رجوع السياسي المعروف، الطيب الصافي، الذي عاد إلى شرق البلاد في احتفال شعبي كبير أثار حفيظة قادة الميليشيات وبعض شخصيات في السلطة الحاكمة في العاصمة طرابلس.
وقال بيان لـ"مجلس حكماء البيضاء"، صدر أمس، وحصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منه، إن السيدة فركاش مسموح لها ولأحفادها بالعودة إلى مسقط رأسهم معززين مكرمين. وأضاف أن القرار صدر بعد التشاور مع المجلس البلدي في مدينة البيضاء. وتعد المدينة في الوقت الحالي مقر الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، وهي الحكومة المدعومة من البرلمان الذي يعقد جلساته في طبرق، في شرق البلاد.
وأضاف مجلس البيضاء أن قرار عودة السيدة فركاش يأتي في إطار مساعي الخير من أجل المصالحة الوطنية ولم شمل الليبيين، وذلك بعودة المهاجرين والنازحين وبمناسبة صدور قانون العفو العام رقم 6 لسنة 2015 الصادر عن مجلس النواب (البرلمان). كما وصف المجلس هذه الخطوة بـ"الشجاعة"، وأنها تهدف إلى رأب الصدع ولم الشمل ودرء الفتن وإحلال السلم الاجتماعي بين المواطنين.
يشار إلى أن السيدة فركاش من مواليد مدينة البيضاء عام 1952، وهي الزوجة الثانية لمعمر القذافي، حيث تزوجها عام 1970. وكان آخر ظهور لها في مكان عام في ليبيا سنة 2010 حين حضرت حفل تخرج فتيات كلية الشرطة. كما شغلت موقع نائبة رئيسة منظمات السيدات الإفريقيات الأوائل على هامش اجتماع زعماء الاتحاد الإفريقي الذي جرى في شرم الشيخ بمصر عام 2008.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».