قادة الجيش الإسرائيلي يحذرون من حدوث انفجار فلسطيني

أكدوا أن حوادث العنف في الضفة الغربية أصبحت تمزق الجيش من الداخل

قادة الجيش الإسرائيلي يحذرون من حدوث انفجار فلسطيني
TT

قادة الجيش الإسرائيلي يحذرون من حدوث انفجار فلسطيني

قادة الجيش الإسرائيلي يحذرون من حدوث انفجار فلسطيني

أثارت تصريحات مشتركة للقادة الستة، الذين يقودون نشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ردود أفعال متباينة داخل إسرائيل وفلسطين، بعد أن حذروا بوضوح من احتمال وقوع انفجار فلسطيني كبير وغير مسبوق، إذا استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية على ما هي عليه في أراضي السلطة الفلسطينية.
وجاءت هذه التصريحات في لقاء خاص أجروه مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سينشر في عددها الصادر اليوم الخميس، بمناسبة عيد الفصح العبري، حيث تطرق اللقاء في البداية إلى قيام الجندي الإسرائيلي ليؤور أزاريا بإعدام الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، وهو مطروح أرضا في الخليل.
وقال العقيد حيزي نحاما، قائد لواء منشيه، حول هذا الحادث: «لقد وجه القائد العسكري لمنطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، قادة ألوية الجيش لإجراء محادثات مع الضباط الخاضعين لهم، والتحدث عن دروس الحادث وشحذ أوامر لإطلاق النار. في البداية لم أفهم لماذا نحتاج إلى ذلك. فقد كنت متأكدا من أنهم قرأوا التحقيق وحولوه إلى جنودهم». في إشارة على احتمال وقوع انفجار أمني.
وتقول الصحيفة إن «الهدوء النسبي خلال الأسابيع الأخيرة سمح لنا بعقد لقاء نادر وحصري مع القادة الستة لألوية الجيش في الضفة، والذين تحدثوا طوال ساعات عن المواجهة مع موجة الإرهاب، وكشفوا طرق العمل التي قادت إلى تخفيض عدد العمليات، ولم يتخوفوا من ملامسة مسائل أخلاقية حساسة تمزق الجيش من الداخل». فيما عرض قائد لواء أفرايم، العقيد روعي شطريت، مثالا من قرية بدرس، بقوله إنها «قرية صغيرة تضم 2500 نسمة، لكنها قامت بكثير من المشاكل، ولكن في اللحظة التي بدأنا فيها بشق طريق رئيسي يقود إلى القرية، عمل رئيس المجلس ومدير المدرسة على تفكيك أي مظاهرة تظهر هناك».
ويقدر العقيد شاي كالفير، قائد لواء شومرون، أنه «عندما تستأنف الموجة (المظاهرات)، فإنها ستتضاعف عدة مرات، وهذا لن يرجع إلى الأولاد الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما، والذين يحملون السكاكين، فتفجير الحافلة في القدس أعادنا جميعا إلى مطلع سنوات الألفية». ومن جهته، تحدث قائد لواء بنيامين العقيد يسرائيل شومر عن إغلاق الملف ضده في قضية قتل الشاب الفلسطيني الذي رمى صخرة على سيارته، وقال «أنا أفاخر بأنه على الرغم من كوني عقيدا، فقد تم فحص ملفي تماما كأي جندي. صحيح أن تحقيق الشرطة العسكرية لا يعتبر مسألة لطيفة، لكن الإيمان بعدالة طريقي والدعم الذي حظيت به تغلبا على ذلك».
وحلل العقيد ياريف بن عزرا، قائد لواء الخليل، حادث إطلاق النار الذي وقع في المنطقة وعصف بالدولة، بقوله إنه «يحظر علينا تجاهل الحوار على الشبكات الاجتماعية.
وهذا تحد قيادي وعسكري، ولكن في النهاية هذا يسهم فقط في بناء مناعة الجيش والقادة. أنا أؤمن بأننا سنخرج أقوياء أكثر من هذا الحادث غير الجيد».
ومن الجدير ذكره أن قادة الجيش الإسرائيلي يطالبون الحكومة بالإقدام على مبادرة سياسية للخروج من الأزمة الحالية مع الفلسطينيين، وإلا فإن الأمور ستنفجر في وجه إسرائيل بشكل غير مسبوق، على حد تعبيرهم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.