«إيكو».. جهاز إلكتروني متجدد في ميدان «الحوسبة الشخصية»

ابتكارات «أمازون» قد تقلب موازين عالم الإلكترونيات

«إيكو».. جهاز إلكتروني متجدد في ميدان «الحوسبة الشخصية»
TT

«إيكو».. جهاز إلكتروني متجدد في ميدان «الحوسبة الشخصية»

«إيكو».. جهاز إلكتروني متجدد في ميدان «الحوسبة الشخصية»

طيلة السنوات الخمس الماضية، عكفت شركات الإلكترونيات الكبرى على مستوى العالم على البحث عن فتح جديد، عن مبتكر إلكتروني جديد ليخلف الهاتف الذكي في فئة الأجهزة الإلكترونية التي لا يمكن للمرء الاستغناء عنها.
وفي خضم مساعيها، طرحت الشركات المختلفة ساعات رقمية وأجهزة لمتابعة مؤشرات اللياقة البدنية، وشتى أنواع النظارات الكومبيوترية، ووصلات يمكن إلحاقها بالتلفزيون تفوق في عددها البرامج التي يمكن للمرء مشاهدتها في التلفزيون نفسه!
* «الجهاز الأعظم»
ورغم كل ما سبق، فإن المرشح الواعد لحمل لقب «الجهاز الإلكتروني الأعظم» خلال الفترة المقبلة ليس من مبتكرات أي من «آبل» أو «غوغل» أو «فيسبوك» أو «مايكروسوفت»، وإنما جاء من «أمازون» في صورة «إيكو» Echo، الكومبيوتر المنزلي من دون شاشة الذي يمكن التحكم فيه من خلال الصوت. ويأتي ذلك رغم أن آخر مغامرات «أمازون» الكبرى في عالم الأجهزة الإلكترونية للمستهلكين، وهو «فاير فون»، مني بفشل ذريع، ما سبب حرجًا بالغًا للشركة.
إلا أن الوضع قد يكون مختلفًا هذه المرة، فبعد مرور ما يزيد قليلاً عن العام على طرحه بالأسواق، نجح «إيكو» في التحول من مجرد أداة يمكن استغلالها في خلق تجربة احتيال أو تلاعب، إلى أخرى تحمل إمكانات واعدة. وكلما طال أمد استخدامي لهذا الجهاز، زاد إيماني بإمكانياته الواعدة على نحو يحمل أصداء تجربتي في استخدام «آيفون» للمرة الأولى، إنه الشعور بأن الجهاز الذي تحمله بيديك يفتح الباب أمام عالم جديد هائل في مجال الحوسبة الشخصية، ويوسع دائرة الدور الذي تلعبه الكومبيوترات في صياغة شكل مستقبلنا.
أما الأمر الأكثر إثارة بخصوص «إيكو» فهو أنه يبدو وكأنه جاء من العدم. في الواقع، لا يتسم الجهاز بشكل لافت، بل ويصعب على المرء شرح استخداماته، حيث لا يعدو كونه جهازا صغيرا ثابتا يمكنك وضعه بأي مكان في المنزل، ويمكنك مخاطبته باسم «أليكسا». ويتولى الجهاز أداء مجموعة متنوعة من المهام يمكنك بالفعل القيام بها باستخدام هاتفك، مثل تشغيل موسيقى، وقراءة الأخبار ونشرات الطقس، والاحتفاظ بقائمة تسوق.
ومع ذلك، يملك «إيكو» القدرة على التسلل إلى روتينك اليومي ليصبح جزءًا لا يتجزأ منه، حيث يعيد طلب شراء فشار الذرة من أجلك، أو يتصل بخدمة «أوبر» لحجز سيارة لك، وعندما يطلب أطفالك من «أليكسا» إضافة مصاصات إلى قائمة التسوق، تتملكك الرغبة في أن تصبح كل جوانب حياتك تحت إدارة «أليكسا»!
* تفوق «أمازون»
وعبر هذا الأسلوب الخفي، نجحت «أمازون» في التفوق على «آبل» و«غوغل»، السيدين المتوجين بعالم الهواتف الذكية، من خلال جهاز يحمل في طياته إمكانية أن يصبح قوة مهيمنة داخل واحدة من أكثر البيئات حميمية: المنازل.
إذا كنت تظن أن هذا القول ينطوي على بعض المبالغة، فعليك إذن مطالعة بعض المراجعات الخاصة بـ«إيكو» على موقع «أمازون»، فقد نجح «إيكو» في اجتذاب عدد نجمات يفوق ما حصل عليه حفل توزيع جوائز الأوسكار. ورغم انتهاج «أمازون» سياسة عدم الكشف عن أرقام المبيعات، فمن الواضح أنها تولي استثمارات ضخمة لـ«إيكو». وقد استعانت «أمازون» بإعلانات خلال بطولة «سوبر باول» للترويج للجهاز الجديد، وكشفت النقاب الأسبوع الماضي عن نسختين جديدتين منه، إحداهما يمكن حملها والأخرى مصممة لدمجها بأنظمة السماعات القائمة.
من جانبه، قال سكوت وينغو، رئيس «تشانيل أدفايزر»، شركة استشارات بمجال التجارة الإلكترونية، إن المؤشرات الأولى توحي بأن «إيكو» في طريقه لأن يصبح النشاط التجاري الأول، أي الرئيسي لـ«أمازون». وأضاف: «إنه واحد من أكثر الأجهزة مبيعًا عبر أمازون. وبالنسبة لأمازون، من غير المعتاد أن ينفد رصيدها من شيء، لكن في ما يخص إيكو، نجد أن مخزونا منه يكفي لأسبوعين فقط عادة يتوفر لديها قبل أن ينفد لبضعة أيام، لذا لا يملك المرء سوى الاعتقاد بأنها تواجه مشكلة في تصنيع عدد كافٍ من هذه الأجهزة». وأشار وينغو إلى أن «إيكو»، الذي تبيعه «أمازون» مقابل 180 دولارا فقط عبر موقعها، يجري بيعه عبر موقع «إيباي» عبر ما يتراوح بين 200 و300 دولار.
جدير بالذكر أنه لدى كشفها النقاب عن «إيكو» عبر فيديو ساذج أواخر عام 2014، في أعقاب إخفاق «فاير فون»، قوبل بموجة واسعة من التهكم. وخلال الفيديو، لم تتضح استخدامات «إيكو» في نسخته الأولى.
* إقبال كبير
مع ذلك، يبقى هناك سببان وراء مثل هذا الإقبال الكبير من جانب المستخدمين على «إيكو»، أولاً: من السهل تعلم كيفية استخدامه، بجانب أن قدراته على التعرف على الصوت أكثر إبهارًا عن تلك الموجودة بأجهزة أخرى بمجال المساعدة الصوتية (مثل «سيري» من «آبل»، أو «غوغل ناو»). الأهم من ذلك أن الجهاز مستمر في اكتساب قدرات وإمكانات جديدة.
وخلال مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، قال ديف ليمب، نائب رئيس «أمازون» لشؤون الأجهزة، إن الشركة ابتكرت «إيكو» لأنها رأت إمكانات مثيرة وراء التقدم الذي أحرز بمجال تكنولوجيا الميكروفون، والتعرف على الصوت، والترابط السحابي.
من جانبهم، قضى مهندسو «أمازون» سنوات في تزويد «إيكو» بقدرات استثنائية. على خلاف الحال مع الأجهزة المساعدة المنافسة، يمكن تفعيل «إيكو» من بُعد بينما تقف عند الطرف الآخر من الغرفة («سيري» يعمل فقط من على بعد قدمين)، وبمقدور «إيكو» فك شفرة صوتك داخل البيئات الصاخبة، حتى عندما يشغل موسيقى.
أيضًا، عمل «أمازون» على ضمان استجابة «إيكو» بسرعة كبيرة. وقال ليمب: «خلال الفترة الأولى لطرح الجهاز، استغرق تنفيذ أمر تشغيل الموسيقى ما بين ثماني أو تسع ثوان، وعندما يكون الحال كذلك يصبح من المتعذر استخدام الجهاز. الآن، أصبح تنفيذ مثل هذا الأمر يستغرق في الغالب ما بين 1000 مليثانية و1200 مليثانية».
وبالفعل، نجحت هذه السرعة في إحداث اختلاف جوهري، إذ ومقارنة بصعوبة الحديث إلى «سيري» يبدو الحديث إلى «أليكسا» طبيعيًا، وأقرب إلى الحديث إلى بشر عن الحديث إلى آلة، وحتى عندما يفهم طلبك على نحو خاطئ، الأمر الذي كثيرًا ما يتكرر خلال الأيام الأولى لتعاملك مع «إيكو»، لا يبدو أنك ستتكبد ثمنًا فادحًا لتجريبك التعامل معه.
الأهم من ذلك، تمامًا مثلما كان الحال خلال الأيام الأولى لـ«آيفون»، نجحت «أمازون» في تحويل «إيكو» إلى نظام بيئي جديد. ويتدفق المطورون لخلق تطبيقات، أو مهارات حسب وصف «أمازون»، للجهاز يمكن التحكم بها صوتيًا. وبالنسبة لـ«إيكو»، هناك أكثر من 300 مهارة، بداية من مهارات تافهة، واحدة منها تجعل «أليكسا» تصدر أصواتا وقحة حال صدور أمر لها بذلك، وصولاً إلى الأكثر أهمية، مثل قراءة الإيصالات وحل المسائل الرياضية والدخول في محادثات، ونقلك في جولة عبر ألعاب تقوم على المغامرة، علاوة على كثير من الإمكانات الأخرى.
* تقنيات المنزل الذكي
من ناحيتها، تبدي الشركات المنتجة للأجهزة المنزلية الرقمية، مثل «نست»، اهتمامًا كبيرًا بالمسارعة إلى جعل منتجاتها قادرة على التكيف مع «إيكو». والآن، أصبح باستطاعة «أليكسا» التحكم في المصابيح المتصلة بشبكة الإنترنت، وأجهزة الثرموستات المنزلية، علاوة على مجموعة أخرى متنوعة من الأجهزة المنزلية. وقريبًا لن تكون بحاجة إلى «إيكو» للحديث إلى «أليكسا»، وإنما ستجدها في جهاز التبريد أو السيارة أو الفرن!
وتثير استراتيجية «أمازون» في التعامل مع «إيكو» في الأذهان خدمات «أمازون» المرتبطة بالإنترنت، ونشاطها التجاري السحابي الذي تقدر قيمته بعدة مليارات من الدولار.
والملاحظ أن «إيكو» يرتبط بالنشاط التجاري الرئيس لـ«أمازون»، أي بمتاجرها، فعندما تصدر أمرًا إلى «إيكو» بإعادة شراء فشار الذرة، فإنه يمرر الأمر عبر «أمازون» بالتأكيد. ومع ذلك، أوضح وينغو أن الشركة حرصت على ترك مجال الجهاز مفتوحًا نسبيًا حتى الآن، حيث باستطاعة جهات بيع التجزئة الأخرى والشركات المصنعة لمنتجات بناء تطبيقات خاصة بها تسمح لـ«إيكو» بالتفاعل مع متاجرها. ومع ذلك، فإن «إيكو» لا يخلو من عيوب، فلا يزال يستقبل حتى الآن بعض الأوامر الصادرة إليه بصورة خاطئة، ولا يزال يشعر المرء لدى التعامل معه بافتقاره إلى سمات مهمة. ويتفق ليمب، من جانبه، مع هذا القول، مؤكدًا أن فريق العمل داخل «أمازون» لا يزال يعمل على إضافة إمكانات جديدة للجهاز. أيضًا، يواجه الجهاز مشكلة التوزيع المحدود على مستوى بيع التجزئة. ومن الأفضل أن تسارع «أمازون» لحل المشكلات المتعلقة بـ«إيكو» لأنه رغم عدم وجود أجهزة منافسة له حاليًا، فإن هذا الوضع قد يتبدل قريبًا.

* خدمة «نيويورك تايمز».



ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى
TT

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

احتضن الفائزون بعضهم، وهز الخاسرون رؤوسهم، وانفجر المشجعون في الهتافات.

معارك رياضية إلكترونية

احتدمت المشاعر في معرض «كال أكسبو» Cal Expo هذا الأسبوع، حيث اشتبك الطلاب من جميع أنحاء البلاد في معارك رياضية إلكترونية متوترة وعالية المخاطر، كما كتب ماثيو ميراندا (*).

في المسابقات التي تضم لوحات المفاتيح ونقرات الماوس المحمومة، تنافس لاعبو ألعاب الفيديو في ألعاب مثل Super Smash Bros Ultimate and Street Fighter 6.

وقالت أنجيلا برنهارد توماس، كبيرة مسؤولي الرياضات الإلكترونية في بطولة Collegiate Esports Commissioners Cup West الإقليمية: «إنها مثل بطولة (مارتش مادنيس) March Madness، لكنها ألعاب فيديو».

لاعبو مدرسة سنتر الثانوية أثناء المنافسة في أول بطولة ألعاب إلكترونية كبرى في ساكرامنتو

فرق مدرسية إلكترونية تنافسية

استضافت ساكرامنتو البطولة في وقت تنمو فيه شعبية الرياضات الإلكترونية، مع تشكيل المزيد من المدارس لفرق تنافسية، واستقطب الحدث الذي استمر ثلاثة أيام، 22 فريقاً جامعياً من 18 ولاية وأكثر، من 150 طالباً في المدرسة الثانوية المحلية.

وقالت أنجيلا برنهارد توماس: «معظم لاعبي الكلية الذين يلعبون هنا هذا الأسبوع مواظبون على الدراسة، ويحصلون على منح دراسية للعب ألعاب الفيديو»، وأضافت: «هذا شيء لم نفكر أبداً أنه سيحدث حقاً».

على المسرح الرئيسي، واجهت ولاية سان خوسيه فريق «يو سي ريفرسايد» في نهائي مكثف من Super Smash Bros. Ultimate - لعبة قتال ومنصة تضم شخصيات العديد من إبداعات نينتندو.

بطولة الرياضات الإلكترونية الوطنية

خرج فريق «يو سي ريفرسايد» المكون من أربعة أفراد منتصراً للعام الثاني على التوالي، وسيتقدم الفريق، جنباً إلى جنب مع أبطال عطلة نهاية الأسبوع الآخرين، إلى بطولة الرياضات الإلكترونية الوطنية في تكساس، في مايو (أيار) المقبل.

وقال كين هوانغ، طالب يدرس الرياضيات التطبيقية في «يو سي ريفرسايد»، إنه يأمل في أن يعزز الفوز الاعتراف بالرياضات الإلكترونية داخل الجامعة.

في السنوات الأخيرة، صنفت بعض الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة فرق الرياضات الإلكترونية الخاصة بها على أنها رياضات مدرسية رسمية.

وأضاف هوانغ الذي مارس اللعبة لمدة 8 سنوات: «هذه الحالات توفر المزيد من الفرص للتمويل والسفر. ويعد فريق Super Smash Bros التابع لجامعة كاليفورنيا ريفرسايد نادياً ترفيهياً».

وتابع: «نأمل في أن يدفعنا أداؤنا الجيد والحصول على نتائج إلى القول إننا لسنا مجرد نادي ترفيهي».

رياضة للصغار والكبار

في مكان قريب، هتفت إيلينا فيريل، البالغة من العمر 15 عاماً، بينما كانت صديقتها تتنافس في لعبة Valorant، وهي لعبة إطلاق نار شهيرة من منظور الشخص الأول. وصاح الجميع معاً بحماس، ورفعوا أيديهم أحياناً احتفالاً.

حافظت فيريل، قائدة فريق اللعب المكون من 12 لاعباً في مدرسة «سنتر» الثانوية في أنتيلوب، على نشاط زملائها في الفريق من خلال إطعامهم وتقديم المشروبات لهم.

وبالقرب منها جلس والدا فيريل على بُعد أقدام قليلة، يراقبان ابنتهما الصغرى بابتسامات فخورة. وحضر آباء ثلاثة لاعبين آخرين، اعتادوا على شغف أطفالهم بالمنافسة عبر الإنترنت. وقالت والدتها لأنيل فيريل باربي: «أستمتع بمشاهدتهم وهم منخرطون في شيء ما. نريد أن نراهم يفعلون شيئاً إيجابياً، حتى لو كان ذلك ألعاباً». وتابعت: «أشعر بالضياع لأن لديهم لغتهم الخاصة... نطرح الكثير من الأسئلة، وأحياناً يجيبون عنها. لكننا ما زلنا ضائعين».

* «ذا ساكرمنتو بي»، خدمات «تريبيون ميديا».