أليسا روبن، مراسلة أجنبية لنحو 15 عامًا، ومعروفه بخوضها العميق في غمار أكثر النزاعات رعبًا في العالم لتعود إلينا في أغلب الأحيان بلمحات مؤثرة عن محنة الجنود والناجين وضحايا الصراعات والعنف الذي تتعرض له النساء الأفغانيات في قندهار وهلمند وخوست والعاصمة كابل».
وقد منحت جائزة بوليتزر في مجال التقارير الدولية، يوم الاثنين الماضي، إلى أليسا روبن الجائزة الصحافية الكبرى عن عملها من على خطوط المواجهة في أفغانستان؛ حيث قال مجلس أمناء الجائزة: «كتبت (روبن) تقارير مؤثرة للغاية عن النضال من أجل تحسين حياة النساء».
وأمضت روبن، منذ أن التحقت بالعمل في جريدة لوس أنجلوس تايمز عام 1997. معظم حياتها المهنية في تغطية الأحداث في العراق، وأفغانستان والبلقان».
وبعد أن كلفتها الجريدة بالعمل في العراق وفرنسا، التحقت بالعمل في جريدة نيويورك تايمز في 2007 مراسلة أولا، ثم مديرة لمكتب بغداد، ثم أصبحت بعد ذلك مديرة لمكتب الجريدة في كابل بأفغانستان».
كان العمل مرهقا في بعض الأحيان. وفي أغسطس (آب) عام 2014. كانت روبن على متن طائرة الهليكوبتر التي تحطمت أثناء إنزال مساعدات إلى اللاجئين اليزيديين في كردستان العراق؛ مما أدى إلى إصابتها بكسور بالغة في المعصم والجمجمة. وعندما روت التجربة لاحقا من فوق سرير المستشفى في بغداد، تركز حديثها حول قلقها عن اللاجئين والطيار».
وتضيف روبن: «سمعت نفسي أتأوه مثل الجميع، وكان الأمر مؤلما جدا في تلك اللحظة، لكنني بعد ذلك حمدت الله على بقائي على قيد الحياة، كنت أراهن أن كثيرًا منهم لقي حتفه». ومن على سرير المرض كانت تسال: «كيف حال الطيار؟ هل نجا من الحادث؟ كل ما كان يريده هو المساعدة».
وعلى مدار عملها، صنعت روبن لنفسها اسما في المجال كمراسلة تتميز بشجاعتها الفريدة وذكائها الحاد، كما أنها حازت على الكثير من الجوائز، من بينها جائزة جون تشانسلر لعام 2015، تكريما لها عن مجمل إنجازاتها في مجال الصحافة.
ولم تكن البوليتزر الجائزة الوحيدة التي حازت عليها يوم الاثنين الماضي، فقد أعلنت صحيفة أتلانتك ميديا، في وقت سابق من اليوم ذاته، منحها جائزة مايكل كيلي عن سلسلة مقالاتها حول النساء في أفغانستان. وذكر بيان صحافي أن روبن قد عرضت حياتها للخطر من أجل سرد معاناة النساء بتفاصيل واضحة وشديدة الحساسية. وعملت روبن في بداية حياتها المهنية لدى مجلة أسبوعية، وكذلك لدى صحيفة «المحامي الأميركي»، وكانت قد تخرجت في جامعة براون، وحصلت على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة كولومبيا. وتشغل حاليًا منصب مديرة لمكتب جريدة نيويورك تايمز في باريس. وفيما يلي عرض بأبرز أعمالها:
* قصور العدالة بعد مقتل سيدة أفغانية على يد الرعاع.. «نيويورك تايمز»، وتقول في سطور من قصتها التي نشرت في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2015:
«للوهلة الأولى تبدو المحاكمة وأحكام الإدانة في مقتل فرخندة ماليكذادا انتصارا في الكفاح الطويل من أجل حقوق النساء الأفغان أمام المحاكم، لكن النظرة الأعمق توحي بغير ذلك أنه خيط رفيع في الدفاع ضد جرائم الشرف».
* ملاجئ النساء هي إحدى أكثر المخلفات استفزازية للوجود الغربي في أفغانستان نشرت بتاريخ 2 مارس (آذار) 2015.
* نضال الشرطة النسائية في أفغانستان.. نشرت القصة بتاريخ 1 مارس (آذار) 2015». وتقول روبن: «أفضت محاولة رفع شأن النساء في أفغانستان من خلال تجنيدهم في الشرطة إلى نتائج عكسية في ظل تعارض المثل الغربية مع الواقع الأفغاني».
* حالة اغتصاب في أفغانستان تسلط الضوء على الشرطة المحلية نشرت بتاريخ 27 يونيو (حزيران) 2012، وفي القصة يكشف اتهام فتاة أفغانية لوحدة الشرطة المحلية باختطافها واغتصابها النقاب عن استمرار العرف القبلي وهشاشة قوانين حماية النساء التي تم تشريعها مؤخرا، والسلطة التي يتمتع بها المسلحون.
* كيف أرادت بادية أن تموت نشرت في مجلة نيويورك تايمز بتاريخ 12 أغسطس (آب) 2009.
* مقابلة مع فتاة من العراق ترغب في القيام بتفجير انتحاري».
* المالكي يحقق مكاسب انتخابية على الرغم من المخاوف نشرت في نيويورك تايمز بتاريخ 25 يناير (كانون الثاني) 2009.
* في غرفة باردة، مذكرات عن حياة الزهور لوس أنجلوس تايمز بتاريخ 26 أغسطس (آب) 2005. تقول روبن: «فور سماع صوت التفجيرات الانتحارية، توجهت مع المترجم إلى مستشفى اليرموك، التي تمتلك واحدة من أكبر المشارح في المدينة، وهناك قابلت أبو عماد لأول مرة».
وتعكس خيارات نتائج جوائز «بوليتزر» للعام 2016 التي وزعت الاثنين في نيويورك المآسي التي تعصف بالعالم، وتعد هذه الجوائز التي تحمل اسم الصحافي جوزيف بوليتزر وقد قدمت للمرة الأولى سنة 1917 من أعرق التكريمات التي تمنح في مجال الصحافة والابتكارات الفنية. وقدمت جائزتان بشكل استثنائي في فئة صور «الأخبار العاجلة» (بريكينغ نيوز)، مع جائزة لأربعة مصورين من «نيويورك تايمز» هم: ماوريسيو ليما، وسيرغي بونوماريف، وتايلر هيكس، ودانييل إيتر عن عملهم حول اللاجئين والمخاطر التي تواجههم، فضلا عن جائزة أخرى كانت من نصيب فرق التصوير في وكالة «رويترز» التي تتبعت اللاجئين الفارين بأغلبيتهم من النزاع الدائر في سوريا في رحلة من مئات الكيلومترات محفوفة بالمخاطر. وكرمت أليسا روبين، المديرة السابقة لمكتب «نيويورك تايمز» في كابل، التي انتقلت إلى باريس في فئة «الريبورتاج الدولي» عن تغطيتها لمعاناة النساء الأفغانيات، بعد أكثر من 14 عاما من سقوط نظام حركة طالبان. وتلقت لجنة التحكيم نحو ثلاثة آلاف طلب ترشيح لهذه الجوائز التي تمنح في 22 فئة، ويحصل الفائز بجائزة الخدمة العامة على ميدالية ذهبية، في حين يقدم مبلغ مالي للآخرين بقيمة 10 آلاف دولار خلال مأدبة غداء من المزمع تنظيمها في نيويورك في الأسابيع المقبلة.
أليسا الحائزة بوليتزر 2016.. من خطوط المواجهة تكتب عن معاناة النساء
مراسلة أجنبية لنحو 15 عامًا.. معروفة بخوضها العميق في غمار أكثر النزاعات رعبًا في العالم
أليسا الحائزة بوليتزر 2016.. من خطوط المواجهة تكتب عن معاناة النساء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة