رحلة التعرف على «أسعد شعوب العالم» في الدنمارك

بلاد صغيرة وعدد سكان قليل

رحلة التعرف على «أسعد شعوب العالم» في الدنمارك
TT

رحلة التعرف على «أسعد شعوب العالم» في الدنمارك

رحلة التعرف على «أسعد شعوب العالم» في الدنمارك

هل الدنماركيون أسعد شعوب العالم لأن عددهم قليل (ستة ملايين شخص فقط)؟ أم لأن بلدهم صغير (16000 ميل مربع فقط، مساحة ولاية ميريلاند الأميركية)؟ أم لأن بلدهم يتكون من أربعمائة جزيرة، مما يساعد على الحياة الفردية والاستقلالية؟
لكن السكان أقل في دول كثيرة، مثل: لبنان، جمهورية أفريقيا الوسطي، جمهورية الكونغو. والمساحة أقل في دول كثيرة، مثل: أرمينيا، بوروندي، رواندا. وعدد الجزر أكثر في دول كثيرة، مثل: إندونيسيا (18 ألف جزيرة) والفلبين (7 آلاف جزيرة).
يبدو أن المرشد السياحي الدنماركي «كريستيان» كان يعرف أن مجموعة السياح الأميركيين سيسألونه عن سر الدنمارك في أن تكون أسعد دولة في العالم. ويبدو أنه كان يعرف أنه لن يجب إجابة مباشرة، لعدة أسباب: أولا لأن السياح ضيوف، وهو يريد احترامهم بدلا عن الاستعلاء عليهم. ثانيا لأن الموضوع حساس. ثالثا لأن كلمة «سعادة» ليست محددة.
وبطريقة دبلوماسية، يبدو أنه تعود عليها مع السياح الأجانب، قال «كريستيان»: «نحن لا نسميها (هابينيس - سعادة). نحن نسميها (ساتيسفاكشون - رضا)».
وكأنه كان يعرف أن السياح الأميركيين لن يسألوه فقط، ولكن أيضا سيتحدونه. لهذا أحضر معه معلومات عن الدنمارك، ومعها قوائم من البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الأوروبية، وغيرهما، عن مكانة الدنمارك في قوائم الحرية، والمساواة، والشفافية، والسعادة (الرضا).

* «السعادة»

أوضحت أغلبية القوائم أن الدنمارك، خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت الأولى، وأن السعادة (الرضا) تقاس حسب العوامل الآتية: الصحة، التعليم، السكن، العمالة، المساواة، خدمات الحكومة، الدعم الاجتماعي. لكن يبدو أن أهم عامل هو سؤال كل شخص: «ما هو مدى رضائك عن حياتك؟».
تأتي مع الدنمارك في قائمة الدول العشر الأسعد في العالم، وفي كل سنة، جاراتها الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، فنلندا). وأيضا: هولندا، سويسرا، بلجيكا، أستراليا، كندا، النمسا، آيسلندا.
في سنة 2012 جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عشرة، وبريطانيا العشرين. لكن في نفس السنة أوضح تقرير أصدرته جامعة لايكستر في بريطانيا عن نفس الموضوع أن ترتيب الولايات المتحدة هو العشرين. وترتيب بريطانيا الأربعين. وفي أسفل هذه القوائم عن السعادة تأتي كثير من الدول الأفريقية، مثل: بوروندي، زمبابوي، الكونغو.
خلال النقاش عن هذا الموضوع، والحافلة الأنيقة تطوف بالسياح الأميركيين شوارع كوبنهاغن، لاحظ واحد أن دولة بهوتان الصغيرة (في جبال الهملايا) تأتي في أعلى قائمة السعادة. رغم أنها فقيرة، ورغم أن حاكمها ملك ديكتاتوري.
هذه المرة، اتفق الدنماركي والأميركيون على أن تفسير كلمة «السعادة» يعتمد على مدى وعي الشعوب. كلما زاد الوعي زاد فهم الشعوب للصورة الكبيرة للأشياء، ومنها السعادة. وكما قال أميركي: «الذي لا يعرف الحرية، لا يعرف السعادة التي تسببها له».

* «المساواة»

لكن اختلف الدنماركي والأميركيون خلال النقاش حول كلمة «المساواة».
في قائمة الإنتاج القومي جاءت الولايات المتحدة في مقدمة الدول: 15 تريليون دولار سنويا. وكانت الدنمارك أقل من تريليون. وفي قائمة متوسط دخل الشخص سنويا تساوت الدولتان تقريبا: 50 - 60 ألف دولار سنويا. لكن في قائمة «المساواة» تفوق الدنماركيون على الأميركيين: 25 في المائة مقابل 50 في المائة.
تعنى «المساواة» هنا الفرق بين الأقل دخلا والأعلى دخلا. وصار واضحا أن الفرق أقل في الدنمارك. لكن لم يعجب هذا بعض السياح الأميركيين. وكعادة كثير من الأميركيين، لم يرضوا أن يتفوق شعب عليهم.
لكن كان «كريستيان» مستعدا، وأشار إلى معلومات عن نسبة دخل الشخص الذي يصرف على الترفيه (أعلى في الدنمارك). ونسبة ساعات العمل إلى ساعات الإجازات (أعلى في الدنمارك). ونسبة الجريمة (أعلى كثيرا في الولايات المتحدة). ونسبة ديون الحكومة إلى الدخل القومي (أعلى كثيرا في الولايات المتحدة). ونسبة زوار العيادات النفسية (أعلى كثيرا في الولايات المتحدة).
وأشار «كريستيان» إلى أن النرويج، جارة الدنمارك، أحسن منها لأنها ليست مديونة أبدا (بسبب ثروة النفط).

* فرص الاستثمار

حسب تقرير آخر للبنك الدولي، الدنمارك هي الأولى في العالم في فرص الاستثمار. ليس لأن فيها نفطا أو مصانع صلب أو سوق أوراق مالية مثل نيويورك، ولكن لثلاثة أسباب رئيسة:
أولا: الأعلى في مؤهلات السكان (الأكثر تعليما في العالم).
ثالثا: الأكثر تسامحا (الأكثر تأدبا، وأمنا، ورضا، واستقرارا نفسيا).
ثالثا: الأقل في البيروقراطية (الأقل في قوانين الاستثمار).
رابعا: الأولى في العالم في قلة الفساد (حسب أرقام منظمة الشفافية الدولية في ألمانيا).
وحسب مجلة «تايم» الأميركية، قبل سنوات قليلة، أعلنت شركة «لوغو» الدنماركية (التي تنتج مكعبات صغيرة يصنع منها الصغار والكبار منازل وسيارات وأناسا) أنها ستنقل جزءا من مصانعها إلى المكسيك، حيث تكاليف العمالة أرخص. في أي بلد آخر، يسبب هذا مظاهرات اتحادات نقابات العمال. لكن قال بول بيدرسون، رئيس نقابة عمال المصنع: «من ألف عامل في المصنع سيبقى ثلاثمائة فقط. هذا أفضل من إغلاق المصنع نهائيا». وأضاف: «نحن لسنا ضد الشركة. ولا نمانع إذا كانت سياستها هي الرخاء لها، والرخاء لنا». وأضاف في مثالية نادرة: «توجد محاسن لنقل مصانع من دول غنية إلى دول فقيرة. سيرتفع مستوى المعيشة في الدول الفقيرة. وستنمو الطبقة الوسطى. وستريد شراء مزيد من (لوغو)، وأشياء أخرى من الدنمارك، مثل الألبان والأجبان».
وحسب نتائج استطلاع نشرته مجلة «تايم»، قالت نسبة ثمانين في المائة من الدنماركيين إن العولمة أفضل للدنمارك وللعالم. وهكذا، مرة أخرى، حقق الدنماركيون قصب السبق على الشعوب الأخرى التي يبدو أنها اتفقت على لعن العولمة، إن لم يكن على اعتبارها شيطانا.

* متنزه «تيفولي»

بعد منتصف النهار، وقفت حافلة السياح الأميركيين أمام متنزه «تيفولي» في قلب العاصمة كوبنهاغن. لم تكن زيارة المتنزه في البرنامج. لكنه غداء في مطعم مجاور، متخصص في ساندويتشات «سمورغسبورد» (قطعة خبز مسطحة وعليها لحوم وخضراوات).
أثناء الغداء دار نقاش آخر بين الدنماركي والأميركيين. هذه المرة يبدو أن الدنماركي تعمد، في دبلوماسية ومرح، إثارة الأميركيين عندما تحدث عن متنزه «تيفولي». قال إنه مثل، وليس مثل، متنزه «ديزني» الأميركي. وسأل: متى بنى متنزه «ديزني»؟ وأجاب أميركي في دقة: «ديزني لاند»، في ولاية كاليفورنيا، سنة 1955. و«ديزني ويرلد»، في ولاية فلوريدا، سنة 1971.
وقال الدنماركي، وهو يشير إلى متنزه «تيفولي»: «نحن بنينا هذا سنة 1843». وأضاف، ويبدو أنه يعرف كثيرا عن تاريخ أميركا: «بنيناه عندما كنتم في خضم حرب أهلية».
ثم دار الحديث، ووصل إلى ساندويتشات «سمورغسبورد» التي كان الأميركيون يأكلونها. وأغلبيتهم لأول مرة. ومرة أخرى سألهم: «متى وصل (سمورغسبورد) إلى أميركا؟»، وترددوا في الإجابة. وقال، في تأكيد، ولا بد أنه كان مرشدا سياحيا لأفواج كبيرة من السياح الأميركيين قبل هذا الفوج: «في سنة 1939، في معرض نيويورك العالمي».
وصحح معلوماتهم، وقال إن هذا الساندويتش أصله من السويد، وإن الكلمة لا تعنى ساندويتش، ولكن تعنى مائدة كاملة عليها مختلف أنواع اللحوم والخضراوات والأجبان الباردة.
وألقى أميركي محاضرة عن كلمة «ساندويتش»، وقال إن أصلها بريطاني، وتعود إلى «دوق أوف ساندويتش» الذي كان، في القرن التاسع عشر، حاكما لمنطقة ساندويتش في مقاطعة كِنت في بريطانيا. وإن الدوق طلب يوما من خادمه طعاما يأكله وهو على عجل ليخرج من المنزل. ووضع الخادم قطعة لحم بين قطعتي خبز. وصار الناس يقولون «طعام ساندويتش».
استمع الدنماركي في انتباه إلى هذا الشرح المفصل. وقال: «إذا أكل البريطانيون الساندويتش في القرن التاسع عشر، فنحن كنا نأكل (سمورغسبورد) منذ القرن التاسع».

* صغيرة لكنها قديمة

لهذا، يبدو أن السؤال الأول عن سر «سعادة» الدنماركيين هو أن لها تاريخا قديما جدا، رغم صغر حجم بلدهم وقلة عدد سكانها، وأن تفوقها في مجال «السعادة» جاء بعد تفوقها في مجالات أخرى، مثل الاستقلال والحرية والعدالة والعمل الشاق والإبداع والترفيه.
لهذا يتفوق الدنماركيون على غيرهم في مجالات كثيرة، خصوصا وسط الدول الغربية، وخصوصا بالنسبة للأميركيين.
مثلا: نالت الولايات المتحدة الاستقلال من بريطانيا (القرن الـ18)، لكن الدنمارك أقدم (القرن الـ10). في ذلك الوقت توحدت إمارات دنماركية صغيرة، وكونت الدنمارك.
وقبل اكتشاف أميركا بخمسمائة سنة، كانت الدنمارك دولة تهزم جاراتها، وتهزمها جاراتها. وقبل اكتشاف أميركا بمائة سنة، وصل الدنماركيون إلى الهند، وأسسوا مستعمرة صغيرة (القرن الـ15). وبعد اكتشاف أميركا بمائتي سنة، وصل الدنماركيون إلى البحر الكاريبي، واستعمروا جزر «فيرجين» (القرن الـ17). وبعد استقلال الولايات المتحدة بمائتي سنة، اشترت الجزر من الدنمارك (القرن الـ20).
ورغم الفروقات الكبيرة بين الولايات المتحدة العملاقة والدنمارك الصغيرة، يستمر نوع من التفوق الدنماركي: سبقوا الأميركيين في منح المرأة حق التصويت. وسبقوهم في الحقوق المدنية (طبعا لم يستعبدوا زنوجا). وسبقوهم في نظافة البيئة (اتفاقية كيوتو). وسبقوهم الاستغناء عن السيارات داخل المدن (أربعين في المائة من سكان كوبنهاغن يستعملون دراجات). وسبقوهم في الاعتراف بحقوق المثليين (منذ أكثر من عشرين سنة). ومؤخرا، أعلنت الكنيسة الدنماركية (كنيسة العائلة المالكة) أنها ستجيز زواج المثليين والمثليات. ولم تصل الكنائس الأميركية الرئيسة إلى هذه المرحلة.

* مطعم «نوما»

وسبقوهم بمطعم «نوما» (اختصار «نورديك ماد»، طعام الشمال) في كوبنهاغن. هذا هو أحسن مطعم في العالم لثلاث سنوات متتالية. في عام 2012 وضعت مجلة «تايم» الأميركية رينيه ريدزيبي، كبير الطباخين فيه، على غلافها، كواحد من أشهر مائة شخص في العالم.
مرت حافلة السياح الأميركيين أمام المطعم، وبدا من الخارج عاديا، بل أقل من عادي، وفي مبنى أقل من عادي. ويقع في منطقة فيها مخازن ومصانع قديمة. لكن كانت فرصة أخرى للمرشد السياحي «كريستيان» ليفتخر بوطنه أمام السياح الأميركيين. وبدأ بأن حذرهم بأن المطعم غالٍ، وأن الوجبة الواحدة تكلف ثلاثمائة دولار، دون مشروبات كحولية، ولا بد أن يحجز الشخص قبل شهور وشهور. ولا يطعم المطعم أكثر من أربعين شخصا كل عشاء، وخمسين كل غداء.
أساس أنواع الطعام هنا هي مائدة «سمورغسبورد» الاسكندينافية، وهي تمرد على طعام «ميديترنيان» (البحر الأبيض المتوسط) الذي صار، خلال العشرين سنة الماضية، الموضة الجديدة في المطاعم الراقية. والذي يعتمد على أشياء مثل: زيت الزيتون، والطماطم الحمراء المجففة، واللحوم والخضراوات المشوية.

* أشهر وجبتين في مطعم «نوما»:

أولا: «دجاج وبيضة» لكنهما في الحقيقة بيضة مقلية وزهور برية وأعشاب البحر وزيت أعشاب البحر وقطعة لحم دجاج.
ثانيا: نمل مثلج مع سلطة وخضراوات مثلجة.

* «الجنة» ليست جنة

بعد نهاية زيارة الدنمارك بفترة، أرسل لي واحد من مجموعة السياح الأميركيين معلومات سلبية عن الدنمارك، وقال إنه جمعها من الإنترنت، وإنه فعل ذلك بسبب «بطولات المرشد السياحي الدنماركي». وتحت عنوان «الجنة ليست جنة»، أرسل المعلومات الآتية:
أولا: نسبة الانتحار في جزيرة غرينلاند، التابعة للدنمارك، هي الأعلى في العالم. بمعدل مائة من كل مائة ألف. وتأتي الدنمارك نفسها في أعلى القائمة.
ثانيا: يمكن الجدل في أن جزيرة غرينلاند ليست «تابعة» للدنمارك، ولكنها «مستعمرة» دنماركية.
ثالثا: رغم أن في الدنمارك مطعم «نوما» أحسن مطعم في العالم، لكنه «مطعم للأغنياء»، بينما مطاعم ساندويتشات «ماكدونالد» في كل العالم، وهي «مطاعم شعبية»، عشرون ألفا في الولايات المتحدة، ومائة في الدنمارك نفسها.
رابعا: رغم «عار تجارة الرقيق، وماضي التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة»، في الوقت الحاضر صارت للتنوع العرقي فيها محاسن كثيرة، وصارت نموذجا لدول أخرى، خصوصا بعد أن صار أوباما الأسود رئيسا. في الجانب الآخر، لا تواجه الدنمارك (ودول كثيرة) تحدي التنوع. وحسب إحصائيات نشرت مؤخرا، نسبة التنوع العرقي والإثني هي الأقل في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان (أقل من واحد). وهي خمسون في الولايات المتحدة، لكنها نصف ذلك في الدنمارك. ولم يحدث هذا في الدنمارك إلا مؤخرا، بسبب الهجرة من شرق أوروبا، ومن الشرق الأوسط وأفريقيا. ورغم قلة نسبة هؤلاء، بدأت مظاهراتهم واحتجاجاتهم بسبب عدم مساواتهم (وأيضا تشهد السويد والنرويج نفس احتجاجات المهاجرين غير البيض).
خامسا: رغم أنه ينتقد كتاب «العلاقة بين الذكاء والحضارة»، وفيه مقارنة بين نسبة الذكاء ودرجة التطور في أكثر من مائة دولة، قال: «ليس الدنماركيون أذكى شعب في العالم». جاء الأوائل من آسيا: هونغ كونغ، كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، سنغافوة. حتى وسط الدول الأوروبية، جاءت في المقدمة: ألمانيا، النمسا، السويد، هولندا، سويسرا. وجاءت الدنمارك في المرتبة العشرين.



ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
TT

ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)

تستقبل كاليفورنيا عام 2026 بموجة من المعالم السياحية الحديثة، والفنادق الجديدة، والاحتفالات الفريدة، إلى جانب فعاليات بارزة ستجعل من مدن الولاية الشهيرة وجهةً عالمية بامتياز.

إليكم أهمّ الأحداث والمعالم البارزة التي تناسب السياح القادمين من دول الشرق الأوسط.

الطريق 66 يحتفل بالذكرى المئويّة لانطلاقته

من صحاري مقاطعة سان برناردينو إلى رصيف سانتا مونيكا الشهير، ستحتفل كاليفورنيا في عام 2026 بمرور 100 عام على إنشاء الامتداد الأسطوريّ للطريق 66 في الولاية، حيث تشكل هذه الاحتفاليّة فرصة نادرة لمشاهدة المعالم الساحرة على جانبي الطريق، والنُزُل الكلاسيكيّة التي تستلهم روح الماضي، فضلاً عن مراكز خدمة الزائرين الجديدة، والمرافق الثقافيّة التي تحتفي بالتاريخ الغنيّ للطريق الأمّ.عودة نهائي كرة القدم الأميركيّة ستستضيف سان فرانسيسكو في فبراير(شباط) المقبل المباراة النهائيّة المقبلة لدوري كرة القدم الأميركيّة الوطنيّ «سوبر بول إل إكس»، لتعود بذلك، للمرة الثالثة، إحدى أبرز الفعاليات الرياضيّة العالميّة إلى منطقة خليج كاليفورنيا، وستطلق المدينة، كذلك، العديد من المهرجانات الجماهيريّة، والأنشطة الاجتماعيّة التفاعليّة، بالإضافة إلى المسابقات المميّزة في جميع أنحاء المنطقة.

بيوت ملونة في الامو سكوير كاليفورنيا (الشرق الاوسط)

نهائيّات كأس العالم لكرة القدم 2026 في نسختها التاريخيّة

ستلعب كاليفورنيا دوراً رئيساً في كأس العالم لكرة القدم 2026، حيث ستجري على أرض كلّ من منطقة خليج سان فرانسيسكو ولوس أنجليس 14 مباراة، وسيستقبل ملعب «ليفاي» في «سانتا كلارا» وملعب «سوفي» في «إنغلوود» جماهير المشجّعين من جميع أنحاء العالم، كجزء من النسخة الموسّعة للنهائيات في أميركا الشمالية.عطلة نهاية أسبوع مثيرة مع «ناسكار سان دييغو»

للمرّة الأولى على الإطلاق، ستنظّم الرابطة الوطنية لسباقات السيارات «ناسكار» في يونيو 2026 مجموعة من السباقات في قاعدة عسكرية نشطة في سان دييغو، حيث ستتوّج عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الأب، ولمدّة ثلاثة أيام متتالية، بعدد من السباقات الاحترافيّة للشاحنات: «سلسلة كرافتسمان ترك»، و«سلسلة إكسفينيتي»، و«سلسلة الكأس» في المستوى الأعلى، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس البحريّة الأميركيّة.

الترامواي الشهير في سان فرنسيسكو (الشرق الاوسط)

متحف لوكاس لفنون السرد

من المرتقب افتتاح المتحف المكوّن من خمسة طوابق، في حديقة المعارض بلوس أنجليس، وسيعرض أعمالاً فنية تشمل جميع أشكال السرد القصصيّ البصريّ من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافيّ والأفلام والنحت، على مساحة 100 ألف قدم مربع من حرمه الباهر الذي يمتدّ لأكثر من 11 فداناً، والمزدان بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة من الخضرة والحدائق.

متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي

سيُطلق متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي في كاليفورنيا لعبته المثيرة «غالاكتيكوستر»، وهي أوّل أفعوانيّة جديدة له منذ أكثر من عقدين، وتتميّز بتصميمها المستوحى من عالم الفضاء، حيث سيكون باستطاعة المغامرين تخصيص مركبتهم الفضائية بالمؤثّرات المحببّة للانغماس في مغامرة مثيرة.

أفعوانيّة جديدة في عاصمة الترفيه

ستكشف مدينة الملاهي وأشهر استوديوهات الأفلام في هوليوود «يونيفرسال ستوديوز هوليوود» عن تشكيلة مثيرة من الألعاب، بما في ذلك إطلاق «فاست آند فيوريوس: هوليوود دريفت». وهي أوّل أفعوانيّة خارجيّة عالية السرعة، حيث تصل سرعة هذه الأفعوانية المدهشة إلى 72 ميلاً في الساعة، وتتميّز على نحو غير مسبوق بحركة دوران 360 درجة، مُحاكيةً حركة السيارات تماماً كما في سلسلة أفلام «فاست آند فيوريوس» الشهيرة.

منتجع ومتنزّه ديزني لاند

تتواصل احتفالات منتجع ديزني لاند بالذكرى السبعين لإنشائه حتى الصيف المقبل، حيث يمكن للضيوف قضاء أوقات مفعمة بالمتعة والإثارة في فترات محدّدة، وأجواء حماسيّة، مع الديكورات الزاهية، والمأكولات والمشروبات المميّزة، وعروض المنتجات التذكاريّة، وغيرها الكثير.

سباقات السيارات من بين النشاطات الجاذبة للعرب (الشرق الاوسط)

مواجهة أسماك القرش في «سي وورلد»

كشفت سلسلة الحدائق والمتنزّهات البحرية «سي وورلد سان دييغو» عن خطط لتحديث وإعادة تصميم أحد أبرز معارضها الأيقونية؛ «مواجهة أسماك القرش»، ومن المقرر افتتاح المعرض الجديد في ربيع العام المقبل، حيث سينغمس الزوار في تجربة المحيط كما لم يعهدوها من قبل، مزودين بأكثر الوسائط المتعددة حداثة وتطوراً في بيئات بحرية شديدة الحيوية، وستوفر «مواجهة أسماك القرش» أيضاً جولة حصرية لكبار الشخصيات مع أسماك القرش، ممّا يمنح الزوار تواصلاً بصرياً من مسافة قريبة، وتجربة تفاعليّة حية لن تُنسى بسهولة.

منتجعات ترفيهيّة فاخرةستحتفي مدينة «بالم ديزرت» بافتتاح منتجع «دي إس آر تي سيرف» الجديد صيف 2026 حيث سيضمّ فندقاً ومطعماً وفللاً فاخرة وبحيرة بمساحة شاسعة، لركوب الأمواج الاصطناعيّة القابلة للتعديل لتناسب جميع الأعمار والمهارات، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة من خلال برنامج «سيرف تو تيرف»، الذي يهدف إلى تحويل مساحات العشب في ملاعب الجولف القريبة إلى مناظر طبيعية، في مشهد آسر يدمج بين تجربة ركوب الأمواج والبيئة الصحراويّة المحيطة.

معرض الفيلة في حديقة حيوان سان دييغو

سيُفتتح «وادي داني سانفورد للفيلة» في حديقة حيوان سان دييغو مطلع العام الجديد، وسيتيح للزوار فرصة لا مثيل لها لاستكشاف واستلهام قلب السافانا الأفريقية، وبخاصة نظام حياة الفيلة الأفريقية، فهذا المشروع المثاليّ يضمّ أكثر من 350 نبتة سافانا محليّة، ويمثّل ثمرة جهود أكثر من 10 سنوات من التخطيط والابتكار في مجال الحفاظ على الحياة البريّة وتنوعها الغنيّ.

«ويست هاربر»... أحدث متنزّه ترفيهيّ بحري

سيُفتتح «ويست هاربر» الصيف المقبل، ليُعيد تعريف واجهة لوس أنجليس البحريةّ كوجهة جديدة وأكثر حيويّة لتناول الطعام والترفيه والتواصل المجتمعيّ. يغطي المشروع مساحة 42 فداناً على امتداد ميناء لوس أنجليس، وتتوزّع فيه مجموعة من المطاعم والمتاجر والمرافق الترفيهيّة، ومدّرج يتسع لـ6200 مقعد، يربطها جميعاً ممشى عام ذو مناظر طبيعيّة خلّابة على الجانبين، كما سيتضمّن الافتتاح كذلك نقطة انطلاق لرحلات شركة «هاربر بريز كروزيز البحرية»، التي توفّر للزوّار فرصة نادرة للاستمتاع بجولات ورحلات بحريّة خاصّة لمشاهدة الحيتان من كثب.

«أو سي فايب»... أول الافتتاحات

تمتدّ «أو سي فايب»، وهي منطقة ترفيهيّة متكاملة وجديدة، على مساحة تزيد على 100 فدان على طول النهر في مقاطعة أورانج، وتقع إلى جوار كلّ من «آرتيك»؛ المحطّة الإقليميّة الشهيرة للنقل المتعدد الوسائط، ومركز هوندا. ومن المتوقّع تدشين المنطقة على مراحل، تشمل مرحلة عام 2026 افتتاح مجموعة من المرافق، مثل قاعة السوق على مساحة 50.000 قدم مربعة، وهي مخصّصة لفنون الطهو، إذ يُقدّم فيها 21 مفهوماً من المفاهيم الإبداعيّة في الطهو على يد عدد من أمهر الطهاة، إضافة إلى ستة أماكن مميزة؛ بما في ذك افتتاح «ذا ويف»، وهو مبنى مكاتب للعمل، عمليّ وصديق للبيئة؛ وقاعة للحفلات الموسيقية، تتّسع لـ5.700 شخص؛ والحديقة الحضريّة الواقعة في قلب «أو سي فايب».

لأول مرة ملعب «أونتاريو تاور بازرز»

يُعدّ ملعب «أونتاريو » فضاءً رياضيّاً وترفيهيّاً متكاملاً يمتدّ على مساحة 190 فداناً، وهو الآن مقرّ «أونتاريو تاور بازرز»؛ الفريق الجديد التابع لنادي «لوس أنجليس دودجرز» في دوري الدرجة الأولى، ومن المقرّر افتتاح الملعب في أبريل (نيسان) 2026 تزامناً مع انطلاق مباريات الموسم في البيسبول.

أماكن إقامة جديدة جديرة بالاهتمام

تشهد كاليفورنيا توسّعاً متنامياً في خيارات الإقامة المتنوّعة، ففي عام 2025، افتُتح أكثر من 46 فندقاً ومنتجعاً جديداً، ممّا رفد قطاع الإقامة بأكثر من 6300 غرفة إضافيّة، وفي العام المقبل ستدخل في الخدمة عشرات المشاريع الفندقيّة التي شارفت على الانتهاء من بنائها.

> منتجعات يوسيميتي الخارجيّة، التي تقدّم تجربة إقامة جديدة في منطقة «يوسيميتي»، وتتميّز بتصميم عصريّ ووسائل راحة راقية.

> فندق «ذا بيبي جراند»، الذي يضفي لمسةً جمالية أنيقة على شاطئ «كورونادو»، بتصميمه العصريّ الفريد، وإطلالات تناول الطعام على الشاطئ.

> فندق «كالي آند روفتوب»، وهو جزء من مجموعة فنادق «ماريوت أوتوغراف كوليكشن»، في مدينة «إنغلوود»، ويتميّز بموقعه المثاليّ بالقرب من ملعب «سوفي» الشهير.

> منتجع «ذا إيلين» الفاخر في وادي «نابا»، يعدّ أحدث منتجع بوتيكيّ في المنطقة يجمع بين الرفاهيّة والتجارب الأصيلة، ومن أفضل الوجهات لتناول الطعام في وادي «نابا».

> مخيّم «أندر كينفاس يوسيميتي»، الذي يتيح تجارب تخييم فاخرة تجمع بين الراحة والاستدامة البيئية، مع خيام على طراز رحلات السفاري في أحضان الطبيعة.

> فندق «لايم لايت ماموث»، الذي سيُفتتح في ديسمبر (كانون الأول) 2025، وسيضفي على جبل «ماموث» للتزلج طابع مجموعة فنادق ومنتجعات «أسبن هوسبيتاليتي» الجبليّ المعاصر وحماسة ما بعد التزلّج النابضة بالحياة.

> فندق «سوليا»، وهو فندق قيد الإنشاء، وسيكون جزءاً من مجموعة فنادق «أوتوغراف» ضمن محفظة ماريوت الدوليّة، وتفصله عن متنزّه «ليجولاند» الترفيهيّ بضع دقائق.

> منتجع «سيكس سينسز نابا فالي» الغنيّ بالمياه المعدنيّة، ويجمع بين المرافق الصحيّة المتكاملة، والتصميم الأنيق.

> فندق «روزوود سان فرانسيسكو»، يقع في منطقة «ترانس باي» المتسارعة في الازدهار، مع إمكانيّة الوصول إلى المعالم الشهيرة القريبة من الفندق.

> «أبيليشن بيتالوما»، وهو فندق ريفيّ يحتفي بالتقاليد.

> فندق «بان آم باي هيلتون»، الذي يوفّر أماكن إقامة تدمج بين التصميم المستوحى من حقبة «بان أميركان» للطيران ووسائل الراحة العصرية، ويقع بالقرب من منافذ البيع؛ «سيتادل أوتليت» في مدينة التجارة.

> مجمّع «ذا أواسيس» للمركبات الترفيهيّة، الذي يحتوي على 50 موقعاً مُصمّمة بعناية فائقة، ومجهّزة بجميع الخدمات.

> منتجع «فور سيزونز بيلتمور سانتا باربرا»، سيعاد افتتاحه بعد عمليّة ترميم واسعة، وسيزيح الستار عن مجموعةٍ من التصميمات الداخليّة المحدّثة، وقائمةٍ واسعة من عروض الطهو المبتكرة.


العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
TT

العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

حصدت العلا لقب «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية لهذا العام، في إنجاز يعزّز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والتراث والاستكشاف، ويؤكد ريادتها المتنامية في تقديم تجارب ثقافية متكاملة تستند إلى إرثها الفريد وطبيعتها الاستثنائية.

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

ويُعد هذا التكريم من أرفع جوائز الحفل السنوي والأعلى تقديراً في قطاع السفر عالمياً؛ إذ نالت العلا هذا اللقب المرموق بعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات من نخبة من الخبراء الدوليين وكبار التنفيذيين وأبرز منظمي الرحلات ووكلاء السفر المعتمدين.

أُطلقت جوائز السفر العالمية عام 1993 للاحتفاء بالتميّز في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وقد أصبحت اليوم معياراً عالمياً يُمثّل أفضل مناحي الإنجاز في هذه القطاعات. وتشمل الجوائز عدداً كبيراً من الفئات شديدة التنافسية، تمتد من أفضل الفنادق وشركات الطيران إلى أبرز تجارب السفر والضيافة وغيرها.

هجرة في العلا (الشرق الأوسط)

ويأتي هذا التكريم العالمي ليضاف إلى سلسلة إنجازات حققتها العلا مؤخراً، بعد نيلها ثلاث جوائز إقليمية ضمن النسخة الشرق أوسطية من جوائز السفر العالمية 2025، وهي: «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية لعام 2025».

تتفرّد العلا بكونها نقطة التقاء بين جمال الصحاري الشاسعة وعمق الإرث الإنساني العريق، فهي تحتضن بعضاً من أهم المعالم الثقافية في المنطقة والعالم. وفي مقدمتها الحِجر، أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ويضم مجموعة استثنائية من المدافن النبطية المحفوظة بدقة لافتة تكشف روعة حضارة ازدهرت منذ قرون.

تجربة تأمّل النجوم في الغراميل (الشرق الأوسط)

وتتميّز العُلا بتاريخٍ يمتدّ لأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري، و7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، تُروى فصولها اليوم من خلال جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتوفير تجارب غامرة تُعيد إحياء التاريخ، وتقديمه برؤية معاصرة تمزج الماضي بالحاضر. وتستكمل العُلا هذه اللوحة التاريخية بجمالها الطبيعي الآسر، ودفء ضيافتها، وبرامجها المتنوّعة من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية ضمن تقويم فعاليات «لحظات العُلا» الممتدة على مدار العام.

معلومات عن العلا

محمية شرعان الطبيعية (الشرق الأوسط)

تقع العلا شمال غربي المملكة العربية السعودية، على بُعد نحو 1,100 كيلومتر من العاصمة الرياض، وتُعد واحدة من أبرز مواقع التراث الطبيعي والإنساني في العالم. تمتد العلا على مساحة شاسعة تبلغ 22,561 كيلومتراً مربعاً، وتضم واحة غنّاء وسلاسل جبلية من الحجر الرملي ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين إلى فترة ممالك لحيان والأنباط.

تُعد الحِجر أشهر مواقع العلا. تبلغ مساحتها 52 هكتاراً، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسية لمملكة الأنباط، وتضم أكثر من 140 مدفناً منحوتاً في واجهات صخرية بزخارف معمارية مبهرة.

وتُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة جنوبية للإمبراطورية الرومانية، بعد أن ضمّ الرومان مملكة الأنباط عام 106 ميلادية.

وتضم العلا أيضاً مدينة دادان القديمة، عاصمة مملكتي دادان ولحيان، التي تُعد من أكثر مدن الجزيرة العربية تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى جانب جبل عكمة، الذي يُعد مكتبة مفتوحة في الهواء الطلق تحتوي على مئات النقوش والكتابات بعدة لغات، وقد أُدرج مؤخراً في سجل ذاكرة العالم التابع لليونيسكو. كما تحتضن العلا البلدة القديمة، وهي متاهة تضم أكثر من 900 منزل طيني تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد اختارتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كأحد أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022.


طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.