مسؤولة أميركية تكشف عن جهود مشتركة لرفع العقوبات عن السودان

وزيرة الرعاية في الخرطوم تطالب بدور أكبر لواشنطن لدفع السلام والاستقرار

مسؤولة أميركية تكشف عن جهود مشتركة لرفع العقوبات عن السودان
TT

مسؤولة أميركية تكشف عن جهود مشتركة لرفع العقوبات عن السودان

مسؤولة أميركية تكشف عن جهود مشتركة لرفع العقوبات عن السودان

كشفت دبلوماسية أميركية رفيعة تزور السودان، عن جهود تبذلها حكومتا الولايات المتحدة الأميركية والسودان، لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الخرطوم، في وقت طالبتها فيه الحكومة السودانية بالعمل على رفع العقوبات المفروضة عليها، لتأثيرها السالب على أوضاع النساء والأطفال والشرائح الضعيفة، باعتبارها الأكثر تأثرًا بالنزاعات والحروب، ودعتها للقيام بدور إيجابي للدفع بعمليات السلام الجارية في البلاد، وانتقدت بشدة رفض الخارجية الأميركية منح وفد نسوي تأشيرة دخول للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة.
واستقبلت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي السودانية مشاعر الدولب أمس، السفيرة الأميركية المتجولة لقضايا المرأة العالمية كاثرين روسيل، والتي وصلت البلاد في زيارة تستغرق يومين، لبحث قضايا المرأة في مناطق النزاعات، والتقت خلالها عددا من المسؤولين عن ملفات تمكين المرأة في السودان.
وقالت السفيرة الأميركية كاثرين روسيل، إن تمكين المرأة اقتصاديا يعني نجاح الدولة في التنمية الاقتصادية، وأبدت سعادتها بالمباحثات التي أجرتها في زيارتها الحالية للسودان لتمكين المرأة.
وأوضحت السفيرة، عقب جلسة مباحثات مشتركة أجرتها مع الوزيرة السودانية مشاعر الدولب في الخرطوم أمس، أن تمكين المرأة يسهم في التنمية والتطور في البلاد.
وكشفت عن جهود تبذلها حكومة الولايات المتحدة والحكومة السودانية لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، وتعهدت بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لتلافي الآثار السالبة التي تواجه النساء في مناطق النزاعات، وأوضحت أن تقديم المساعدات يؤثر إيجابا على الشرائح الاجتماعية الفقيرة من السودانيين.
من جهتها، قالت الوزيرة السودانية خلال اللقاء، إن المرأة السودانية حققت مكاسب كبرى في المجالات كافة، وإن وزارتها تعتبر تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وكفالة حقها في المشاركة السياسية، وحمايتها من العنف الناتج عن النزاعات، واحدا من أدوات التطوير الاقتصادي للمجتمع وفي النواحي كافة. وطلبت الوزيرة من ضيفتها العمل على رفع العقوبات الأحادية المفروضة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها معوقا رئيسا من معوقات تعزيز وضع المرأة والأسرة والطفل وتمكينها في المجتمع، ودعتها لتعزيز العمل المشترك بين الولايات المتحدة الأميركية لترقية قضايا المرأة والأسرة والطفل.
وتعهدت الوزيرة بالالتزام بالقرار «1325» لسنة 2000، الصادر عن مجلس الأمن، والذي يؤكد الحاجة لتضمين النساء باعتبارهن صاحبات مصلحة نشطة في مجال درء الصراعات وحلها، ويتضمن مراعاة خصوصية المرأة وإشراكها في عمليات الحفاظ على الأمن، وبناء السلام في المناطق المتضررة من النزاع.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.