تعيين منسق لملف المعتقلين السوريين يحرك القضية.. والمعارضة: طريقة العمل تحدد مدى جدية الخطوة

قدمت قائمة بـ 146 ألف اسم.. وعدد المحتجزين لدى «داعش» يقدر بـ 6 آلاف والفصائل بـ210

المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أ.ف.ب)
TT

تعيين منسق لملف المعتقلين السوريين يحرك القضية.. والمعارضة: طريقة العمل تحدد مدى جدية الخطوة

المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أ.ف.ب)

فتح إعلان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، العمل على تعيين منسق عام للبحث في مصير المعتقلين السوريين، الباب مجددا على هذا الملف الذي تطالب المعارضة بتحقيقه، إلى جانب الإجراءات الإنسانية المتعلقة بفك الحصار عن نحو 22 منطقة، وإيصال المساعدات إلى الأهالي، وذلك تطبيقا للقرار «2254» وتحديدا للبندين 12 و13.
وبينما كانت المعارضة قد قدّمت للأمم المتحدة قائمة بـ146 ألف معتقل، وثّقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» التي تعمل على توثيق المعتقلين، وفق مديرها فضل عبد الغني «احتجاز 117 ألفا في سجون النظام، فيما هناك ألفان و100 معتقل لدى المعارضة، وأكثر من 6 آلاف لدى (داعش) ونحو 500 لدى (جبهة النصرة) و450 معتقلا لدى (حزب الاتحاد الديمقراطي)».
وجعلت «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تمثل تيار المعارضة الرئيس، من الإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال أولوية. وقالت بسمة قضماني عضو «الهيئة» في تصريح لها: «نعرف أن سبب صعوبة هذه القضية يعود إلى أنها ستكشف عن حجم الفظائع التي ارتكبها النظام».
من جهته، رأى عضو «الائتلاف الوطني» ميشال كيلو، أن خطوة تعيين منسق لقضية المعتقلين قد تكون خطوة إلى الأمام، كما أنها قد تكون 10 خطوات إلى الوراء»، مضيفا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كلّه يتوقّف على طريقة عمله في هذه القضية التي تحدّد مدى جديتها». وأشار كيلو إلى أن وفد المعارضة الذي كان هو ضمن أعضائه في «جنيف 2» قدّم للأمم المتحدة قائمة بـ146 ألف معتقل في سجون النظام، فيما عمدت لاحقا منظمات دولية وحقوقية أخرى إلى تقديم لوائح خاصة بها أيضا، وقال: «العدد الحقيقي يقدّر بـ325 ألفا، كما أن هناك معلومات تشير إلى أن 50 معتقلا يموتون تحت التعذيب يوميا».
وفي حين لفت عبد الغني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمم المتحدة لم تتواصل معهم حتى الآن، أكّد استعداد الشبكة التي تملك أكبر قائمة معطيات للمعتقلين، للتعاون وفق شروط محدّدة أهمّها عدم تسليم لوائح المعتقلين الموثقة بالاسم ومكان الاحتجاز، إلا بعد الوصول إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات يحدّد بموجبها عدد الذين سيتم الإفراج عنهم، بشرط عدم استخدامها إلا لغرض التفاوض، ومنع نشر الأسماء حفاظا على سلامة الأشخاص. مع العلم أن دي ميستورا كان قد وصف عند إعلانه عن نيته تعيين خبير لإدارة ملف المعتقلين في الأيام القليلة المقبلة، هذه القضية بـ«الحساسة»، قائلا: «هناك بعض الشائعات تفيد بأنه عندما تذكر اسم محتجز فإن هذا المحتجز يختفي». في هذه الأثناء، قال دبلوماسيان لوكالة «رويترز» إن خبيرة سابقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد تعينت لهذه المهمة. ولفت أحدهم إلى أن هذه الخبيرة قد تبدأ العمل يوم الاثنين المقبل، وهو الأمر الذي رأى فيه مراقبون أنه قد يكون النتيجة الوحيدة الملموسة لهذه الجولة من مفاوضات جنيف المتعثرة.
ورأى عبد الغني أن إعلان دي ميستورا تعيين منسق لهذه القضية خطوة إيجابية في هذا الملف الذي نصّ عليه قرار مجلس الأمن «2254». وهو رغم ذلك لم يتم تحريكه حتى الآن، بل على العكس من ذلك، سجّل اعتقال ألفين و50 شخصًا منذ صدور القرار حتى الآن، في وقت اعتقل نحو 400 شخص منذ بدء الهدنة في سوريا. وعدّ أن النظام يستخدم المدنيين المعتقلين ورقة في التفاوض لتحقيق مكاسب سياسية.
عودة إلى تقرير«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» الذي صدر أمس، فإن «داعش» قام بإنشاء مراكز احتجاز، بعضها سري وبعضها معروف للمجتمعات المحلية، حيث يحتجز آلاف الأشخاص بتهم مختلفة، وتتفاوت من مكان إلى آخر. وقد وثقت «الشبكة» احتجاز التنظيم ما لا يقل عن 6 آلاف و318 شخصا، بينهم 713 طفلا و647 سيدة، منذ الإعلان عن تأسيس التنظيم في 9 أبريل (نيسان) 2013 حتى شهر مارس (آذار) 2016. بينما تعرّض أكثر من ألف و88 شخصا بينهم 411 طفلا و87 سيدة للاختفاء القسري. وفيما لفت التقرير إلى أن المعلومات تشير إلى وجود 54 مركزا، تمكّنت الشبكة من رصد 19 مركز احتجاز في مناطق مختلفة، هي 8 في الرقة، و6 في دير الزور، و5 في حلب. وأوضح التقرير أن التنظيم مارس التعذيب في هذه المراكز بشكل ممنهج وفي إطار واسع النطاق، مشيرا إلى أن انتقاد سياسات التنظيم القمعية كانت سببًا رئيسيًا للخطف أو الاعتقال، وذلك خلافًا لما يعتقده كثيرون أن أسباب الاعتقال تعود لمخالفة تطبيق أحكام الشريعة من منظور تنظيم «داعش».
وفي تقرير سابق لها، كانت «الشبكة» قد كشفت أنه نتيجة عدم كفاية مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، من السجون والمراكز والأفرع الأمنية، لجأ منذ عام 2012 إلى تحويل المدارس والملاعب الرياضية وبعض الأبنية والفيلات إلى مراكز احتجاز سرية، خاضعة لسلطة ميليشيات «جيش الدفاع الوطني» و«اللجان الشعبية»، وأكبرها ما يعرف بـ«معسكر دير شميل» الواقع في الريف الشمالي الغربي لحماه، ويقدّر عدد المعتقلين فيه بألفين و500 شخص، بينهم 400 امرأة و250 طفلا. ويشير التقرير إلى اعتماد النظام على 46 أسلوبا في تعذيب المعتقلين لديه، نتج عنها، أكثر من 11 ألف ضحية ماتوا تحت التعذيب، بينهم 157 طفلا و62 امرأة.
وكان محققون من الأمم المتحدة قالوا إن «محتجزين تعتقلهم الحكومة قتلوا على نطاق واسع يرقى إلى اعتباره سياسة دولة لإبادة السكان». كما وثق المحققون عمليات إعدام جماعية وتعذيب للسجناء الذين خطفتهم «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» يقولون إنها «ترقى إلى اعتبارها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.