إيران ترفض قرار المحكمة العليا الأميركية وتعده سطوًا على أموال النظام

إيران ترفض قرار المحكمة العليا الأميركية وتعده سطوًا على أموال النظام
TT

إيران ترفض قرار المحكمة العليا الأميركية وتعده سطوًا على أموال النظام

إيران ترفض قرار المحكمة العليا الأميركية وتعده سطوًا على أموال النظام

رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري قرار المحكمة العليا الأميركية (الدستورية) بإلزام إيران بدفع 2.65 مليار دولار لضحايا عمليات إرهابية (من أموالها المجمدة في البنوك الأميركية)، عادًا القرار «سطوا على أموال النظام الإيراني».
وفي حين أعلن أنصاري في بيان صحافي أمس إدانته قرار المحكمة العليا، عادًا إصدار القرار «غير مطابق» للأصول وأسس القانون الدولي، وصف القرار بأنه «دليل على استمرار تأثر الحكومة الأميركية بالمحافل الصهيونية» و«استمرار للسياسات المعادية من واشنطن ضد طهران».
ولم يعلق أنصاري على طبيعة الاتهامات الموجهة لبلاده في قرار المحكمة الأميركية العليا بسبب دورها في دعم الإرهاب، لكنه في الوقت نفسه أكد أن الحكم «يسخر من العدالة والقانون، ولا يؤدي إلى ضمان حقوق المواطنين الأميركيين». وشدد أنصارى على أن قرار المحكمة «يعمق عدم ثقة الحكومة والشعب الإيراني بالسياسات الأميركية المعادية».
وحمل أنصاري الحكومة الأميركية مسؤولية الخسائر والأضرار الإيرانية الناتجة عن دفع الغرامة، عادًا قرار المحكمة «سرقة لأموال النظام الإيراني».
ويعد هذا أول تعليق من المسؤولين الإيرانيين على قرار المحكمة الأميركية العليا.
وكانت المحكمة العليا الأميركية أيدت صباح أول من أمس حكما بإلزام إيران بدفع 2.65 مليار دولار (من أموالها المجمدة في المصارف الأميركية) لضحايا الإرهاب، باعتبار أن طهران قامت برعاية وتمويل عمليات إرهابية يعود تاريخها إلى عام 1983، تتمثل في تفجير منشأة بحرية عسكرية أميركية في العاصمة اللبنانية بيروت، وهجمات أبراج الخبر في السعودية عام 1996.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» بشأن قرار المحكمة العليا الأميركية، يقول جيري غولدمان، المحامي في «مكتب آندرسون» الذي يشارك في تمثيل دعاوى ضحايا الإرهاب الدولي، بما في ذلك تلك التي ترتكبها إيران: «قرار المحكمة العليا جاء كما توقعنا، حيث تمسك بقوة سيادة القانون في الولايات المتحدة».
وأعرب غولدمان عن سعادته بإمكانية حصول أسر الضحايا على مقدار «ضئيل» من حقوقهم، وأن هذا القرار سوف يحققه لهم. وأضاف غولدمان: «لكن علينا أن ندرك أن المال وحده لا يمكن أن يعوض أسر الضحايا عن المفقودين. ونأمل أن تردع مثل تلك الأحكام الضالعين في جرائم الإرهاب. وأعتقد أن هذا الحكم يدين إيران بشدة جراء دعمها للإرهاب».
وحكمت المحكمة العليا بأن يدفع البنك المركزي الإيراني تلك المبالغ بصفتها تعويضات لأقارب 241 من ضحايا مشاة البحرية الأميركية الذين لقوا حتفهم في هجوم إرهابي في بيروت عام 1983، ورفضت المحكمة العليا ما قدمه البنك المركزي الإيراني من دفاع ومطالبته بعدم دفع تلك التعويضات.
وأعلنت القاضية روث بادر غنسبيرغ في قرار المحكمة رفض جهود البنك المركزي الإيراني لدرء دفع تلك التعويضات. واعترض البنك المركزي بأن الكونغرس تدخل في أعمال المحاكم الاتحادية حين أصدر قانونا في عام 2012 بتحويل أصول البنك في الولايات المتحدة إلى عائلات أولئك الضحايا. وأكدت المحكمة العليا أن الكونغرس الأميركي لم يغتصب سلطة المحاكم الأميركية بعد قيام الكونغرس بتمرير قانون عام 2012 ينص على تحويل 2.65 مليار دولار من أموال إيران المجمدة إلى أسر ضحايا الهجمات الإرهابية التي تورطت فيها إيران، مؤيدا حكم محكمة اتحادية في عام 2007.
وكانت المحكمة العليا قد تناولت القضية (التي حملت اسم «البنك المركزي الإيراني ضد بيترسون 770 - 14») من زاوية ما إذا كان الكونغرس قد تجاوز سلطاته بسن قانون عام 2012 ينص على تجميد أصول إيران في حساباتها لدى البنوك الأميركية لدفع تعويضات لأهالي الضحايا. وقام البنك المركزي الإيراني بالطعن على الحكم الذي أصدرته محكمة نيويورك عام 2014 بتسليم أسر ضحايا الحوادث الإرهابية مبلغ 1.75 مليار دولار من حسابات إيران بمصرف «سيتي بنك» في نيويورك، (ووصل المبلغ إلى 2.65 مليار دولار بحساب الفوائد المتراكمة).



طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
TT

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

وستجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، (الجمعة) في جنيف، بعد أسبوع من القرار الذي حرّكته القوى الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران)

وأشارت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إلى عقد اجتماع نواب وزراء خارجية إيران والدول الثلاث استناداً إلى «المصلحة التي أكد عليها المرشد».

وأوضحت مهاجراني، أن «المحادثات ستتمحور حول القضايا الثنائية، الإقليمية والدولية، وتبادل الأوضاع فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان، وإحلال السلام في المنطقة».

وأضافت مهاجراني: «للأسف الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، أثبتت مراراً وتكراراً أنها لا تفي بوعدها، لكن الأمر المؤكد هو أن مصالح الشعب الإيراني سيتم فحصها في إطار المصالح العامة للنظام».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع واشنطن، قالت مهاجراني، إن طهران «مستعدة لمناقشة أي مقترح في إطار مصالحها القومية». وأوضحت أن «الحوار بحاجة إلى الاحترام وبناء الثقة، وهذا لا يمكن إثباته بالكلام فقط».

وسيمثل الجانب الإيراني، نائب وزير الخارجية في الشؤون الدولية، مجيد تخت روانتشي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

جنيف فرصة نجاح

وعبّرت وسائل إعلام مقربة من «الحرس الثوري» الإيراني عن أملها في أن تنجح المحادثات «رغم أن التوقعات بشأن نجاحها ليست كبيرة».

وقال موقع «نور نيوز» الإيراني، إن «محادثات جنيف بين دبلوماسيي إيران من جهة، والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة ثانية تمثل فرصةً صغيرةً، لكنها مهمة للجانبين لإيجاد لغة مشتركة من أجل تقليل التوترات غير الضرورية التي ألقت بظلالها على علاقاتهما في السنوات الأخيرة».

وأوضح الموقع التابع لـ«الحرس الثوري»، أن «الجانبين مستعدّان للسير على طريق خفض التوتر، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل القضايا المتنازع عليها».

ونقل الموقع عن مراقبين أنهم وصفوا المحادثات بأنها «خطوة مهمة في بناء الثقة بين إيران والأوروبيين، التي، إذا استمرَّت، فيمكن أن تنهي التوقف الذي دام عامين في مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، قد صرَّح في وقت سابق بأن «إيران ستعتمد سياسة التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى»، وعدّ المحادثات المقبلة مع الدول الأوروبية الثلاث استمراراً للمحادثات التي عُقدت معها على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وزعم الموقع الإيراني، أن طهران «امتنعت عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعقيد مسار المفاوضات والجهود الرامية إلى إحياء خطة العمل المشترك الشاملة على مدى الشهرين الماضيين».

وقال الموقع: «الأطراف الأوروبية لم تتخذ إجراءات مضادة فحسب، بل عقّدت أيضاً مسار الدبلوماسية بإجراءات غير بنّاءة».

رافائيل غروسي متحدثاً في مطار فيينا عقب عودته من طهران في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومُحدَّث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه «غير كافٍ وغير صادق».

ورداً على القرار، أعلنت طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشأتَي تخصيب اليورانيوم؛ «فوردو»، و«نطنز».