إجراءات اقتصادية مشددة في الإكوادور لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد

إجراءات اقتصادية مشددة في الإكوادور لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد
TT

إجراءات اقتصادية مشددة في الإكوادور لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد

إجراءات اقتصادية مشددة في الإكوادور لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد

أعلنت الاكوادور اجراءات اقتصادية مشددة بما يشمل رفع بعض الضرائب واقتطاعات إلزامية من الرواتب، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي اسفر عن اكثر من 500 قتيل وخمسة آلاف جريح.
والزلزال الذي هز الاكوادور يوم السبت الماضي وبلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، كان الأسوأ الذي يضرب اميركا اللاتينية منذ عقود وأدى الى انهيار مبان عدة وإلحاق اضرار بطرقات وبنى تحتية في مناطق سياحية.
وبلغت الحصيلة الرسمية للقتلى حتى الآن 525 والمصابين 5733 فيما لا يزال 163 في عداد المفقودين.
لكن الى جانب الخسائر البشرية الهائلة، فان الزلزال يوجه ضربة اقتصادية كبرى للاكوادور المنتجة للنفط، والتي تضررت كثيرا من تراجع الاسعار عالميا.
وقدر رئيس الاكوادور رافاييل كوريا في خطاب ألقاه مساء امس أن كلفة اعادة الاعمار يمكن ان تصل الى ثلاثة مليارات دولار وخسارة نقطتين او ثلاث من اجمالي الناتج الداخلي في البلاد.
واعلن كوريا سلسلة اجراءات للمساهمة في تغطية الكلفة بما يشمل زيادة ضريبة القيمة المضافة في البلاد من 12 بالمئة الى 14 بالمئة على مدى سنة. وأعلن ايضا مساهمات الزامية في الرواتب حيث سيترتب على المواطنين الذين يكسبون ألف دولار شهريا المساهمة بما يعادل دخل يوم واحد على مدى شهر، والذين يبلغ راتبهم الفي دولار شهريا، دفع ما يعادل دخل يوم لشهرين. اما شريحة الذين يكسبون اكثر من خمسة ألاف دولار فطلب منهم المساهمة بدخل يوم واحد لمدة خمسة أشهر. و
وأضاف كوريا ان كل من تزيد أصوله على مليون دولار سيكون عليه المساهمة بنسبة 0.9% من ثروتهم. وقال ايضا انه سيتم بيع أصول تابعة للدولة بدون تحديدها.
وجاء اعلان كوريا بعد زلزال جديد بقوة 6,1 قبالة سواحل الاكوادور، ما أثار الذعر لدى السكان.
ولم يؤد الزلزال الجديد الى أضرار او ضحايا، لكنه دفع بالسكان الى الخروج من منازلهم لشوارع مدينة بيدرنالي المدمرة.
في هذا الوقت، واصلت حصيلة زلزال السبت الارتفاع فيما تمكن عمال الاغاثة من رفع انقاض بمعدات بدائية او بالايدي في معظم الاحيان.
وحذر كوريا من ان "حصيلة الضحايا تواصل الارتفاع للأسف، لكن بوتيرة ابطأ. وتم انتشال العديد من الجثث".
وقتل 11 اجنبيا في زلزال السبت الذي ضرب ساحل المنطقة المطلة على المحيط الهادئ المكتظة بالسياح. وبينهم رعايا من كندا وبريطانيا وايرلندا وعدة دول من اميركا اللاتينية.
واعتبرت السلطات الاكوادورية الزلزال الاخير هزة ارتدادية ضمن الهزات الـ500 التي سجلت منذ السبت.
وزلزال السبت يعتبر الأسوأ الذي يضرب اميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي منذ زلزال هايتي عام 2010 ؛ الذي أسفر عن 200 ألف الى 250 الف قتيل.
وتتضاءل الآمال بالعثور على المزيد من الاحياء تحت الانقاض. فيما يساعد مئات من عمال الاغاثة من كولومبيا والمكسيك والسلفادور واسبانيا ودول اخرى في عمليات الانقاذ.
وفي مانتا كان اكثر من مائتي متطوع يجهزون الحصص الغذائية والمؤن الاساسية للسكان المنكوبين.
وبحسب آخر نشرة رسمية، فان "تقدما كبيرا" تحقق في اعادة التيار الكهربائي والاتصالات وارسال مياه ووقود الى المناطق المتضررة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.