15 تونسيًا ينجون من انفجار لغم أرضي زرعته جماعات إرهابية

«العفو الدولية» تتهم السلطات بمواصلة تعذيب المعتقلين والسجناء المتهمين بالإرهاب

15 تونسيًا ينجون من انفجار لغم أرضي زرعته جماعات إرهابية
TT

15 تونسيًا ينجون من انفجار لغم أرضي زرعته جماعات إرهابية

15 تونسيًا ينجون من انفجار لغم أرضي زرعته جماعات إرهابية

نجا 15 تونسيًا، أمس، من موت محقق، إثر انفجار لغم أرضي في منطقة وسط غربي تونس، وأكد بلحسن الوسلاتي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، انفجار لغم أرضي بمنطقة سبيطلة التابعة لولاية (محافظة) القصرين، وقال إنه تقليدي الصنع، ووضعته التنظيمات الإرهابية المحاصرة هناك.
وكان هناك 15 تونسيًا في موقع انفجار اللغم، حسب الرواية الرسمية، ولم يتسبب الانفجار الذي خططت له عناصر إرهابية إلا بإصابة إحدى المواطنات.
ويعود أحدث انفجار للغم أرضي بالمنطقة ذاتها إلى يوم 20 مارس (آذار) الماضي، وقد خلف إصابة عسكريين اثنين، أحدهما بُترِت ساقه جراء الانفجار. وتواجه قوات الجيش والأمن التونسي مجموعات مسلحة متحصنة بجبال القصرين، وسط غربي تونس، وتعتمد تلك التنظيمات الإرهابية على زرع الألغام في طريق قوات الأمن والجيش لتحصين مواقعها ومنع تقدمها وتعقب آثارها، ومن ثم الهجوم عليها.
على صعيد آخر، اتهمت منظمة العفو الدولية تونس باستمرار تعذيب المعتقلين والسجناء وخصوصا المتهمين بالإرهاب منهم، وأوردت في بيان لها: «استمرار استخدام السلطات التونسية للتعذيب وغيره من أنواع سوء المعاملة أثناء الاعتقال». وفي هذا الشأن، قال لطفي عزوز رئيس الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية في تصريح إعلامي إنه «يجب ألا تكون مكافحة الإرهاب ذريعة بأي حال من الأحوال لممارسة التعذيب، ويجب على تونس التنصيص على ذلك في تشريعاتها». وأضاف أن «موقوفين متهمين بالإرهاب تعرضوا للتعذيب لإجبارهم على توقيع اعترافات بجرائم لم يرتكبوها»، على حد قوله.
وكان هادي المجدوب، وزير الداخلية التونسية، قد أكد أمام أعضاء البرلمان التونسي في السادس من الشهر الحالي، أن نسبة 20 في المائة من عرائض التعذيب الواردة على سلطة الإشراف صحيحة، وهي تشمل حالات التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الإيقاف والسجون، فيما اعتبر البقية، أي 80 في المائة من العرائض «كيدية».
وقال إن خلية مكلفة حقوق الإنسان في وزارة الداخلية التونسية تتولى متابعة الشكاوى ومطالب التظلم، وقد تلقت سنة 2015 وحدها 81 شكوى وعريضة. وأصدرت الوزارة خلال السنة الماضية بطاقتي إيداع بالسجن ضد محافظ أمن ونقيب بالأمن الوطني من أجل التعذيب.
وحصر القانون الجنائي التونسي التعذيب بالأساس في ممارسات هدفها انتزاع اعترافات من متهمين، وأكد سقوط جريمة التعذيب بعد مرور 15 سنة، وهو يتضارب مع الدستور التونسي الجديد الذي أشار إلى عدم إسقاط التتبعات بالتقادم. وتنادي منظمات حقوقية بتطوير القانون التونسي وملاءمته مع الدستور الذي منع كل أشكال التعدي على حقوق الإنسان.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.