كانت الشقراوات إلى عهد قريب موضع حسد وموضوع تفكه، سواء في الواقع أو في الأفلام والروايات وليس أدل على هذا من فيلم «الرجال يفضلون الشقراوات» الذي لعبت بطولته النجمة مارلين مونرو. لهذا تعود مشاعر الحسد إلى كونهن أكثر شعبية واستمتاعا بالحياة وعدم أخذهن الأمور بجدية. أما التفكه عليهن فيعود إلى نفس هذه الصورة النمطية من زاوية أنهن ساذجات أقرب إلى الغباء منهن إلى الذكاء. وهذا ما تحاول دراسة جديدة قام بها البروفسور جاي زاغورسكي وفريقه من جامعة نيو جيرسي، تغييره. فهي تفيد بأن الشقراوات أكثر ذكاء من ذوات الشعر الأسود أو الأحمر بنحو 3 نقاط، مع تركيز الدراسة على أن المقصودات هن الشقراوات الحقيقيات اللواتي لم يصبغن شعرهن أبدا.
واعتمد الباحثون على دراسة تعود إلى عام 1979 خضعت فيها مجموعة من الفتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و21 عاما، لاختبارات قاسية يستعملها البنتاغون لتحديد ذكاء المجندين فيه، قبل قبولهن في القوات المسلحة بالولايات المتحدة الأميركية. وشمل الاختبار إلى جانب أسئلة عامة، مدى قدرتهن على فهم معاني الكلمات وعلوم الرياضيات والمنطق. في عام 1985 تطورت الدراسة لتشمل سؤالا عن لون شعرهن الحقيقي. وحتى لا يتهم المختبرون بالتمييز العنصري تم استثناء الأفارقة والمنحدرين من أصول إسبانية من الجواب على هذا السؤال. وكانت النتيجة طريفة أكدت أن الشقراوات بالفعل ذكيات. غير أن هدفا أساسيا من الدراسة التي نشرت في «ذي جورنال إيكونوميكس بوليتان» كان تصحيح الصورة النمطية للمرأة الشقراء والمثيرة شكلا، حيث سلطت الضوء على وضع المرأة خلال الـ30 سنة الماضية، عندما دخلت مجالات عمل كانت حكرا على الرجل، ورغم أنها أثبتت قدراتها فيها وكفاءتها، فإنها لا تزال تعاني من نظرة دونية في بعض المجالات إلى حد الآن، كما تتلقى راتبا أقل من نظيرها الرجل، بما في ذلك نجمات هوليوود. بعبارة أخرى فإن الوضع الخاص بالمرأة في أماكن العمل لا يزال يخضع للنمطية ولم يتغير، رغم تغير ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية. فالمرأة والرجل يقومان بنفس الأدوار حاليا، ولهما نفس الالتزامات المالية في الحياة، ومع ذلك لا تزال النظرة إلى المرأة كما كانت عليه منذ 30 عاما، حسب الدراسة.
لا شك أن نتيجة الدراسة مثيرة، لكن القليل من الباحثين يأخذونها بجدية. بعضهم يعيد النتيجة إلى أن الاختبار شمل شقراوات نشأن في بيئة مثقفة، أي يشجع فيها الأهل أبناءهم وبناتهم على العلم والقراءة، بينما يشير البعض الآخر إلى أن نسبة النساء اللواتي دخلن مجالات عمل كانت حكرا على الرجال أكبر حاليا مما كانت عليه في السابق، ما يجعل هذه النتيجة حتمية، عدا أن الكثير من المشاركات في الاختبار لم يكن صادقات عندما سُئلن عما إذا كان شعرهن طبيعيا أم مصبوغا.
دراسة: الشقراوات أكثر ذكاءً من غيرهن
هدفها الأول تغيير صورة نمطية حول {سذاجتهن}
دراسة: الشقراوات أكثر ذكاءً من غيرهن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة