أوباما يهدد بإجهاض أي محاولة في الكونغرس لربط السعودية بـ«11 سبتمبر»

حذر من مخاطر فتح الباب أمام دعاوى تطال الولايات المتحدة أيضًا

أوباما يهدد بإجهاض أي محاولة في الكونغرس لربط السعودية بـ«11 سبتمبر»
TT

أوباما يهدد بإجهاض أي محاولة في الكونغرس لربط السعودية بـ«11 سبتمبر»

أوباما يهدد بإجهاض أي محاولة في الكونغرس لربط السعودية بـ«11 سبتمبر»

قطع الرئيس الأميركي باراك أوباما الطريق أمام أي محاولة لربط السعودية بأحداث 11 سبتمبر، مؤكدا في مقابلة تلفزيونية لشبكة «سي بي إس نيوز» مساء الاثنين أنه سيستخدم حق الفيتو ضد هذا التشريع في حال تم تمريره داخل الكونغرس. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن من أسباب رفضه للتشريع أنه يمكن أن يعرض الولايات المتحدة لدعاوى قضائية من مواطني دول أخرى، وقال أوباما خلال اللقاء التلفزيوني: «إذا فتحنا الباب لإمكانية أن يقوم الأفراد في الولايات المتحدة بمقاضاة حكومات أخرى فإننا أيضا نفتح الباب أمام الأفراد في البلدان الأخرى لمقاضاة الولايات المتحدة».
وشدد الرئيس باراك أوباما في مقابلته مع المذيع تشارلي روز على أنه يعارض التشريع، وقال: «أنا أعارض هذا التشريع، هذه ليست مجرد قضية بين الولايات المتحدة والسعودية فقط، وإنما تتعلق أيضا بتعاملاتنا مع الدول الأخرى».
بينما أكد رئيس مجلس النواب بول رايان رفضه لمشروع القانون الذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية، وقال رايان في تصريحات صحافية صباح الثلاثاء: «مجلس النواب يحتاج لإعادة النظر في مشروع القانون والتأكد أننا لا نقع في خطأ مع حلفائنا»، وأبدى رايان معارضته الشديدة للتشريع.
وقد أثار مجموعة من المشرعين الأميركيين مشروع قانون أمام الكونغرس يسمح لأول مرة للأميركيين بمقاضاة الدول الأجنبية ورفع الحصانة الدبلوماسية، إذا وجدوا أنها مسؤولة عن وقوع هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية، وتزعم كل من السيناتور الديمقراطي جاك شومر والسيناتور الجمهوري جون كورنين مشروع القانون، الذي أطلق عليه اسم «العدالة ضد رعاة الإرهاب»، ويسانده 22 مشرعا أميركيا. وزعم المشرعون أن لديهم 28 صفحة من تقرير سري لوكالة الاستخبارات الوطنية منذ عام 2002 حول أحداث 11 سبتمبر.
وأثار هذا التشريع الغضب والجدل، خاصة أن المشرعين يعتمدون على تقرير مضى عليه أكثر من 14 عاما ولم يثيروا أمر تلك الورقات من قبل، فيما أشار المحللون إلى تزامن إثارة هذا الأمر مع زيارة الرئيس أوباما إلى المملكة العربية السعودية خلال ساعات ومحاولة التأثير على علاقات البلدين وإحراج الرئيس أوباما.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست خلال المؤتمر الصحافي اليومي للبيت الأبيض مساء الاثنين: «أنا واثق من إدراك السعودية بأن لدينا مصلحة مشتركة في الحفاظ على استقرار النظام المالي العالمي، ودولة ذات اقتصاد كبير مثل المملكة العربية السعودية لن تستفيد من زعزعة استقرار السوق المالي العالمي ولا الولايات المتحدة».
وشدد إرنست على أن الرئيس أوباما سيقوم باستخدام حق الفيتو ضد التشريع وقال: «أعربنا عن قائمة طويلة من المخاوف ومن الصعب تصور سيناريو يوقع فيه الرئيس على مشروع القانون بصياغته الحالية، وهو تشريع يعرض مواطني الولايات المتحدة في الخارج للخطر إذا قامت الدول الأخرى بتمرير قوانين مماثلة ورفعت الحصانة الأجنبية في محاكمها»، وأضاف: «إنه يضع الولايات المتحدة ودافعي الضرائب وجنودنا ودبلوماسيينا في خطر كبير إذا تبنت الدول الأخرى قوانين مماثلة، وهذا هو السبب في أهمية مبدأ الحصانة السيادية التي تسمح للدول بتسوية خلافاتها من خلال الدبلوماسية وليس من خلال المحاكم في بلد أو آخر».
من جانب آخر، عبر البيت الأبيض عن ثقته من إدراك السعوديين للمصلحة المشتركة مع الولايات المتحدة في حماية استقرار النظام المالي العالمي، وشدد البيت الأبيض على أن السعودية لن تسير في طريق بيع أصولها الاستثمارية في حال أقر الكونغرس مشروع قانون يحمل المملكة مسؤولية المشاركة بدور في هجمات 11 سبتمبر عام 2001، حيث أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس أوباما سيصوت بالفيتو ضد المشروع في حال تمريره داخل الكونغرس.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.