في تصعيد عسكري وصفته المعارضة السورية بـ«الخطير» من قبل قوات النظام ويمثل تكريسا لسقوط الهدنة، قتل ما لا يقل عن 44 مدنيا وأصيب العشرات، يوم أمس، في قصف جوي استهدف مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، في شمال غربي سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة، يرافقها قصف جوي، بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، وقتل 37 شخصا، بينهم طفلان، في قصف طال سوقا للخضار في مدينة معرة النعمان وحدها، وسبعة آخرون في غارات استهدفت سوقا للسمك في كفرنبل، بحسب المرصد، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى.
وأظهرت صور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» دمارا كبيرا في سوق الخضار في معرة النعمان، وتناثرت الخضار أرضا قرب ركام محال منتشرة على جانبي الطريق الضيقة، ويسيطر «جيش الفتح»، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
من جهته، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بمقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح، جراء استهدف طيران النظام، بالصواريخ سوق الخضار في مدينة معرة النعمان وسوق السمك في مدينة كفرنبل، الخاضعتين لسيطرة المعارضة بريف إدلب.
وأوضح الناشط الإعلامي المعارض محمد سلوم من ريف إدلب، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن الطيران الحربي استهدف بغارة واحدة سوق الخضار في معرة النعمان شرقي مدينة إدلب؛ مما أسفر عن سقوط 35 قتيلا، كحصيلة أولية، وأكثر من مائة جريح، تم نقلهم إلى المشافي الميدانية والنقاط الطبية الموجودة في معظم مناطق ريف إدلب، كما استهدف سوق السمك بكفر نبل جنوب إدلب بغارتين؛ مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وجرح آخرين.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري عن مقتل «ثلاثة أطفال جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل المعارضة على بلدة كفريا» ذات الغالبية الشيعية في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وفي بلدة بالا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أسفر قصف نفذته قوات النظام، وفق المرصد، عن «مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة نحو عشرة آخرين بجروح».
وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «المجزرتين» في إدلب، وقال إنهما تضافان إلى «سلسلة الجرائم الرهيبة والخروقات المستمرة التي ارتكبها نظام الأسد منذ بداية الهدنة».
واعتبر أن ما حصل يمثل «تصعيدا خطيرا كفعل إجرامي همجي تجاه تمسك وفد الهيئة العليا المفاوض بحقوق الشعب السوري وثوابت ثورته»، ويؤكد «أحقية ومشروعية قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها وتأجيل المشاورات».
ويأتي هذا التصعيد غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها في المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف احتجاجا على تدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار المعمول به في مناطق سوريا عدة منذ 27 فبراير (شباط)، التي تحمل النظام مسؤوليتها.
في المقابل، وفي حين أشار المرصد إلى إحراز قوات النظام السوري في ريف اللاذقية، تقدما في تلال ومرتفعات بلدة كباني الاستراتيجية في سعي منها لاستعادة البلدة لتتمكن من بسط سيطرتها على كامل ريف اللاذقية الشمالي، قال «مكتب أخبار سوريا»: أحبطت فصائل المعارضة، محاولة تقدم للقوات النظامية باتجاه قرية كبانة للمرة الثالثة منذ بداية الشهر الحالي.
وقالت مصادر عسكرية معارضة، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن القوات النظامية سيطرت اليوم على تلتين شرق قرية كبانة، ثم انسحبت منهما إلى قرية عكو، بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت فجر اليوم، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، فيما تمكنت المعارضة من سحب جثث قتلى من القوات النظامية، حسب المصادر.
وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي نظامي على مواقع المعارضة في منطقة الاشتباك، إضافة إلى القرى والطرقات الخاضعة لسيطرتها؛ مما أدى إلى أضرار مادية.
وتتميز القرية بموقع استراتيجي مرتفع؛ إذ تطل على جميع قرى جبل الأكراد ومنطقة سهل الغاب بريف حماه الشمالي الغربي، فهي تمنح الطرف الذي يسيطر عليها قدرة أكبر على حسم المعارك، على حد وصف المصادر.
وكانت فصائل المعارضة أطلقت، أول من أمس، معركة سمتها «رد المظالم»، ثم سيطرت على قريتي المازغلي ونخشبا وتلتي ملك ورشا في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
أكثر من 44 قتيلاً في مجزرتين بإدلب.. تكريسًا لسقوط الهدنة
استمرار الاشتباكات العنيفة بريف اللاذقية على وقع القصف الجوي الكثيف
أكثر من 44 قتيلاً في مجزرتين بإدلب.. تكريسًا لسقوط الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة