انطلاق المحادثات اليمنية في الكويت واهتمام دولي لتحقيق أهدافها

الحكومة: لدينا استعداد للانتقال السياسي.. الحوثي يعلن تسلم 30 موقوفًا من السعودية

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لدى استقباله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لدى استقباله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد
TT

انطلاق المحادثات اليمنية في الكويت واهتمام دولي لتحقيق أهدافها

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لدى استقباله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لدى استقباله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد

تنطلق في الكويت اليوم محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين، بعد أكثر من عام من الحرب. وأعلنت الكويت أمس استعدادها أن هناك اهتماما دوليا بإنجاح المحادثات اليمنية.
والتقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمس، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يرافقه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله «إن القضية اليمنية تحظى باهتمام دولي كبير جدا».
وقدم ولد الشيخ الشكر للكويت لاستضافتها مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية، وقال في تصريحات له أمام مجلس الأمن قبيل توجهه إلى الكويت: إن هذا البلد بات أقرب إلى السلام من أي وقت مضى، وأضاف: أن «طريق السلام في اليمن شائك، لكنه سالك».
وقال ولد الشيخ إن لقاءه أمير الكويت ووزير خارجيته يأتي في إطار التحضيرات لمفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية. وأضاف، أنه تعرف من أمير الكويت ومن وزير الخارجية على استعدادات الكويت والتسهيلات التي قدمتها لاستضافة المفاوضات، وعلى التنسيق الذي جرى مع فريق الأمم المتحدة المعني بذلك.
وذكر أنه على الرغم من اتفاق الأطراف اليمنية على وقف إطلاق النار، فإنه ما زال هناك «توتر كبير»، مضيفا أن هناك استقرارا بصورة عامة في معظم أرجاء اليمن، رغم وجود بعض الانتهاكات.
إلى ذلك، أعرب نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجار الله عن الأمل بنجاح المشاورات اليمنية التي تستضيفها الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة، وأن تسفر عن توقيع الأطراف اليمنية اتفاق سلام ينهي الأزمة التي تشهدها بلادهم.
وعبر الجار الله، أمس، عن ثقته الكبيرة بأن يغلب اليمنيون المشاركون في هذه المشاورات مصلحة بلدهم العليا، وأن يحرصوا كل الحرص على التوصل إلى نتائج إيجابية لهذه المشاورات.
وأضاف أن الكويت حرصت على تقديم جميع التسهيلات الممكنة ووفرت أسباب النجاح لاستضافة هذا الاجتماع، كما أنها على استعداد لمواصلة هذا الجهد. بحسب تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الكويتية.
وأعرب عن تفاؤله بأن تسفر هذه المشاورات عن نتائج إيجابية بناءة تسهم في تحقيق التوافق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل يؤدي إلى وقف نزيف الدم في اليمن الشقيق، وإلى تحقيق الأمن والاستقرار فيه، مؤكدا «استعداد دولة الكويت التام لاستضافة هذه المشاورات مهما استغرقت من وقت».
وعن أبرز نتائج ورشة العمل التي أقيمت الأسبوع الماضي لتثبيت عملية وقف إطلاق النار في اليمن، أوضح الجار الله، أن القضية اليمنية تحظى باهتمام دولي كبير جدا؛ لذا كان الاتحاد الأوروبي هو الداعي لهذه الورشة بالتعاون والتنسيق مع دولة الكويت.
وذكر أن الورشة التي عقدت على مدار 3 أيام الأسبوع الماضي كانت «ناجحة وهدفت إلى تثبيت وقف إطلاق النار» الذي أعلن تنفيذه في 10 من أبريل (نيسان) الحالي، وشاركت فيها الأطراف اليمنية المعنية.
وردا على سؤال عن الآلية التي ستتبع في هذه المشاورات، قال: «إن الكويت بصفتها دولة مضيفة ليست معنية بآلية المشاورات، بل معنية باستضافة ورعاية واحتضان هذه المشاورات»، مضيفا أن «تفاصيل الاجتماعات وآلياتها وجدول أعمالها تقع مسؤوليتها على الأمم المتحدة».
وفي تصريح له، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»: «سيكون لدينا الاستعداد للانتقال السياسي على أساس استكمال المبادرة الخليجية، إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني، ولن نستثني أحدا، بمن فيهم الحوثيون».
وأضاف: «العالم يتطلع حاليا إلى الكويت لتكون محطة سلام لليمنيين. وسنقدم كل ما بوسعنا للتخفيف من معاناة الشعب».
في حين تحدث الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام بنبرة تصالحية، حيث قال لصحيفة كويتية «مطلبنا هو أن تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة، يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي». وأضاف: «لا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي، ولسنا أدوات بيد أحد».
ويوم أمس أعلنت جماعة الحوثي تسلمها من الجانب السعودي 30 شخصا، بينهم 14 أسيرا تم أسرهم بأوقات سابقة في جبهات القتال باليمن.
وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، على صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي: إن جماعته تسلمت عصر اليوم (أمس)، من «الجانب السعودي 30 شخصا 14 منهم أسروا في جبهات القتال الداخلية باليمن، إضافة إلى 16 شخصا آخر ممن تم احتجازهم على قضايا أخرى».
واكتفى عبد السلام في بيانه بنشر أسماء المفرج عنهم من قبل السلطات السعودية، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكان الحوثيون قد أعلنوا قبل أكثر من أسبوعين تسلمهم من السلطات السعودية أكثر من 100 أسير، «فيما سلم الحوثيون الجانب السعودي 9 أسرى كانوا لديهم». ويأتي هذا في إطار التفاهمات بين الحوثيين والجانب السعودي قبيل يوم من انعقاد المشاورات بين الأطراف اليمنية في دولة الكويت.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.