تخصيص جوائز لكشف الإرهابيين.. تشمل الإنترنت

125 مليون دولار حتى الآن

أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» ....أبو بكر البغدادي زعيم «داعش».... حافظ سعيد مؤسس تنظيم «لشكر طيبة»
أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» ....أبو بكر البغدادي زعيم «داعش».... حافظ سعيد مؤسس تنظيم «لشكر طيبة»
TT

تخصيص جوائز لكشف الإرهابيين.. تشمل الإنترنت

أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» ....أبو بكر البغدادي زعيم «داعش».... حافظ سعيد مؤسس تنظيم «لشكر طيبة»
أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» ....أبو بكر البغدادي زعيم «داعش».... حافظ سعيد مؤسس تنظيم «لشكر طيبة»

نقل تلفزيون «آي بي سي»، يوم أول من أمس الجمعة، تصريحات للسيناتور شارلز شومر بأنه قدم مشروعًا في الكونغرس لتعديل قانون «ريوورد فور جاستيس» (جوائز من أجل العدالة)، ليشمل الذين يكشفون نشاطات إرهابية في الإنترنت.
وقال شومر إن البرنامج دفع، حتى الآن، 125 مليون دولار جوائز لثمانين شخصًا كشفوا إرهابيين، وإن جملة المبالغ المرصودة للكشف عن إرهابيين تزيد على 400 مليون دولار.
وأضاف: «ليس هناك شك في أن تنظيم داعش يستخدم التواصل الاجتماعي كواحد من أهم أسلحته، لنشر أفكاره، ولجذب مؤيدين. صرنا نعيش في عالم يقدر فيه إرهابي واحد على مسافة آلاف الأميال من شاب بريء على إقناعه بأن يتحول إلى إرهابي. لهذا، نحتاج إلى جهود الذين يشتركون في مواقع التواصل الاجتماعي. ونريد أن نقدم جوائز لمن يرشدنا إلى أي إرهابي أو عملية إرهابية نقدر على إفشالها قبل وقوعها».
وفي مؤتمر صحافي، أشار شومر، السيناتور من ولاية نيويورك، إلى ما حدث في العام الماضي لصاحب مطعم بيتزا في نيويورك، مفيد الفقيه، عندما تابعه أشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفوا أنه يقدم مساعدات لتنظيم داعش. في وقت لاحق، اعتقل الفقيه، ويتوقع أن يقدم إلى المحاكمة خلال شهور قليلة.
حسب موقع البرنامج، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، فقد تأسس عام 1984، ويدفع مبلغًا يصل إلى خمسة ملايين دولار لكل شخص يبلغ الشرطة عن إرهابي في قائمة الإرهابيين المطلوبين للعدالة، وتساعد المعلومات على القبض عليه. ويتعهد البرنامج بالمحافظة على سرية الشخص، وحمايته، وحماية عائلته، ومنحه هوية جديدة، ومنحه الجنسية الأميركية إذا كان أجنبيًا.
كان من أوائل الإرهابيين الذين قبض عليهم حسب البرنامج، رمزي يوسف، الباكستاني، مهندس تفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993 (التفجير الأول). قبل الانفجار بساعة، استقل يوسف، مع صديق، طائرة إلى كراتشي. وكجزء من البحث عنه، رصد البرنامج خمسة ملايين دولار مكافأة. في وقت لاحق، أغرت الخمسة ملايين دولار صديق يوسف، وأرشد الشرطة إلى مكانه في باكستان. في وقت لاحق، قبضت عليه شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ونقلته سرًا إلى أميركا. وهو الآن في سجن حراسة مشددة يقضي أحكامًا بالسجن جملتها 120 عامًا.
في عام 1996، بعد تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، وزع البرنامج قائمة إرهابيين مطلوبين للعدالة فيها عشرة أشخاص، منهم أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الراحل. ووعد البرنامج مكافأة 5 ملايين دولار لمن يبلغ عن أي واحد منهم، ويقود التبليغ إلى القبض على الإرهابي.
في عام 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وافق الكونغرس على رفع قيمة الجائزة «عند الضرورة» إلى 25 مليون دولار لمن يرشد عن إرهابي واحد. وشملت عددًا من كبار الإرهابيين، من بينهم بن لادن.
في عام 2003، بعد غزو العراق، أعلن الحاكم الأميركي بول بريمر رصد 25 مليون دولار لمن يرشد عن مكان الرئيس العراقي صدام حسين. بالإضافة لجائزتين لمكان ابنيه عدي وقصي، قيمة كل جائزة 15 مليون دولار.
في ذلك الوقت، قال تلفزيون «سي إن إن» إن عراقيين مقربين من عائلة صدام، كان بعضهم في حرسه الخاص، كشفوا أماكن الثلاثة، ويعتقد أن هؤلاء الأشخاص موجودون في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، حيث حصلوا على المكافآت، وعلى الجنسية الأميركية، ويعيشون بأسماء مستعارة.
في الوقت الحاضر، يرصد البرنامج جوائز جملتها 65 مليون دولار لقادة إرهابيين، منهم:
المصري أيمن الظواهري زعيم القاعدة، المتورط في الهجوم على السفارتين الأميركيتين في دار السلام وفي نيروبي عام 1998، والمتهم بقتل أميركيين والتآمر لقتل آخرين. وكان مستشارًا، وطبيبًا، لزعيم القاعدة بن لادن، ثم تولى قيادة التنظيم بعد قتله.
العراقي أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، «وخليفة الدولة الإسلامية». اسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم، ولد في سامراء، في العراق، عام 1971.
الأفغاني سراج الدين حقاني. صنفه البرنامج «إرهابيًا عالميًا» منذ عام 2008. ويقود «شبكة حقاني» المتشددة، ونظم عمليات خطف وهجمات تعرضت لها القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان. وكان اعترف بأنه وراء محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في عام 2008.
الباكستاني حافظ سعيد. ولد في إقليم البنجاب، وكان مدرسًا للغة العربية هناك، وعضوًا مؤسسًا لتنظيم «لشكر طيبة»، والعقل المدبر لهجمات إرهابية، منها هجمات مومباي عام 2008 في الهند، التي قتلت 166 شخصًا، منهم ستة أميركيين.
السوري ياسين السوري. اسمه الحقيقي عز الدين عبد العزيز خليل، ولد في القامشلي عام 1982، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة. حسب البرنامج، هو «شخص هام يجمع التبرعات لتنظيم القاعدة. وينقل أموالاً كثيرة عن طريق إيران إلى قيادة القاعدة في أفغانستان والعراق وسوريا».



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.