اعتقال 5 أشخاص للاشتباه في صلتهم بعمليات إرهابية في بريطانيا

تحقيقات مكثفة تشمل شركاء فرنسيين وبلجيكيين

اعتقال 5 أشخاص للاشتباه في صلتهم بعمليات إرهابية في بريطانيا
TT

اعتقال 5 أشخاص للاشتباه في صلتهم بعمليات إرهابية في بريطانيا

اعتقال 5 أشخاص للاشتباه في صلتهم بعمليات إرهابية في بريطانيا

أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا أمس أنها ألقت القبض على خمسة أشخاص مشتبه بهم خلال تحقيقات أعقبت الهجمات الإرهابية الأخيرة في بلجيكا وفرنسا. وصرحت شرطة «وست ميدلاندز» في بيان بأن ضباطها ألقوا القبض على ثلاثة رجال تبلغ أعمارهم 26 و40 و59 عامًا وسيدة 29 عامًا، في مدينة برمنغهام مساء أمس، وأعقب ذلك اعتقال رجل 26 عامًا في مطار غاتويك قرب لندن في وقت مبكر من صباح أمس.
وجاء في بيان للشرطة: «لم يكن هناك أي تهديد لسلامة المسافرين في مطار غاتويك، أو للمواطنين بشكل عام فيما يتعلق بعملية الاعتقال هذه». يأتي ذلك في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات شابة في العشرين من عمرها، غرب لندن، إلى جانب عمليات دهم وتفتيش في مواقع أخرى في برمنغهام. وأوضح البيان أنه تم القبض على الخمسة أشخاص جميعهم «على خلفية شبهات بارتباطهم بارتكاب أعمال إرهابية والإعداد لها أو التحريض عليها»، خلال تحقيقات تتعلق بتهديدات محتملة لبريطانيا في أعقاب الهجمات التي استهدفت بروكسل وباريس.
من جهته قال مساعد رئيس الشرطة ماركوس بيل الذي يرأس وحدة مكافحة الإرهاب: «هذا الإجراء يعد جزءًا من تحقيقات مكثفة تجريها وحدة وست ميدلاندز بالاشتراك مع شبكة أوسع لمكافحة الإرهاب وجهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) وشركاء دوليين من ضمنهم السلطات البلجيكية والفرنسية، لمواجهة أي تهديد إرهابي مرتبط بالمملكة المتحدة في أعقاب الهجمات في أوروبا، ولا تزال الشرطة تحتجز الأشخاص الخمسة لإخضاعهم للاستجواب». وأضاف بيل أن «هذه الاعتقالات سبق التخطيط لها وتمت بقيادة أجهزة الاستخبارات.. ولم تكن هناك أي خطورة على المواطنين في أي وقت، وليست هناك معلومات تشير إلى أنه كان يتم التخطيط لهجوم في المملكة المتحدة». وأشارت تقارير نقلاً عن مصادر استخباراتية فرنسية أن عبد الحميد أبا عود العقل المدبر لهجمات باريس زار برمنغهام في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما زارها أيضًا محمد عبريني المشتبه به في هجمات بروكسل.
وبسؤالها عن هذه التقارير في البرلمان الشهر الماضي، رفضت وزيرة الداخلية تيريزا ماي التعليق عليها، مشيرة إلى الحاجة لحماية التحقيقات الحالية. من ناحيتها، قالت وسائل إعلام بريطانية إن البلجيكي، محمد عبريني، المشتبه في ضلوعه في هجمات تنظيم داعش في بروكسل سافر إلى برمنغهام العام الماضي والتقط صورًا لاستاد كرة قدم. وعبريني، الذي يقول محققون إنه اعترف بوضع قنبلة في مطار بروكسل، مطلوب أيضًا فيما يتصل بهجمات باريس. ونسقت الشرطة مع جهاز الاستخبارات الداخلية (إم آي 5) والسلطات البلجيكية والفرنسية في عملية استهدفت «التعامل مع أي تهديد يهم بريطانيا في أعقاب الهجمات في أوروبا». وأضافت الشرطة أن المواطنين لم يكونوا عرضة لأي خطر في أي وقت من الأوقات، مضيفة أنه ليس لديها أي معلومة تفيد بأنه تم التخطيط لأي هجوم في بريطانيا. يذكر أن الأشخاص الخمسة المعتقلين هم جميعًا من مدينة برمنغهام، وتفتش الشرطة عددًا من الممتلكات في المدينة في إطار التحقيقات التي تجريها.



بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
TT

بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة توليه مهامه الاثنين، وأعرب عن استعداده للحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة، للتوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا ينهي جذور الأزمة ويراعي مصالح كل شعوب المنطقة.

وعلى الرغم من أن استطلاعات حديثة للرأي أظهرت ضعف ثقة الروس بقدرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تولى مهامه الاثنين على تنفيذ وعوده الانتخابية بالتوصل إلى تسوية نهائية للصراع في أوكرانيا، فإن بوتين تعمد توجيه رسائل إيجابية حول انفتاحه على الحوار مع إدارة ترمب، وحدد رؤيته لشروط إنجاح جهود التسوية في أوكرانيا.

وتعمد بوتين حتى قبل انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية في واشنطن توجيه تهنئة للرئيس الجديد. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي إنه يهنئ نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة تنصيبه رئيسا، ويؤكد على انفتاح موسكو على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي عبر الفيديو الاثنين (إ.ب.أ)

«إزالة الأسباب الجذرية للأزمة»

وشدد بوتين على أن بلاده «لم ترفض الحوار مطلقا، وكنا دوما على استعداد للحفاظ على علاقات تعاون سلسة ومرنة مع أي إدارة أميركية. وقد تحدثت عن هذا الأمر مرارا». وزاد: «نحن منفتحون على الحوار، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو إزالة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تحدثنا عنها عدة مرات، هذا هو الشيء الأكثر أهمية». وأشاد بوتين بالإشارات التي صدرت عن ترمب وأركان إدارته حول الحوار مع موسكو، وأضاف: «تابعنا تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب وأعضاء فريقه حول الرغبة في استعادة الاتصالات المباشرة مع روسيا، والتي قطعتها الإدارة المنتهية ولايتها، من دون أي خطأ من جانبنا. كما نسمع تصريحاته حول الحاجة إلى بذل كل ما في وسعه لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة». وقال أيضاً: «نرحب بالطبع بهذه التصريحات أعلنا سابقا أننا نسعى إلى علاقات سلسلة ومتوازنة مع الإدارة الأميركية». وتابع قائلا: «ننطلق من حقيقة أن الحوار سيتم على أساس المساواة والاحترام المتبادل، مع الأخذ في الاعتبار الدور المهم الذي يلعبه بلدانا في عدد من القضايا الرئيسية المدرجة على الأجندة الدولية، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن».

«سلام طويل الأمد»

ورأى الرئيس الروسي أن «السلام في أوكرانيا يجب أن يرتكز على احترام المصالح المشروعة لشعوب المنطقة، وهدف التسوية الأوكرانية يجب ألا يكون هدنة قصيرة، بل سلام طويل الأمد». وأوضح بوتين أن «الهدف لا ينبغي أن يكون مجرد هدنة قصيرة، ولا نوعا من الاستراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح بهدف مواصلة الصراع لاحقا، بل ينبغي أن يكون سلاما طويل الأمد، يقوم على احترام المصالح المشروعة لجميع الناس، جميع الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة».

وأشار بوتين، في الوقت ذاته، إلى أن روسيا «ستقاتل من أجل مصالح شعبها»، مشدداً على أن «هذا في الواقع هو الغرض والمعنى من إطلاق العملية العسكرية الخاصة».

وامتدح بوتين الرئيس الأميركي العائد وقال إنه «أظهر شجاعة وحقق فوزا ساحقا في الانتخابات»، مشيرا إلى أن «فترة ما قبل الانتخابات كانت صعبة على ترمب من جميع النواحي، وكان تحت ضغط شديد، لكنه أظهر شجاعة كبيرة».

تشكيك روسي في تحقيق السلام

في غضون ذلك، أظهر استطلاع حديث أجراه المركز الروسي لأبحاث الرأي العام أن 51 في المائة من الروس يشككون في قدرة ترمب على تسوية النزاع في أوكرانيا خلال 6 أشهر، وفقا لوعود أطلقها سابقا. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 31 في المائة من الروس يعتقدون أن ترمب قادر على تحقيق ذلك، بينما وجد 18 في المائة صعوبة في الإجابة عن السؤال. وقال 22 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن لديهم موقفا إيجابيا إلى حد ما تجاه ترمب، بينما عبر 11 في المائة عن موقف سلبي، في حين أبدى 61 في المائة عدم مبالاة تجاهه.

ويعتقد 35 في المائة من الروس وفقا للاستطلاع أن انتخاب ترمب قد يحسّن العلاقات الروسية الأميركية، بينما يرى 7 في المائة عكس ذلك، ويظن 45 في المائة أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لن تتغير. أما بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة، فقد قال 41 في المائة إنه لن يتغير في عهد ترمب، بينما توقع 28 في المائة زيادة نفوذها، واعتقد 9 في المائة أن النفوذ الأميركي في العالم سوف يتراجع.