السيسي: كل البيانات والوثائق أكدت تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية

الرئيس دعا إلى الانضباط وقال إن رد فعل المصريين لم يخدم مصر بشأن «سد النهضة» الإثيوبي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
TT

السيسي: كل البيانات والوثائق أكدت تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إن بلاده لم تفرط أبدا في ذرة من حقوقها وكذلك لا تمس حقوق الآخرين، في إشارة إلى اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر السعودية، وما ترتب عليها من استعادة المملكة لجزيرتي تيران وصنافير، مشددا على أن «جميع البيانات والوثائق بوزارة الخارجية والدفاع والمخابرات أكدت تبعية الجزيرتين للسعودية».
ووقع البلدان يوم (الجمعة) الماضي في القاهرة اتفاقية لتعيين الحدود البحرية، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وقال خبراء قانونيون لـ«الشرق الأوسط» إن «توقيع تلك الاتفاقية الحساسة يعكس الوصول لقمة التفاهم بين قيادات الدولتين في الفترة الراهنة، بعد أن كان الملف مثار جدل خلال السنوات السابقة، دون أن يتم وضع إطار رسمي وقانوني له».
واستبق السيسي دعوات شبابية للتظاهر يوم الجمعة المقبل، بلقاء عقده أمس مع مجموعة من ممثلي المجتمع المصري من سياسيين ومهنيين، لعرض ملابسات اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع المملكة. وقال السيسي، في الكلمة التي نقلها التلفزيون المصري، إن «المؤسسة العسكرية علمتنا أن نخاف على البلد والشعب وكل ذرة رمل»، مشددا على أنه «لا يبيع أرض مصر لأحد ولا يأخذ حق أحد».
وأضاف: «أقول للمصريين يجب ألا ينسوا بسبب الاستقرار والأمن التحديات التي تواجهها مصر». وتابع أنه مصري شريف لا يباع ولا يشترى، وأنه لم يتآمر على أحد ولم يخن أحدا.. و«لم يقم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمؤامرة ضد الإخوان، وإنما تم التعامل مع الرئيس الأسبق محمد مرسي بشرف وأمانة واحترام».
واستطرد: «مصر الدولة الوحيدة حتى الآن التي لم يقدر عليها أحد، بفضل تماسك ووحدة الشعب ثم الجيش»، لافتا إلى أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة «لم نفكر في القفز على بلد للحصول على خيره، والظروف كانت سانحة وما زالت، أو كان يمكن أن نثأر لمواطنينا الـ21 في سرت، ولكننا لا يمكن أن نستبيح أرض أشقائنا في ليبيا». وقال السيسي: «أشعر بالسعادة لغيرة المصريين على بلدهم، لكن يجب تصويب هذه الغيرة حتى تكون الأمور في سياقها.. فكرة التشكيك الدائم هدفها تفكيك كتلة المصريين، حتى يسهل كل شيء بعد ذلك ضد مصر»، مشيرا إلى أن «شراسة الهجمة تعكس النجاح، فرغم الحصار الاقتصادي وزيادة سعر الدولار وغير ذلك ما زال المصريون متحدين وواقفين».
وأضاف: «هناك مخطط لضرب مصر، وطمس الحقيقة، وتزييف الواقع، وإفقاد الثقة في كل شيء جيد، وأدواته خارج وداخل مصر»، مشيرا إلى أن المؤسسات العريقة تحمي بلدها من الشر وأهله.. وقد كلفتموني بالحفاظ على الدولة المصرية، وهناك ثوابت نحرص على المحافظة عليها، ومنها الحفاظ على القيم والمبادئ في إدارة أمورنا الداخلية والخارجية، بعيدا عن الانتهازية والمؤامرات والتدخل سلبا ضد طرف ما، والدخول في تحالفات ضد طرف ما».
وفي ما يتعلق بتعيين الحدود البحرية، قال السيسي «إننا لم نفرط في حقنا ولم نفرط في ذرة رمل واحدة وأعطينا الآخرين حقوقهم»، موضحا أن «هناك اختلافا في النسق العام للدولة والنسق الفردي في التعامل مع الموضوع، كما أن هذا الموضوع لم يتم تداوله من قبل حتى لا نؤذي الرأي العام في البلدين، ومراعاة للظروف السياسية والأمنية وتولي مصر مسؤولية الحفاظ على هاتين الجزيرتين ولتداعيات حرب 1967 ثم السلام، ثم معاهدة السلام وما لها من حساسيات».
وأضاف: «في تعيين الحدود لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 عاما، أي في عام 1990، والذي تم إيداعه لدى الأمم المتحدة، استجابة لمطالبات من السعودية باستعادة الجزيرتين»، مؤكدا أنه «لن يترتب على ردود الأفعال أي أثر على العلاقات المصرية السعودية»، مشيرا إلى أنه «حرص على أن يتلقى هو ردود الأفعال، حتى لا ندخل في جدل خلال الشهور الثمانية الماضية».
ودعا السيسي إلى الانضباط في ردود الأفعال، مشيرا إلى أن رد فعل المصريين والإعلام لم يخدم مصر في ما يتعلق بموضوع «سد النهضة» الإثيوبي على سبيل المثال، مبينا أنه فضل طرح موضوع الجزيرتين بعد معالجته وليس قبل ذلك، حتى لا يدخل في جدل يسهم في عزل مصر، قائلا «إن الكيان العربي المجروح في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، يريد البعض له أن يتسع». وأضاف «أنه طلب في يونيو (حزيران) 2014 ملفا عن هاتين الجزيرتين قبل أن يثير أحد الموضوع»، مشددا أنه «طوال هذه الفترة، قامت وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات العامة بدراسة الموضوع والرد عليه، مؤكدا أن القانون واضح في مثل هذه المسائل، وأنه تم الرجوع إلى كل الأطراف ذات الصلة، لأن الأمر يتعلق بحق بلد.. وعليكم الاطمئنان على بلدكم والتفكير قبل التشكك والقلق».
وتابع السيسي: «كل الوثائق والجلسات الـ11 التي عقدتها اللجان الفنية، أثبتت أن هاتين الجزيرتين سعوديتان، محذرا من أن البعض يؤذي نفسه وبلده بهذه الصورة، موضحا أن ترسيم الحدود البحرية يخضع إلى معاهدات دولية وقواعد محددة، وأن النجاح في تعيين الحدود يتيح لمصر التنقيب عن الثروات الطبيعية في مياهها الاقتصادية، وهو ما لم يكن في الإمكان قبل ذلك على طول الحدود البحرية بيننا وبين السعودية».
واستطرد: «تعيين الحدود مع قبرص أتاح لنا التنقيب في المياه الاقتصادية لنا وظهر حقل ظهر للغاز، ويتم حاليا ترسيم الحدود مع اليونان حتى يمكننا أن نستفيد من المنطقة الاقتصادية مع اليونان». ودعا السيسي إلى عدم الحديث مرة أخرى في الأمر، مشيرا إلى أن البرلمان الذي اختاره الشعب سيناقش الموضوع، مشددا على أنه لا يجب التشكيك في كل مؤسسات الدولة والبرلمان له أن يمرر هذه الاتفاقية أو يرفضها.
وفي ما يتعلق بمقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، قال السيسي «إن الداخلية والقضاء المصري يجريان التحقيقات اللازمة.. نتعامل مع القضية بكل شفافية، إلا أن بيننا أهل شر يعملون على التشكيك في كل شيء».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.