طائرات وسفن تجوب المحيط الهندي بحثا عن حطام محتمل للطائرة المفقودة

ماليزيا تطلب من الولايات المتحدة معدات خاصة للبحث تحت الماء

ضابطان في البحرية الأسترالية يطلقان من على متن سفينة جهازا لتحديد المواقع داخل الماء في جنوب المحيط الهندي في إطار البحث عن الحطام المحتمل للطائرة (أ.ف.ب)
ضابطان في البحرية الأسترالية يطلقان من على متن سفينة جهازا لتحديد المواقع داخل الماء في جنوب المحيط الهندي في إطار البحث عن الحطام المحتمل للطائرة (أ.ف.ب)
TT

طائرات وسفن تجوب المحيط الهندي بحثا عن حطام محتمل للطائرة المفقودة

ضابطان في البحرية الأسترالية يطلقان من على متن سفينة جهازا لتحديد المواقع داخل الماء في جنوب المحيط الهندي في إطار البحث عن الحطام المحتمل للطائرة (أ.ف.ب)
ضابطان في البحرية الأسترالية يطلقان من على متن سفينة جهازا لتحديد المواقع داخل الماء في جنوب المحيط الهندي في إطار البحث عن الحطام المحتمل للطائرة (أ.ف.ب)

جابت خمس طائرات أمس السماء فوق جنوب المحيط الهندي بحثا عن جسمين طافيين رصدتهما الأقمار الصناعية وقد يكونان من حطام الرحلة «إم إتش 370» التي اختفى أثرها قبل أسبوعين تقريبا، إلا أن السلطات شددت على مدى صعوبة العملية في تلك المنطقة النائية.
وبعد 13 يوما على اختفاء طائرة «بوينغ 777» التابعة للخطوط الجوية الماليزية أثناء قيامها برحلة بين كوالالمبور وبكين، تتركز أعمال البحث الآن على مساحة شاسعة من المياه تقارب 23 ألف كلم مربع وتبعد 2500 كلم جنوب غربي بيرث كبرى مدن الساحل الغربي لأستراليا. وتعد هذه المنطقة بعيدة جدا عن المسار الأساسي للطائرة التي كان على متنها 239 شخصا.
واستؤنف التحقيق أول من أمس بعد رصد جسمين كبيرين عائمين أحدهما طوله 24 مترا في صور التقطتها أقمار صناعية الأحد الماضي. وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إن هذه المعلومات «جديدة وذات صدقية»، وإن هذا الخيط «هو الأفضل في الوقت الحالي»، بحسب مسؤول الهيئة الأسترالية للأمن البحري جون يونغ.
وشاركت خمس طائرات من أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة في أعمال البحث أمس، فيما كان مقررا أن ترسل الصين سبع سفن على الأقل إلى المنطقة. وكانت طلعات أولى فشلت أول من أمس في التوصل إلى نتائج بسبب سوء الأحوال الجوية. وعلى الرغم من تحسن الطقس الذي كان متوقعا أمس، فإن منطقة البحث بعيدة جدا عن السواحل وليس بإمكان الطائرات سوى التحليق لمدة ساعتين قبل العودة إلى اليابسة. وتوجهت سفينة تجارية نرويجية إلى المكان للمشاركة في عمليات البحث، بينما تحتاج سفينة «ساكسيس» الأسترالية القادرة على سحب قطع حطام ضخمة، إلى أيام للوصول.
وتحرص السلطات على التشديد على مدى صعوبة العمليات وعلى أن الجسمين اللذين رصدا قد لا يكونان مرتبطين بالطائرة. كما أن التيار يمكن أن يكون جرفهما منذ أن جرى رصدهما الأحد الماضي. وقال وزير الدفاع الأسترالي ديفيد جونستون للتلفزيون العام «إنه كابوس لوجيستي. إنها إحدى أكثر المناطق عزلة في العالم». إلا أن ذلك لم يحل دون استئناف التحقيق الذي يطغى عليه منذ أيام الغموض وتبادل الاتهامات والإنذارات الكاذبة والشائعات المبالغ بها. وقال أبوت أمس إن الرئيس الصيني تشي جينبينغ الذي تحدث إليه هاتفيا أكد له مدى «صدمته» إزاء الكارثة. ومن أصل 239 شخصا كانوا على متن الطائرة، 153 من الصينيين.
بدوره، قال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين أمس إن بلاده طلبت من الولايات المتحدة معدات خاصة للبحث تحت الماء عن حطام الطائرة المفقودة في إطار الجهود الدولية التي تبذل في هذا الصدد.
وأضاف أن ماليزيا ستطلب «معدات متخصصة للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ بما في ذلك وحدات يجري التحكم فيها عن بعد لإجراء عمليات إنقاذ في أعماق المحيطات».
يذكر أن الطائرة اختفت بعيد إقلاعها في 8 مارس (آذار)، وفي منتصف الطريق بين سواحل ماليزيا وفيتنام، غيرت الطائرة وجهتها نحو الغرب وذلك بخلاف المسار المحدد، كما جرى إطفاء أنظمة الإنذار «بشكل متعمد»، بحسب السلطات الماليزية. وأدت هذه العوامل إلى تركز التحقيق حول الطيارين لكن دون التوصل إلى شيء حتى الآن. كما لم يفض التحقيق حول الركاب إلى أي نتيجة.
وأثيرت ثلاثة احتمالات لتفسير اختفاء الطائرة الذي بات يعد من أكبر ألغاز الملاحة الجوية الحديثة: عملية خطف، أو تخريب من قبل الطيارين، أو أزمة شديدة الخطورة خلال التحليق مما حال دون تدخل الطاقم بينما الطائرة يتحكم بها الطيار التلقائي طيلة ثماني ساعات حتى نفاد الوقود.
وشددت ماليزيا التي تتعرض لانتقادات شديدة حول إدارتها للأزمة والغموض والمعلومات المتناقضة، على ضرورة التحقق من طبيعة الجسمين اللذين تم رصدهما. وقال وزير النقل الماليزي حسين «ما دمنا لم نحدد موقع الرحلة إم إتش 370 فإن عمليات البحث والإنقاذ ستتواصل في الممرين» الأول من تايلاند إلى آسيا الوسطى والثاني من إندونيسيا إلى أقاصي المحيط الهندي.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعتزم زيارة ماليزيا في الشهر المقبل أن أعمال البحث عن الطائرة الماليزية «أولوية» بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وطلبت الحكومة الماليزية من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» تحليل ملفات إلكترونية جرى مسحها الشهر الماضي من على جهاز محاكاة عثر عليه في منزل قائد الطائرة المفقودة.



الفلبين تعلن القضاء على مقاتلين مرتبطين بـ«داعش»

رئيس الفلبين يتفقد الاستعدادات العسكرية قبيل تدريب مشترك مع القوات الأميركية في سان أنطونيو أبريل الماضي (رويترز)
رئيس الفلبين يتفقد الاستعدادات العسكرية قبيل تدريب مشترك مع القوات الأميركية في سان أنطونيو أبريل الماضي (رويترز)
TT

الفلبين تعلن القضاء على مقاتلين مرتبطين بـ«داعش»

رئيس الفلبين يتفقد الاستعدادات العسكرية قبيل تدريب مشترك مع القوات الأميركية في سان أنطونيو أبريل الماضي (رويترز)
رئيس الفلبين يتفقد الاستعدادات العسكرية قبيل تدريب مشترك مع القوات الأميركية في سان أنطونيو أبريل الماضي (رويترز)

أعلن الجيش الفلبيني، السبت، أن غارة جوية أسفرت عن مقتل 11 متشدداً إسلاموياً مسلحاً، مما أدى إلى القضاء على واحدة من عدة جماعات مسلحة صغيرة تنشط في جنوب البلاد. وقال متحدث عسكري إقليمي إنه بناء على بلاغ مدني، هاجمت طائرتان عسكريتان قرية جبلية في جزيرة مينداناو، حيث كان مقاتلون من تنظيم «داعش - الفلبين» يجتمعون، الجمعة، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال اللفتنانت كولونيل دينيس ألموراتو إنه بعد ساعات، انتشلت القوات البرية جثث 11 مسلحاً فلبينياً، من بينهم الزعيم المفترض. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كانوا يخططون لشن هجمات في مقاطعة ماغوينداناو ديل سور. وكان من الجيد أننا تمكنا من إحباط خطتهم». وبحسب ألموراتو، فإن تنظيم «داعش - الفلبين» واحد من عدد من الجماعات المتشددة التي إما تستوحي من تنظيم (داعش) وإما مرتبطة به، وتقاتل في مينداناو موطن أقلية مسلمة كبيرة في الدولة الآسيوية ذات الغالبية الكاثوليكية. وأضاف: «يقصفون الحافلات ويضايقون وحداتنا وينفذون عمليات خاصة لاغتيال عناصر الجيش والشرطة المتخفين». وأشار إلى أن «بعض هذه الجماعات كان لديها علاقات (مع تنظيم داعش)، لكنها الآن تعمل بمفردها فيما يتعلق بـ(احتياجاتها) المالية واللوجيستية وتلجأ إلى الابتزاز»، مردفاً: «لم يعد لديهم تمويل أجنبي». وأكد ألموراتو أن الغارة بالقرب من بلدية «داتو هوفر أمباتوان» لم تترك للجماعة سوى نحو 4 أعضاء فقط، لا يعرف مكان وجودهم. وقال المتحدث العسكري إن ما بين 30 إلى 35 عضواً من جماعة «المقاتلين من أجل حرية بانغسامورو» يعملون أيضاً في مقاطعة ماغوينداناو ديل سور في مينداناو. وتعد هذه الجماعة الإسلاموية فصيلاً منشقاً عن جبهة «تحرير مورو الإسلامية»، أكبر فصيل مسلح في الفلبين وقع اتفاق سلام مع مانيلا عام 2014 أنهى عقوداً من التمرد.


وصول أكثر من 100 من اللاجئين الروهينغا بحراً إلى إندونيسيا

لاجئون من الروهينغا وصلوا حديثاً يظهرون قبالة أحد شواطئ إندونيسيا (أ.ف.ب)
لاجئون من الروهينغا وصلوا حديثاً يظهرون قبالة أحد شواطئ إندونيسيا (أ.ف.ب)
TT

وصول أكثر من 100 من اللاجئين الروهينغا بحراً إلى إندونيسيا

لاجئون من الروهينغا وصلوا حديثاً يظهرون قبالة أحد شواطئ إندونيسيا (أ.ف.ب)
لاجئون من الروهينغا وصلوا حديثاً يظهرون قبالة أحد شواطئ إندونيسيا (أ.ف.ب)

وصل أكثر من 100 لاجئ من الروهينغا بينهم نساء وأطفال إلى إقليم آتشيه بأقصى غرب إندونيسيا اليوم (السبت)، لكن السكان المحليين يهددون بإعادتهم إلى البحر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان أكثر من ألف من اللاجئين الروهينغا وصلوا إلى هذا الإقليم الشهر الماضي، في أكبر عدد من اللاجئين الوافدين إلى إندونيسيا منذ 2015، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

يتعرض الروهينغا لاضطهاد شديد في ميانمار، ويخاطر الآلاف بحياتهم كل عام في رحلات بحرية طويلة ومكلفة، غالباً في قوارب متداعية، سعياً للوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا.

أطفال اللاجئين الروهينغا الوافدين حديثاً يظهرون على شاطئ جزيرة سابانغ (أ.ف.ب)

وقال دوفا فضلي مسؤول قرية إي مولي التي وصلت إليها آخر مجموعة من الروهينغا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما جئت، كان لاجئو الروهينغا قد وصلوا إلى الشاطئ».

وأوضح أن «العدد الإجمالي للاجئين هو 139، بينهم أطفال ونساء ورجال بالغون. لم نجرِ تعداداً لهم، بانتظار أن تقوم بذلك جهات معنية أخرى»، مضيفاً أن القارب وصل إلى شواطئ القرية في إقليم آتشيه نحو الساعة 02:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (19:30 ت.غ/ الجمعة).

وصل أكثر من ستة قوارب إلى آتشيه منذ 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، ويتوقع مراقبون وصول المزيد رغم أن بعض السكان المحليين أعادوا قوارب إلى البحر وكثفوا مراقبة الساحل.

وقال فضلي إن اللاجئين الجدد سيُعادون إلى البحر في حال عدم نقلهم إلى مكان آخر، مؤكداً تقديم المساعدة لهم في تلك الأثناء.

وأوضح: «نحن أهالي إي مولي نرفض بشدة وصول اللاجئين الروهينغا»، مضيفاً: «إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء خلال المهلة التي حددناها حتى ظهر اليوم، فسنعيد اللاجئين الروهينغا إلى قاربهم».

وأكد فيصل الرحمن، مسؤول الحماية في مفوضية اللاجئين، أن أكثر من 100 لاجئ وصلوا إلى سابانغ، وأن المسؤولين في طريقهم إلى الجزيرة.

وأضاف: «سننسق الوضع مع الحكومة المحلية».

لاجئون من الروهينغا وصلوا حديثاً على شاطئ جزيرة سابانغ بإقليم آتشيه (أ.ف.ب)

وأظهرت صور ولقطات اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اللاجئين جالسين في صفوف على الشاطئ، يحيط بهم عناصر أمن وسكان محليون.

ويُعتقد أن أكثر من 3500 من الروهينغا حاولوا القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى دول جنوب شرقي آسيا في عام 2022، وفقاً للوكالة الأممية.

ولقي نحو 350 من الروهينغا حتفهم أو فُقدوا العام الماضي في محاولة عبور البحر، بحسب المفوضية.


كوريا الجنوبية تعلن وضع قمرها الاصطناعي الأول للتجسس في مداره

صورة منشورة أتاحتها شركة «سبيس إكس» عبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تُظهر صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» يحمل أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية وهو ينطلق من قاعدة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
صورة منشورة أتاحتها شركة «سبيس إكس» عبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تُظهر صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» يحمل أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية وهو ينطلق من قاعدة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
TT

كوريا الجنوبية تعلن وضع قمرها الاصطناعي الأول للتجسس في مداره

صورة منشورة أتاحتها شركة «سبيس إكس» عبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تُظهر صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» يحمل أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية وهو ينطلق من قاعدة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
صورة منشورة أتاحتها شركة «سبيس إكس» عبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تُظهر صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» يحمل أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية وهو ينطلق من قاعدة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

أكدت كوريا الجنوبية اليوم (السبت) وضع أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري أطلقته أمس (الجمعة) من صاروخ «فالكون 9» من «سبيس إكس» في كاليفورنيا، في مداره.

ويأتي هذا النجاح بعد أقل من أسبوعين من إطلاق بيونغ يانغ قمرها الاصطناعي للاستطلاع العسكري.

وانطلق «فالكون 9» حاملا القمر الاصطناعي من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا الجمعة في الساعة 18:19 بتوقيت غرينتش (10:19 بالتوقيت المحلي 3:19 بتوقيت سيول السبت).

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان أن الانفصال بين الصاروخ والقمر الاصطناعي حدث بعد 11 دقيقة من الإطلاق وأنه وصل إلى مداره، مضيفة «لقد أكدنا الاتصالات مع المراقبة الأرضية»، وفقا لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وتتضمن المهمة أيضاً أقماراً اصطناعية أخرى من عملاء مختلفين.

وقطعت شركة «سبيس إكس» البث المباشر بعيد الإطلاق، دون عرض صور الصاروخ في الفضاء.

ويعني وضع القمر في المدار أن كوريا الجنوبية أصبحت تملك أول قمر اصطناعي لأغراض التجسس بني محليا لمراقبة نشاطات كوريا الشمالية المسلحة نوويا.

وهو قادر على اكتشاف جسم صغير بحجم 30 سنتيمترا، بحسب «يونهاب».

ونقلت «يونهاب» عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله «مع الأخذ في الاعتبار دقتها وقدرتها على مراقبة الأرض... تُعد تكنولوجيا أقمارنا الاصطناعية بين الخمسة الأولى على مستوى العالم».

وتسعى سيول لإطلاق أربعة أقمار اصطناعية إضافية بحلول نهاية العام 2025 لتعزيز قدراتها.

«مراقبة بيونغ يانغ»

وقال تشوي جي - إيل أستاذ الدراسات العسكرية في جامعة سانغجي لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «حتى الآن، كانت كوريا الجنوبية تعتمد بشكل كبير على أقمار التجسس التي تديرها الولايات المتحدة» عندما يتعلق الأمر بمراقبة كوريا الشمالية.

وأضاف أنه في حين أن كوريا الجنوبية «نجحت في إطلاق قمر اصطناعي للاتصالات العسكرية، استغرق إطلاق قمر اصطناعي للتجسس وقتا أطول بسبب العوائق التكنولوجية».

ولكن بعد إطلاق كوريا الشمالية الناجح لقمر تجسس اصطناعي «كان يتعين على حكومة كوريا الجنوبية أن تثبت أيضاً أنها (قادرة) على القيام بذلك».

ومذ أطلقت كوريا الشمالية قمرها «ماليغيونغ - 1» الأسبوع الماضي، قالت بيونغ يانغ إنها تمكنت من مراقبة مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ومع ذلك، لم تنشر أي صور.

هددت كوريا الشمالية السبت بـ«تدمير» أقمار التجسس الأميركية إذا حاولت واشنطن شن «أي هجوم» يستهدف قمرها الاصطناعي الموجود في المدار، وأنها ستعتبر مثل هذه الخطوة بمثابة «إعلان حرب».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية إنه إذا حاولت الولايات المتحدة انتهاك حقوق بلاده الفضائية، فإنها «ستفكر في اتخاذ إجراءات استجابة للدفاع عن النفس لتقويض أو تدمير جدوى أقمار التجسس الأميركية».

ويأتي هذا التصريح بعد أن قالت مسؤولة أميركية إن واشنطن «يمكن أن تحرم الخصم من القدرات الفضائية والفضائية المضادة... باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائل... التي لا رجعة فيها» وأن تقوض «فعالية وفتك القوى المعادية في جميع المجالات».

وكانت تلك المحاولة الثالثة لكوريا الشمالية لوضع قمر اصطناعي عسكري للتجسس في المدار بعد عمليتين فاشلتين في مايو (أيار) وأغسطس (آب).

وأكّدت سيول أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية تقنيا في تلك العملية.

ودان الغرب واليابان وكوريا الجنوبية هذا الإطلاق، كما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.


خلاف كوري شمالي - أميركي في الفضاء

صورة وزعتها الوكالة الكورية الشمالية لمواكبة كيم جونغ أون إطلاق القمر الاصطناعي للتجسس «ماليغيونغ - 1» في 21 نوفمبر (رويترز)
صورة وزعتها الوكالة الكورية الشمالية لمواكبة كيم جونغ أون إطلاق القمر الاصطناعي للتجسس «ماليغيونغ - 1» في 21 نوفمبر (رويترز)
TT

خلاف كوري شمالي - أميركي في الفضاء

صورة وزعتها الوكالة الكورية الشمالية لمواكبة كيم جونغ أون إطلاق القمر الاصطناعي للتجسس «ماليغيونغ - 1» في 21 نوفمبر (رويترز)
صورة وزعتها الوكالة الكورية الشمالية لمواكبة كيم جونغ أون إطلاق القمر الاصطناعي للتجسس «ماليغيونغ - 1» في 21 نوفمبر (رويترز)

هددت كوريا الشمالية، السبت، بـ«تدمير» أقمار التجسس الأميركية إذا حاولت واشنطن شن «أي هجوم» يستهدف قمرها الاصطناعي الموجود في المدار منذ 10 أيام، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية إن الوزارة ستعد مثل هذه الخطوة بمثابة «إعلان حرب»، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية. وجاء البيان بعد تصريح لمسؤولة أميركية قالت إن واشنطن «يمكن أن تحرم الخصم من القدرات الفضائية والفضائية المضادة... باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائل... التي لا رجعة فيها»، في إشارة إلى إطلاق كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً للتجسس بنجاح في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت المتحدثة باسم قيادة الفضاء الأميركية، شيريل كلينكل، لإذاعة «آسيا الحرة» هذا الأسبوع، إن الجيش الأميركي يمكن أن يقوض «فاعلية وفتك القوى المعادية في جميع المجالات».

ولم تتأخر بيونغ يانغ في الرد، مهددة السبت بـ«تدمير» أقمار تجسس أميركية إذا حاولت واشنطن «انتهاك المجالات المشروعة» لكوريا الشمالية، في إشارة إلى برنامجها للأقمار الاصطناعية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية إنه إذا حاولت الولايات المتحدة انتهاك حقوق بلاده الفضائية، فإنها «ستفكر في اتخاذ إجراءات استجابة للدفاع عن النفس لتقويض أو تدمير جدوى أقمار التجسس الأميركية».

وتحظر قرارات الأمم المتحدة كوريا الشمالية من إجراء تجارب باستخدام التكنولوجيا الباليستية، ويقول محللون إن هناك تداخلاً تكنولوجياً كبيراً بين قدرات الإطلاق الفضائية وتطوير الصواريخ الباليستية. ويرى خبراء أن وضع قمر اصطناعي للاستطلاع في المدار من شأنه أن يحسن قدرات كوريا الشمالية على جمع المعلومات الاستخبارية، خصوصاً فوق كوريا الجنوبية، ويوفر بيانات مهمة في أي صراع عسكري.

صورة وزعتها الوكالة الكورية الشمالية لكيم جونغ أون وابنته لدى حضورهما حفل «يوم القوات الجوية» في 1 ديسمبر (د.ب.أ)

ومذ أطلقت كوريا الشمالية قمرها «ماليغيونغ - 1» الأسبوع الماضي، قالت بيونغ يانغ إنها تمكنت من مراقبة مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لكنها لم تنشر أي صور تؤكد هذه المزاعم.

وكانت تلك المحاولة الثالثة لكوريا الشمالية لوضع قمر اصطناعي عسكري للتجسس في المدار بعد عمليتين فاشلتين في مايو (أيار) وأغسطس (آب).

وتقول سيول إن كوريا الشمالية تلقت مساعدة فنية من موسكو، مقابل تزويدها بأسلحة لاستخدامها في الحرب الروسية مع أوكرانيا.

مراقبة بيونغ يانغ

بالتزامن مع التصعيد الكوري الشمالي، أكدت سيول، السبت، وضع أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري أطلقته، الجمعة، من صاروخ «فالكون 9» من «سبايس إكس» في كاليفورنيا، في مداره. وانطلق «فالكون 9» حاملاً القمر الاصطناعي من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا، الجمعة. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان أن الانفصال بين الصاروخ والقمر الاصطناعي حدث بعد 11 دقيقة من الإطلاق، وأنه وصل إلى مداره، مضيفة: «لقد أكدنا الاتصالات مع المراقبة الأرضية».

صورة منشورة أتاحتها شركة «سبيس إكس» عبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تُظهر صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» يحمل أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية وهو ينطلق من قاعدة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

ويعني وضع القمر في المدار أن كوريا الجنوبية أصبحت تملك أول قمر اصطناعي لأغراض التجسس بني محلياً لمراقبة نشاطات كوريا الشمالية المسلحة نووياً، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وهو قادر على اكتشاف جسم صغير بحجم 30 سنتيمتراً، وفق «يونهاب». ونقلت «يونهاب» عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله: «مع الأخذ في الاعتبار دقتها وقدرتها على مراقبة الأرض... تُعد تكنولوجيا أقمارنا الاصطناعية بين الخمس الأولى على مستوى العالم». وتسعى سيول لإطلاق 4 أقمار اصطناعية إضافية بحلول نهاية عام 2025 لتعزيز قدراتها.

احتدام المنافسة

قال تشوي جي - إيل، أستاذ الدراسات العسكرية في جامعة «سانغجي» لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «حتى الآن، كانت كوريا الجنوبية تعتمد بشكل كبير على أقمار التجسس التي تديرها الولايات المتحدة» عندما يتعلق الأمر بمراقبة كوريا الشمالية.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزور مركزاً تابعاً لمديرية تكنولوجيا الفضاء الوطنية الكورية بعد يوم من إطلاق «ماليغيونغ - 1» (أ.ف.ب)

وأضاف أنه في حين أن كوريا الجنوبية «نجحت في إطلاق قمر اصطناعي للاتصالات العسكرية، استغرق إطلاق قمر اصطناعي للتجسس وقتاً أطول بسبب العوائق التكنولوجية». ولكن بعد إطلاق كوريا الشمالية الناجح قمر تجسس اصطناعياً، «كان يتعين على حكومة كوريا الجنوبية أن تثبت أيضاً أنها (قادرة) على القيام بذلك».


إطلاق أول قمر اصطناعي للتجسس لكوريا الجنوبية

الصاروخ «فالكون 9» يحمل القمر الصناعي لكوريا الجنوبية قبل انطلاقه من كاليفورنيا (شركة سبايس إكس)
الصاروخ «فالكون 9» يحمل القمر الصناعي لكوريا الجنوبية قبل انطلاقه من كاليفورنيا (شركة سبايس إكس)
TT

إطلاق أول قمر اصطناعي للتجسس لكوريا الجنوبية

الصاروخ «فالكون 9» يحمل القمر الصناعي لكوريا الجنوبية قبل انطلاقه من كاليفورنيا (شركة سبايس إكس)
الصاروخ «فالكون 9» يحمل القمر الصناعي لكوريا الجنوبية قبل انطلاقه من كاليفورنيا (شركة سبايس إكس)

أطلقت كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري من الولايات المتحدة، وذلك على متن صاروخ من شركة «سبايس إكس». وتأتي عملية الإطلاق هذه بعد أقل من أسبوعين من إطلاق كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً لأغراض التجسس.

وحمل القمر صاروخ «فالكون 9» وانطلق من كاليفورنيا. وإذا وضع بنجاح في المدار، سيصبح أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية، وسيكون قادراً على مراقبة نشاطات بيونغ يانغ المسلحة نووياً.

وتسعى سيول لإطلاق أربعة أقمار اصطناعية إضافية بحلول نهاية عام 2025 لتعزيز قدراتها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويفترض أن يوضع القمر في مدار يتراوح علوه بين 400 و600 كيلومتر، وفقاً لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، وسيكون قادراً على اكتشاف جسم صغير بحجم 30 سنتيمتراً.

ومنذ أطلقت كوريا الشمالية قمرها «ماليغيونغ-1» الأسبوع الماضي، قالت بيونغ يانغ إنها تمكنت من مراقبة مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ومع ذلك لم تنشر أي صور.

وكانت تلك المحاولة الثالثة لكوريا الشمالية لوضع قمر اصطناعي عسكري للتجسس في المدار بعد عمليتين فاشلتين في مايو (أيار) وأغسطس (آب). وأكّدت سيول أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية تقنياً في تلك العملية.


باكستان: هجوم إرهابي مع بدء المحاكم النظر في التماس ترحيل الأفغان

موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
TT

باكستان: هجوم إرهابي مع بدء المحاكم النظر في التماس ترحيل الأفغان

موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)

فيما وُصفت بأنها حملة إرهابية عدوانية متزايدة، قُتل شرطي في مدينة بانو الباكستانية على أيدي مسلحين مجهولين فتحوا النار على تجمع للشرطة. وبانو هي حامية عسكرية تخضع لحراسة مشددة حيث يستحيل شن هجمات إرهابية من هذا النوع من دون حدوث ثغرة أمنية أو عن طريق جماعة إرهابية شديدة العدوانية. وقال مسؤولون إن الإرهابيين هاجموا قوات الشرطة في منطقة بانو شمال غرب باكستان.

استنفار أمني في مدينة بانو بعد تفجير إرهابي (الصحافة المحلية)

وأوضحت مصادر أمنية أن مسلحين يركبون دراجة نارية أطلقوا وابلا من النيران على فرقة للشرطة، ما أسفر عن مقتل أحد رجال الشرطة. وأضافوا أن المسلحين نجحوا في الفرار من الموقع قبل وصول قوات الأمن، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد.

لاجئ أفغاني يحمل طفليه أثناء عودتهم طوعاً بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إسلام آباد (أ.ف.ب)

جدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية تدهورت بدرجة كبيرة في المناطق الحدودية الباكستانية منذ سيطرة «طالبان» على كابُل. ووفقا لتقديرات الحكومة الباكستانية، هاجر أكثر من 600 ألف أفغاني إلى باكستان منذ استيلاء «طالبان» على كابُل. وقال مسؤولون إنه خلال هذه الفترة تورط أفغان في الهجمات الإرهابية في المراكز الحضرية الباكستانية وعلى قوات الأمن الباكستانية على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، بدأت المحكمة العليا في باكستان النظر في التماسات تطالب المحكمة باستصدار أحكام تلزم الحكومة بعدم ترحيل المواطنين الأفغان.

لاجئون أفغان يصلون في شاحنات وسيارات لعبور الحدود الباكستانية - الأفغانية بتشامان في 31 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

وخلال جلسة الاستماع، أشارت القاضية عائشة مالك (أول قاضية في تاريخ باكستان والوحيدة حتى الآن) إلى أن باكستان ملزمة باتفاقيات الأمم المتحدة التي تحمي حقوق اللاجئين.

وجاءت تصريحات القاضية تعليقا على طلب هيئة من ثلاثة أعضاء في المحكمة العليا استصدار قرارات لإبطال قرار الحكومة المؤقتة ترحيل مواطنين أفغان غير شرعيين. وتضم الهيئة أيضا القاضي سردار طارق مسعود، والقاضي يحيى أفريدي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، بدأت الحكومة حملة على مستوى البلاد لترحيل الرعايا الأجانب غير الشرعيين، وغالبيتهم من الأفغان. وفيما أثار القرار انتقادات أفغانستان وعدة دول أخرى، رفض المعنيون في باكستان التزحزح عن القرار، وأصروا على أن هذه الخطوة لا تستهدف مجموعة عرقية بعينها.

ومن بين أكثر من أربعة ملايين أفغاني يعيشون في باكستان، تقدر الحكومة أن 1.7 مليون أفغاني لا يحملون وثائق. وعاد الآلاف من الأفغان إلى ديارهم حتى الآن من خلال معبري تورخام وشامان الحدوديين. في البداية، ادعى أحد مقدمي الالتماس، عضو مجلس الشيوخ السابق عن حزب الشعب الباكستاني فرحات الله بابار، أن الحكومة المؤقتة لم تكن مخولة بترحيل المواطنين الأفغان غير الشرعيين. وأشار إلى أن الأفغان الذين يجري ترحيلهم قد تقدموا بالفعل بطلبات للجوء السياسي. وقالت الحكومة الباكستانية مرارا إنها لن ترحل الأفغان الذين يخشون الانتقام من نظام «طالبان» بسبب انتمائهم العرقي أو بسبب ارتباطهم بحكومة الرئيس السابق أشرف غني.

الصورة الملتقطة في 23 نوفمبر 2023 تظهر لاجئين أفغاناً يصعدون على شاحنة بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ناوشيرا (أ.ف.ب)

جدير بالذكر أن الحكومة الباكستانية غاضبة بدرجة كبيرة من نظام «طالبان» بعد أن رفض اتخاذ إجراءات ضد عناصر «طالبان الباكستانية» المختبئة في البلدات والمدن الحدودية المتاخمة لأفغانستان. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، دخل نحو 600 ألف أفغاني إلى باكستان بشكل غير قانوني بعد سيطرة «طالبان» على كابل خوفا على حياتهم، بعضهم يحمل تأشيرات صالحة، واستقر عدد محدود منهم في إسلام آباد، خلال العامين الماضيين.

وبات من السهل ملاحظة هذه العائلات الأفغانية في مدينة إسلام آباد نظرا لأزيائهم التقليدية المميزة. وتبحث شرطة إسلام آباد بدأب عن أفغان يقيمون في إسلام آباد والمناطق المجاورة لها بصورة غير شرعية، وتتحفظ الشرطة على رعايا أجانب يقيمون في البلد دون وثائق هوية في «مراكز احتجاز» تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم.

وقد أنشئت هذه المراكز في روالبندي بإسلام آباد. وأقدمت شرطة إسلام آباد على هدم أكثر من 800 منزل في الأحياء الفقيرة، بناها «مهاجرون غير شرعيين» كانوا يقيمون في ضواحي العاصمة لأكثر من 10 سنوات.

وزعم مسؤولو شرطة إسلام آباد أنهم قاموا بترحيل أكثر من 100 عائلة إلى أفغانستان من خلال معبر تورخام قبل بضعة أيام. وقد تم التحفظ على هذه العائلات في مبان مدرسة محلية لبضعة أيام، ولم يسمح لوسائل الإعلام بالتواصل مع هذه العائلات الأفغانية. وقال مسؤول: «هؤلاء هم أفغان دخلوا البلاد بشكل غير قانوني».

الصورة الملتقطة في 23 نوفمبر 2023 تظهر لاجئين أفغاناً على شاحنة بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ناوشيرا (أ.ف.ب)

وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الباكستانية أن الأفغان الذين يحملون تأشيرات صالحة وغيرها من الوثائق ليس لديهم ما يخشونه، مؤكدا أن «غالبية اللاجئين الأفغان الذين يحملون بطاقات تسجيل لن يتم طردهم على الإطلاق». وقال المسؤول: «من يحملون وثائق لا يتم طردهم. كذلك هناك فئة مستضعفة من الأفغان، منهم الأقليات التي تخشى العودة ومواجهة بعض القضايا في بلادهم، هذه الفئة سنعتمد نهجا أكثر مرونة معها».

جدير بالذكر أن الحكومة الباكستانية تعرضت لانتقادات لاذعة من المجتمع الدولي ونظام «طالبان» في كابُل بسبب اعتزامها إعادة جميع الأفغان غير الشرعيين إلى أفغانستان. ووصف المتحدث باسم «طالبان» خطط الحكومة الباكستانية بأنها غير عادلة وقاسية.

وناشد متحدث باسم الأمم المتحدة الحكومة الباكستانية إعادة النظر في خطتها لأن الإعادة القسرية قد تؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة في أفغانستان حيث لا توجد مرافق لاستقبال مثل هذه الأعداد الضخمة من الأفغان إلى بلدهم الأم. ومع ذلك رفضت الحكومة الباكستانية كل الانتقادات، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بالوش، خلال مؤتمر صحافي الخميس: «السياسة واضحة للغاية. سيعاد الأشخاص غير الشرعيين الذين لا يملكون وثائق قانونية، والذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم». وأضافت: «في هذه المرحلة، لا يوجد إعادة نظر في السياسة. لقد ناقشنا هذه الخطة مع السلطات الأفغانية، وناقشنا معهم تفاصيلها، وما بعد هذه الخطة، ولماذا نقوم بها، وكيف سننفذها». حذرت الأمم المتحدة من أنه في غياب المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة، قد تؤدي عملية الإعادة إلى كارثة إنسانية مروعة، نظرا لأن «أكثر من 60 بالمائة من الوافدين من الأطفال»، حسب وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في بيان رسمي. وحذرت الوكالة من أن «حالتهم يائسة، حيث سافر الكثيرون لعدة أيام، وليس من الواضح موعد عودتهم بعد أن تقطعت بهم السبل على الحدود».

جدير بالذكر أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في باكستان، دانيال إندريس، قام بزيارة لمعبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان للقاء الوافدين الجدد وتقييم الوضع هناك.

ومنذ ذلك الحين عاد أكثر من 200 ألف شخص إلى أفغانستان. وأقامت «طالبان» مخيمات مؤقتة على جانبها من الحدود لتوفير المأوى الفوري والغذاء والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للعائلات العائدة.


مقتل 7 أشخاص على الأقل بهجوم في ولاية هرات الأفغانية

سكان محليون أفادوا بأن من بين القتلى أربع نساء ورجلي دين في هرات بأفغانستان (أرشيفية - أ.ب)
سكان محليون أفادوا بأن من بين القتلى أربع نساء ورجلي دين في هرات بأفغانستان (أرشيفية - أ.ب)
TT

مقتل 7 أشخاص على الأقل بهجوم في ولاية هرات الأفغانية

سكان محليون أفادوا بأن من بين القتلى أربع نساء ورجلي دين في هرات بأفغانستان (أرشيفية - أ.ب)
سكان محليون أفادوا بأن من بين القتلى أربع نساء ورجلي دين في هرات بأفغانستان (أرشيفية - أ.ب)

قتل سبعة أشخاص على الأقل، اليوم الجمعة، عندما فتح مسلحون مجهولون النار على عربة ريكشا تقل رجلَي دين شيعيَين في غرب أفغانستان، وفق ما أفاد مسؤول وسكان محليون.

وقال المسؤول في دائرة الاستخبارات في هرات، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهجوم وقع في منطقة كورا ميلي في المدينة، مضيفاً أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب آخر.

وأفاد سكان بأن من بين القتلى أربع نساء ورجلي دين. وأوضح أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية: «كانوا عائدين إلى منازلهم في عربة ثلاثية العجلات... عندما استهدفهم مسلحون مجهولون بإطلاق النار عليهم». وتابع: «كان رجلا دين شيعيّان هدف الهجوم على الأرجح».

وتراجع العنف بشكل كبير منذ أن استولت «طالبان» على السلطة في أغسطس (آب) 2021، لكنّ عدداً من المجموعات المسلحة ما زالت تشكّل تهديداً.


لا اثر لـ7 مفقودين بعد تحطم طائرة عسكرية أميركية قبالة اليابان

في يمين الصورة جسم يُعتقد أنه يعود إلى الطائرة العسكرية الأميركية «V-22 Osprey» التي تحطمت في البحر... يطفو الجسم بجوار قارب صيد بالبحر قبالة جزيرة ياكوشيما غرب اليابان في 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
في يمين الصورة جسم يُعتقد أنه يعود إلى الطائرة العسكرية الأميركية «V-22 Osprey» التي تحطمت في البحر... يطفو الجسم بجوار قارب صيد بالبحر قبالة جزيرة ياكوشيما غرب اليابان في 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

لا اثر لـ7 مفقودين بعد تحطم طائرة عسكرية أميركية قبالة اليابان

في يمين الصورة جسم يُعتقد أنه يعود إلى الطائرة العسكرية الأميركية «V-22 Osprey» التي تحطمت في البحر... يطفو الجسم بجوار قارب صيد بالبحر قبالة جزيرة ياكوشيما غرب اليابان في 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
في يمين الصورة جسم يُعتقد أنه يعود إلى الطائرة العسكرية الأميركية «V-22 Osprey» التي تحطمت في البحر... يطفو الجسم بجوار قارب صيد بالبحر قبالة جزيرة ياكوشيما غرب اليابان في 30 نوفمبر 2023 (رويترز)

أعلن خفر السواحل في اليابان، ليل الخميس، عدم رصد أي مؤشرات بعد بشأن سبعة من أفراد القوات الجوية الأميركية فُقد أثرهم عند تحطم طائرة عسكرية أميركية من طراز «في-22 أوسبري» (V-22 Osprey) الأربعاء قرب جزيرة ياكوشيما في جنوب اليابان.

وعُثر على شخص فاقد للوعي في البحر وأُعلنت وفاته في وقت لاحق بعد تحطم الطائرة الأربعاء، ولكن لم يتم العثور على أي من السبعة الآخرين الذين كانوا فيها كذلك، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال خفر السواحل في بيان بعد أكثر من 24 ساعة على الحادث: «لم يتم الحصول على أي أدلة تتعلق بالأشخاص المفقودين».

وقال البيان: إن فرق الإنقاذ أجرت عملية بحث غوص الخميس بعدما رصد السونار جسماً تحت الماء «ولكن تم العثور على صخور فقط في قاع البحر»، مضيفاً أن العملية ستتواصل الجمعة.

وتحطّمت الطائرة وعلى متنها ثمانية أشخاص الأربعاء. وقال وزير الدفاع الياباني إنه طلب من القوات الأميركية في البلاد تعليق رحلات طائرات «أوسبري» عقب الحادث المميت.

وكانت قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأميركية أكدت أن الطائرة كانت في «مهمة تدريب روتينية» خارج قاعدة يوكوتا الجوية في اليابان، وأن «سبب الحادث غير معروف حالياً».

وأظهرت صور نشرها خفر السواحل ما يبدو أنه طوف نجاة أصفر اللون منقلب، وغيره من الحطام في المياه قبالة ياكوشيما. وأظهرت صور أخرى في وقت لاحق ما بدا أنها أجزاء من الطائرة.

وأوضح مسؤول في إدارة الطوارئ في دائرة كاغوشيما لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الشرطة تلقت بلاغاً بأن المحرك الأيسر لطائرة من طراز (أوسبري) كان مشتعلاً».

ونقلت قناة «إن إتش كاي» اليابانية عن شاهدة قولها: «رأيت (أوسبري) تحلّق نحو مطار ياكوشيما، قبل أن تبدأ بالدوران (حول نفسها) مرة أو مرتين. بعد ذلك، انطفأ الضوء البرتقالي... ولم تكد تمرّ عشر ثوانٍ حتى سقطت في المحيط».

وتقع جزيرة ياكوشيما جنوب جزيرة كيوشو في أقصى جنوب اليابان.

وشاركت في عملية البحث الكبيرة الخميس ست سفن وطائرتان، بالإضافة إلى الشرطة ورجال الإنقاذ المحليين.

سلسلة حوادث

طائرة «أوسبري» (العُقاب النّساري بالإنجليزية) - التي هي من طراز الطائرة الأميركية التي تحطمت قرب اليابان - قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، ولها أجنحة متحركة يمكن توجيهها لأعلى لمنحها قدرة المروحية في المناورة أو إلى الأمام للتحليق أفقياً كطائرة عادية.

وتتولى هذه الطائرة مهام، أبرزها النقل، وهي من الأبرز في أسطول قوات البحرية ومشاة البحرية «المارينز».

ويأتي هذا الحادث بعد تحطّم طائرة عسكرية أخرى من طراز «أوسبري» في شمال أستراليا في أغسطس (آب)؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر مشاة البحرية الأميركية من بين 23 شخصاً كانوا على متنها.

وتحطمت طائرة بوينغ «إم في-22ب أوسبري» في جزيرة ميلفيل شمال داروين خلال تدريب عسكري للقوات المحلية.

واجه سجلّها في مجال السلامة الملاحية أسئلة عدة في ظل تعدد الحوادث التي تعرضت لها خلال الأعوام الماضية.

ففي أبريل (نيسان) 2000، قضى 19 عنصراً من مشاة البحرية «المارينز» في تحطم طائرة من هذا الطراز خلال مهمة تدريب في ولاية أريزونا الأميركية.

كما قضى ثلاثة «مارينز» في 2017 لدى تحطّم طائرة «أوسبري» بعد احتكاكها بمؤخرة سفينة نقل لدى محاولتها الهبوط على منصة بحرية عائمة قبالة السواحل الشمالية لأستراليا.

وطلب وزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا، الخميس، من الجيش الأميركي تعليق الرحلات الجوية مرة أخرى بعد الحادث الأخير.

وجاء طلب كيهارا قبل لقاء مع قائد القوات الأميركية في اليابان ريكي ان روب. وأكد أن اليابان طلبت من القوات الأميركية وقف رحلات هذه الطائرات لحين «التأكد من سلامتها، باستثناء عمليات البحث والإنقاذ».

ولم يعلق الجيش الأميركي الذي ينشر نحو 54 ألف جندي في اليابان، على طلب تعليق الرحلات بعد.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، إيقاف الجيش الياباني بالفعل رحلات طائراته من طراز «أوسبري» «لحين التأكد من سلامتها»، مبدياً أسفه وتعازيه للحادث.


إسلام آباد تطالب بتسليم زعيم حركة «طالبان الباكستانية» المختبئ في أفغانستان

زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور (تويتر)
زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور (تويتر)
TT

إسلام آباد تطالب بتسليم زعيم حركة «طالبان الباكستانية» المختبئ في أفغانستان

زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور (تويتر)
زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور (تويتر)

طلبت باكستان من حكومة حركة «طالبان» في كابل تسليم زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور إلى حكومة إسلام آباد، بعد أن اتهم الجيش الباكستاني ذلك القائد العسكري بتدبير هجوم انتحاري على قافلة عسكرية في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية.

وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني (يمين) يتحدث مع النائب الأول لرئيس الوزراء الأفغاني بالإنابة عبد الغني بارادار (يسار) أثناء حضورهما حفل تخرج أفراد الأمن الأفغان المعينين حديثًا في أكاديمية الشرطة بكابل في 5 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

وجرى استدعاء رئيس البعثة الدبلوماسية الأفغانية في إسلام آباد إلى وزارة الخارجية، وتسليمه طلباً خطياً بتسليم حاجي غول باهادور على الفور. وكان باهادور يختبئ في المدن الحدودية لأفغانستان منذ عام 2017. وحاجي غول بهادور هو زعيم فصيل خاص من حركة «طالبان» الباكستانية فرَّ إلى أفغانستان بعد أن بدأ الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد المتشددين في شمال وزيرستان عام 2017.

رجال أمن باكستانيون على طول طريق موكب حداد محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان (إ.ب.أ)

ولقي مدنيان حتفهما بينما أُصيب 10 آخرون، بينهم 3 من أفراد قوات الأمن، في هجوم انتحاري بمنطقة باكا خيل في بانو، حسبما ذكرت وكالة العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية يوم الاثنين الماضي.

وأضاف الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني أن انتحارياً يقود دراجة نارية ينتمي إلى مجموعة غول بهادور، وتم تحديد هويته لاحقاً بأنه أفغاني الجنسية، استهدف قافلة لقوات الأمن. وباكستان لا تعترف بحكومة «طالبان» في كابل، وبالتالي لا يوجد لدى «طالبان» سفير في إسلام آباد.

صفورة بيبي تعرض صور ابنها محمد رحيم وهو أحد آخر الأفغان المحتجزين في مركز الاعتقال الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا حيث تدعو إلى إطلاق سراحه خلال مؤتمر صحافي عُقِد في منزلها بكابل الأربعاء (رويترز)

ومع ذلك، تحافظ حركة «طالبان» على وجود دبلوماسي في العاصمة الباكستانية. وهناك تم استدعاء ممثل من السفارة إلى وزارة الخارجية، وتسليمه طلب التسليم. كان لحاجي غول بهادور قاعدة في شمال وزيرستان، حيث كان يستضيف العرب الأفغان وكذلك الجماعات الانفصالية الصينية.

وكانت مجموعته على خلاف مع الهيئة الرئيسية لحركة «طالبان الباكستانية»، بسبب النزاعات القبلية. وكان هذا بصورة ملحوظة، هو التفجير الانتحاري السادس عشر في عام 2023، الذي نفَّذه مواطن أفغاني مرتبط بمجموعة مسلحة باكستانية. وكانت الحكومة الباكستانية قد أمرت بترحيل جميع المواطنين الأفغان غير الشرعيين المقيمين على الأراضي الباكستانية منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وقال مسؤولون باكستانيون إن باكستان طالبت بإجراء «تحقيق كامل في هجوم بانو واتخاذ إجراءات صارمة ضد الجناة والمحرِّضين».

استنفار أمني في موقع تفجير انتحاري استهدف مواطنين صينيين في كراتشي أبريل الماضي (إ.ب.أ)

كما طالبت باكستان باتخاذ «إجراءات يمكن التحقق منها» ضد جميع الجماعات الإرهابية وملاذاتها، وفقاً لما ذكرته المصادر المسؤولة. ورغم المطالبات المتكررة، كانت حركة «طالبان» الأفغانية مترددة في تحييد حركة «طالبان الباكستانية». ولكن ما حدث بدلاً من ذلك هو أن حكومة «طالبان الأفغانية» ما زالت تدفع في اتجاه إحياء المحادثات بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان الباكستانية». وقد طلبت «طالبان» مؤخراً من باكستان اقتراح بدائل لمعالجة مشكلة «طالبان الباكستانية». والسبب وراء تردد حركة «طالبان الأفغانية» في اتخاذ إجراءات ضد حركة «طالبان الباكستانية» ينبع من ارتباطها الطويل بالجماعة الإرهابية.


كابل أكثر أماناً وقتامة في ظل نظام «طالبان»

صورة ملتقطة في 21 نوفمبر 2023 تظهر الركاب وهم يشقون طريقهم عبر حركة المرور في العاصمة كابل... لقد تغيرت شوارع العاصمة الأفغانية منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021 (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 21 نوفمبر 2023 تظهر الركاب وهم يشقون طريقهم عبر حركة المرور في العاصمة كابل... لقد تغيرت شوارع العاصمة الأفغانية منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021 (أ.ف.ب)
TT

كابل أكثر أماناً وقتامة في ظل نظام «طالبان»

صورة ملتقطة في 21 نوفمبر 2023 تظهر الركاب وهم يشقون طريقهم عبر حركة المرور في العاصمة كابل... لقد تغيرت شوارع العاصمة الأفغانية منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021 (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 21 نوفمبر 2023 تظهر الركاب وهم يشقون طريقهم عبر حركة المرور في العاصمة كابل... لقد تغيرت شوارع العاصمة الأفغانية منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021 (أ.ف.ب)

«تغيّرت شوارع كابل التي أصبحت أكثر نظافة وأماناً، لكنها أيضاً أكثر قتامة، منذ عودة حركة (طالبان) إلى السلطة في العاصمة الأفغانية»، على حد قول البلدية والسكان.

يقول نعمة الله باراكزاي، المستشار البلدي للشؤون الثقافية، إن كابل المزدحمة والشديدة التلوث والآمنة للغاية «كانت في البداية قادرة على استيعاب 500 ألف نسمة، لكنها تضم ما يقارب 7 ملايين نسمة».

منذ الاستيلاء على كابل في هجوم خاطف في أغسطس (آب) 2021، أعطت «طالبان» الأولوية للنظافة والأمن.

وصرح أمين كريم، المهندس المعماري الحضري والمستشار السابق للرئيس السابق أشرف غني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بأنهم بذلوا «جهداً واضحاً لتنظيف الشوارع وجمع النفايات المنزلية وصرف المياه العادمة».

لكن الأمن «أهم إنجازاتهم». وقال مازحاً: «الذين كانوا سبباً لانعدام الأمن أصبحوا الآن مسؤولين عن ضمان الأمن!».

في إحدى أسواق العاصمة، يقول خليل الله بائع التفاح (21 عاماً)، إنه يستطيع الآن «الذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل حتى في وقت متأخر».

وتنتشر في كابل 62 ألفاً من كاميرات المراقبة. تقول وزارة الداخلية إن هدفها «منع الجرائم». ويرى عديد من سكان كابل أن هدفها مراقبتهم.

تقول راميشا، وهي رسامة تبلغ من العمر 26 عاماً التقاها فريق «وكالة الصحافة الفرنسية» في غرب كابل، إنها تشعر بالارتياح لأنها لم تعد تخشى التعرّض «للسرقة أو الخطف أو الهجمات».

في هذه الصورة الملتقطة في 20 نوفمبر 2023 تظهر المركبات وهي تشق طريقها عبر ساحة وزير أكبر خان في كابل (أ.ف.ب)

ولإحباط هجمات الجهاديين في تنظيم «داعش»، تركت حركة «طالبان» نقاط التفتيش التي كانت في السابق تمنع هجماته.

بعد عامين لا تزال عديد من مناطق كابل «محصنة»، وللوصول إليها يجب عبور الكتل الخرسانية والحواجز والرجال الملثمين والمسلحين.

مليون زهرة

كما أعاد زعماء الإمارة لسكان كابل كيلومترات من الشوارع التي أغلقها النافذون في النظام السابق من أمراء حرب ووزراء ونواب. يقول باراكزاي: «أُعيد فتح أكثر من مائة شارع كانت مغلقة أمام حركة المرور».

يقف مسؤول بلدي عند مفترق طرق في «المنطقة الخضراء»، ويشير إلى الجادة التي دمر فيها منزل ابنة رئيس سابق.

خلال عامين تم بناء أكثر من 100 كيلومتر من الطرقات أو الشوارع في كابل. امتلأت خزينة العاصمة بعد أن استردّت البلدية الضرائب العقارية، وبمفعول رجعي. وهو أمر جديد في كابل التي كان الفساد منتشراً فيها.

أطفال أفغان يلعبون كرة القدم في ملعب شامان حزوري في كابل... الأربعاء (أ.ف.ب)

وتعمل إدارة «طالبان» أيضاً على زرع الأشجار في المدينة التي يغطيها الغبار. في الحديقة العامة المعاد تطويرها في منطقة شهر ناو، تتحدى مروج خضراء الجفاف القاحل. وستنمو مليون زهرة تحت بيوت بلاستيكية ستزرع لاحقاً في الربيع في العاصمة.

كانت الحدائق العامة محظورة على النساء، وحدهم الرجال يرتادونها ويجلسون تحت أشجار الصنوبر، على مرمى حجر من شارع تقوم فيه حفارات بهدم صالونات التجميل التي أُغلقت بشكل تعسفي في يوليو (تموز).

كما أدى «تنظيف» كابل إلى إفراغ شوارعها من آلاف مدمني المخدرات.

ازدحام خانق

لكن الازدحام الخانق، كما التلوث، يشكّل تحدياً أكثر تعقيداً.

عند المنفذ الشمالي لكابل، يمر مسنٌّ على حصان قرب حفارات تعمل على شقّ طريق سريعة بطول 4 كيلومترات بجوار أحياء فقيرة على سفح جبل. وهُدم مائة منزل في المشروع الذي تبلغ تكلفته 4.9 مليون يورو لأول محور من 6 جادات؛ لتسهيل الدخول والخروج من كابل. وخلال عامين، تم إنشاء 24 دواراً لتنظيم حركة المرور. ويؤكد باراكزاي: «لا تزال لدينا مشكلات مرورية، لكننا سنتمكّن من حلها. لدينا رؤية استراتيجية على مدى 10 سنوات». وأمام مدرسة «الاستقلال» الفرنسية العريقة التي درس فيها ملك وأمراء حرب، هناك ازدحام خانق مع التلوث الناجم عن ذلك.

نعمة الله باراكزاي المستشار البلدي للشؤون الثقافية خلال حديثه مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الخميس الذي أشار فيه إلى أن العاصمة الأفغانية كانت في البداية قادرة على استيعاب 500 ألف نسمة لكنها تضم ما يقارب 7 ملايين (أ.ف.ب)

مدينة ذكورية

لقد تغيّر الجو في العاصمة بشكل كبير. فقدت كابل ألوانها عندما فُرض على النساء ارتداء العباءة، التي غالباً ما تكون سوداء. ومساءً تكون الشوارع مظلمة ومقفرة، وكأن العاصمة تعيش تحت حظر للتجول.

يستذكر أمين كريم: «في السابق بعد ظهر أيام الخميس والجمعة، حتى وقت متأخر، كان وسط المدينة يعج بالحشود. كانت المطاعم ممتلئة، وكنا نسمع الموسيقى في كل مكان».

بالنسبة إلى حُميرة، وهي موظفة تبلغ من العمر 29 عاماً، قبل حظرها «كانت الموسيقى نشاطاً ترفيهياً ممتعاً». وتضيف: «لا يزال الأشخاص يستمعون إلى الموسيقى في السيارة. ويغلقونها عند نقاط التفتيش».

رجل أفغاني يصنع المكانس في متجر بيع بالجملة في منطقة سوق كابل في 27 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

وترى أن «ملابس النساء تغيّرت كثيراً». وتضيف مع ذلك أنها تشعر «بأمان أكبر»؛ لأنها لم تعد «تتعرّض للتحرش في الشارع». ومع استبعادهن من التعليم الثانوي والجامعي وكذلك من سوق العمل، قلما توجد النساء في كابل في الشارع. ويقول أمين كريم: «أصبحت العاصمة مدينة ذكورية بامتياز».

وتقول الرسامة راميشا: «لم يعد بإمكاننا الذهاب إلى حدائق بابور، وحديقة الحيوانات في كابل، ومتنزهات أخرى». وتقول لكن «الحزن الذي يظهر على وجه امرأة أو رجل يأتي من الصعوبات الاقتصادية»، موضحة أن معدلات البطالة ارتفعت بشكل كبير وانتشر الفقر في العاصمة.