«داعش» يصل إلى الهند.. ويستهدف الفتيات

خضعن لـ«دورات تدريبية» عبر الإنترنت لإخفاء تطرّفهن والحفاظ على الهدوء

«داعش» يصل إلى الهند.. ويستهدف الفتيات
TT

«داعش» يصل إلى الهند.. ويستهدف الفتيات

«داعش» يصل إلى الهند.. ويستهدف الفتيات

يعمل تنظيم داعش على نصب فخاخ للإيقاع بفتيات هنديات صغيرات، في وقت نجحت فيه الوكالات الأمنية الهندية في إحباط محاولة سفر أربع فتيات للانضمام إلى التنظيم.
وفي حادثة وقعت مؤخرًا، احتجزت قوات الأمن الهندية ابنة كولونيل سابق بالجيش الهندي يعيش بقلب العاصمة الهندية دلهي، بسبب ارتباطها المزعوم بـ«داعش». وكانت الفتاة التي جرت الإشارة إليها باسم شيفاني، بعد حجب اسمها الحقيقي، قد تخرجت في جامعة دلهي، وتنتمي للديانة الهندوسية. إلا أنها كانت تستعد لاعتناق الإسلام والسفر إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك. وقد انتبه والدها إلى نشاطاتها المثيرة للريبة، وأبلغ بها السلطات الأمنية.
وجاء اكتشاف أمر الفتاة بعدما اطلع والدها بالصدفة على بعض الاتصالات عبر شبكة الإنترنت على صلة بـ«داعش» على جهاز الكومبيوتر الخاص بها، بالإضافة إلى وثائق سفر تكشف أن الفتاة، وهي في أوائل العشرينات من عمرها، كانت تخطط للسفر إلى سوريا عن طريق أستراليا.
وكشفت التحقيقات معها أنها تحولت إلى الفكر المتشدد أثناء إقامتها طيلة ثلاث سنوات في أستراليا أثناء إجرائها دراسات عليا. وتجري حاليًا جهود لاجتذابها بعيدًا عن هذا الفكر المتطرّف.
من ناحية أخرى، تتمثل واحدة من أغرب الحالات في ساليمة ذات الـ17 عامًا (جرى تغيير اسمها للحفاظ على سلامتها)، التي تنتمي لأسرة مسلمة. وكانت ساليمة قد لفتت انتباه أفراد وحدة مكافحة الإرهاب، الذين اقتحموا منزلها في بونه بغرب الهند، بينما كانت هي مدركة تمامًا للسبب وراء ذلك. وعندما سألها الضباط عما إذا كانت تعرف سبب بحثهم عنها، أجابت: «لأنني أبعث بدعوات يومية إلى «داعش»». في المقابل، شعر أفراد أسرتها بصدمة بالغة حال معرفتهم ذلك.
وعن هذا، قال عم الفتاة: «لم نتمكن من استيعاب الأمر في البداية، عندما دخلت الشرطة منزلنا وشرحوا لنا سبب وجودهم فيه. ولم يكن لدينا أي علم بأنها واقعة تحت هذا التأثير السلبي. إننا مسلمون، لكن لدينا أفكار صحيحة عن الإسلام. لقد علمنا ابنة أخي في مدرسة جيدة، وكانت طالبة جيدة».
ومع ذلك، عاينت الأسرة على مدار الأشهر الأربعة الأخيرة تطرف ابنتهم بشكل تدريجي، حيث توقفت عن ارتداء «الملابس الغربية» التي كانت تعشقها من قبل. وتدريجيًا، أصبحت أفكارها بخصوص الإسلام أكثر تطرفا، ما تجلى في الكثير من المناقشات التي كانت تثيرها حول الدين. إلا أن أفراد أسرتها افترضوا أن هذا برمته جزء من الاستكشافات التي يقوم بها المراهقون عادة في الميدان الديني، ولم يرد بخاطرهم قط أنها تعرضت لغسل مخ وجندت من قبل متطرفين من جماعة تابعة لـ«داعش».
وذكر ضابط من وحدة مكافحة الإرهاب أن الفتاة تلقت تدريبًا على إخفاء تطرّفها من أهلها والحفاظ على هدوءها وعدم الخوف من الشرطة عبر الإنترنت. وكانت تأمل في العمل ممرضة داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش»، أو تنفيذ تفجير انتحاري.
وقالت الفتاة إن من تولوا الاتصال بها وعدوها بمساعدتها على السفر إلى سوريا خلال عام 2017، وبما أنهم يكن لديها جواز سفر، طلبوا منها الحصول على واحد في أقرب وقت ممكن. وأضافت أنها لم تناقش خططها سوى مع هؤلاء الأشخاص.
من ناحية أخرى، توصل محققون إلى أن شخصا يدعى سراج الدين، وهو مهندس ميكانيكي يعمل لدى شركة النفط الهندية ومقيم بمدينة جايبور، يعمل لحساب «داعش» لاستقطاب مجندين هنديين للتنظيم. واعترف سراج الدين بنشاطه، واعتقلته الشرطة بتهمة نشر دعايات مؤيدة للتنظيم. وأفاد مسؤولون أمنيون أنه تولى إدارة «وكالة الخلافة للأنباء»، وهي نشرة إخبارية مؤيدة لـ«داعش». ونجح سراج الدين في تشكيل مجموعات مغلقة مؤيدة لـ«داعش» من المتعاطفين معها، بينهم ساليمة وفتاة أخرى في الـ19 من عمرها تدعى زارينا (اسم مستعار)، من مدينة حيدر آباد بجنوب البلاد، إلى جانب آخرين من ماهارشترا وكشمير وكارناتاكا عبر موقع «فيسبوك» وخدمة «واتساب»، وعمل على نشر أخبار نشاطات «داعش» عبر الإنترنت ومحاولة استقطاب شباب جدد.
من جهتها، وقعت زارينا في فخ الفكر المتطرّف عبر الإنترنت، وتأثرت بشدة بنشاطات «داعش». وكانت على اتصال مستمر مع الكثير من المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي. وكشف سراج الدين أن اتصالاته بالفتيات بدأت كمحاولة للتعرف وتكوين صداقة عادية، وأنه كلف من قيادات في «داعش» بتوجيه الفتيات نحو الانضمام للتنظيم بعد التأكد من عمق اقتناعهن بفكر «داعش».
وأشارت الشرطة إلى أن سراج الدين اعترف بأنه والفتيات، خاصة ساليمة، شاركوا في «نقاشات افتراضية حول القتال» وأبدوا «اهتمامًا عميقًا» تجاه بعضهم البعض. وتحدثوا عن كل شيء، بدءا من «أدوات القتال المشروعة»، وصولاً إلى «التفسيرات المتنوعة لـ(الجهاد)» في الفقه الإسلامي.
وقال أحد المحققين إنه جرى احتجاز سراج الدين في وقت «كان على وشك التحول لواحد من الذئاب المنفردة». جدير بالذكر أن مصطلح «الذئب المنفرد» يشير إلى الإرهابي الذي يتورط في أعمال عنف في محاولة لتأييد جماعة أو حركة أو آيديولوجية ما، لكنه يعمل بمفرده، خارج أي هيكل قيادة ومن دون أي دعم مادي من الجماعة المعنية.
وضبطت الشرطة بحوزته أعدادًا من مجلة «دابق» الإلكترونية الصادرة عن «داعش» وصورا ومقاطع فيديو.
ومن بين الحوادث الأخرى اللافتة في هذا الصدد هو عندما سافرت فتاة هندية لا تتجاوز الـ19 من عمرها إلى تركيا عبر قطر للقتال في صفوف «داعش»، لكنها غير رأيها وعادت لوالديها. وقال رئيس شرطة حيدر آباد، ماهندر ريدي في تصريحات صحافية إن الفتاة «وقعت تحت تأثير سيدة أخرى كانت تقيم معها. وذهبا معًا إلى تركيا، لكنها غيرت رأيها بعد معاينة الأوضاع هناك».
حاليًا، تخضع الفتيات المذكورة أعلاه لبرنامج إعادة تأهيل لاجتذابهن بعيدًا عن الفكر المتطرّف بمعاونة أفراد من أسرهن، وقيادات دينية تتعاون بصورة كاملة مع الشرطة. وعن هذا، قال أحد المحققين رفيعي المستوى المعنيين بنشاطات «داعش» داخل الهند: «نستعين برجال دين مسلمين للحديث إليهن بخصوص حقيقة تعاليم القرآن والإسلام».
وتبعًا لما ذكره مسؤولون من وحدة مكافحة الإرهاب، فإن الإرهابيين المشتبه بهم كشفوا أن زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، يتولى تدريب شباب هنديين كي ينفذوا تفجيرات انتحارية. وأجرى البغدادي هذه الدورات التدريبية عبر الإنترنت من خلال خاصية «فيديو كونفرانس» من خلال «سكايب» أو أي برامج أخرى لمكالمات الفيديو، وأن كثيرا من المشتركين هم من الفتيات الصغيرات. كما أفاد مسؤول استخباراتي بأنه كانت هناك محاولات عدة لاستقطاب فتيات هنديات من قبل التنظيم.
ويبقى التساؤل: ما السر وراء انجذاب الكثير من المراهقين الهنود إلى مصيدة «داعش»؟ والملاحظ في الحالات سالفة الذكر أن الإنترنت شكل عنصرًا مشتركًا كأداة تجنيد. ومن خلال الإنترنت، نشر «داعش» مقاطع فيديو اجتذبت الكثيرين إليه ممن يصدقون من دون تفكير كل ما يطرح عبر الإنترنت، ورأوا في التنظيم الخلاص الوحيد للإسلام.
جدير بالذكر أنه منذ بضعة أشهر، جرى ترحيل واحدة من القائمين على عمليات التجنيد لحساب «داعش»، أفسهان جابين، وهي سيدة هندية تبلغ من العمر 38 عامًا، من أبوظبي إلى الهند، وهي الآن محتجزة لدى الشرطة. وقد لعبت جابين دورًا محوريًا في اجتذاب الكثير من الشباب الهندي للقتال في صفوف «داعش».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.