الكوني: معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا من أولويات حكومة السراج

تونس تدعم حكومة التوافق وتشترط إشراف منظمة الأمم المتحدة

الكوني: معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا من أولويات حكومة السراج
TT

الكوني: معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا من أولويات حكومة السراج

الكوني: معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا من أولويات حكومة السراج

قال موسى الكوني، نائب رئيس الوزراء، إن معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا تعد من أبرز أولويات حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج.
وأضاف - خلال اجتماع في تونس لكبار الموظفين في منظمات دولية ومؤسسات مالية في تونس لبحث الدعم الدولي وبمشاركة ممثلين عن أربعين دولة من العالم و15 مؤسسة مالية ومنظمة إقليمية على غرار البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي - أن الدعم الشعبي الذي لقيه المجلس الرئاسي عند دخوله إلى العاصمة طرابلس لن يتواصل في حال لم تقدر الحكومة على إيجاد حلول للأزمات السياسية والأمنية الاقتصادية والإنسانية التي تعرفها ليبيا.
وأشرف على تنظيم هذا الاجتماع كل من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وسفارة المملكة المتحدة في ليبيا، مع الإقامة المؤقتة في تونس بحضور أربعين دولة عربية وغربية. وأشار الكوني إلى أن الحكومة الليبية مطالبة بتوفير خدمات إنسانية ضرورية، خصوصا فيما يتعلق بالسيولة المالية والكهرباء والعلاج لكل الليبيين. وقال إن «البنى التحتية تضررت كثيرا خلال سنوات النزاع الماضية، وكل هذه المشاريع تتطلب تمويلات ضخمة».
وتعهدت الدول الكبرى بالاعتراف بشرعية حكومة فائز السراج، وحصر التعامل معها وتقديم الدعم المالي لها، والنظر في مساندتها عسكريا في مواجهة تنظيم داعش المتربص بها. وخلال هذا الاجتماع، أكد الليبي علي الزعتري، منسق الشؤون الإنسانية، أن الخطوات الإنسانية والتنموية تعرف تطورا إيجابيا، داعيا المجتمعين إلى التأكيد على أهمية معالجة الوضع الإنساني المتردي.
ومن الجانب الأوروبي، قال ممثل الحكومة البريطانية إنه من المهم أن تتخذ حكومات الوفاق الوطني خطوات لتقديم الخدمات الأساسية إلى الليبيين، وعبر عن دعم بريطانيا للحكومة الليبية المطالبة بتثبيت أقدامها وتجاوز الصراعات وإنهاء النزاعات. وشدد على ضرورة أن تكون وعود المساعدة والدعم مفتوحة وشفافة، لضمان التنسيق بين الدول الداعمة.
وفي السياق ذاته، أعلن خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، اجتماع كبار الموظفين حول الدعم الدولي لليبيا وتمسك تونس بموقفها الداعم للحل التوافقي في ليبيا، من أجل إنهاء الأزمة عبر مساندة المجلس الرئاسي الليبي في مهامه المتمثلة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا وإنهاء معاناة الشعب الليبي.
ودعا الجهيناوي إلى أن يكون دعم ليبيا في المستقبل بإشراف أممي فحسب، وجدد تمسك تونس برفض الحل العسكري لإنهاء الأزمة في ليبيا. وقال في الاجتماع، الذي عرف مشاركة ممثلين عن 15 مؤسسة مالية ومنظمة إقليمية ودولية متخصصة، إن حكومة التوافق الليبي باتت تحظى بدعم دولي وإقليمي قوي، وهي تسعى جاهدة لإعادة الأوضاع في ليبيا إلى طبيعتها ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية الجسيمة.
وكانت تساؤلات عدة قد سبقت هذا الاجتماع حول ما إذا كان سياسيا أم اقتصاديا، وإن كان موجها في المقام الأول إلى دعم الاستقرار في ليبيا أم البحث المبكر في قضايا إعادة إعمار ليبيا.
ولمح الجهيناوي في الكلمة التي ألقاها، أمس، إلى ضرورة الاتفاق على تنسيق الدعم الدولي للمؤسسات الاقتصادية في ليبيا، ودعا الجهات المانحة دولا كانت أو منظمات إلى إيصال هذه المساعدات بصفة مباشرة إلى حكومة التوافق الليبية.
وبشأن إعادة إعمار ليبيا، قال التونسي رافع الطبيب، المختص في الشأن الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن تكلفة إعادة إعمار ليبيا لا تقل عن سبعين مليار دولار، أي نحو مائة وأربعين ألف مليون دينار تونسي، ويشمل مخطّط إعادة الإعمار المؤسسات التعليمية والصحية والبنى التحتية.
ويتطلع المجتمع الدولي إلى استقرار حكومة السراج بشكل كامل في العاصمة الليبية طرابلس، لمساندتها في مواجهة خطر تمدد تنظيم داعش في ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية نحو أوروبا المجاورة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.