مسؤول أميركي: استقرار المغرب ومناخه المشجع يجذب مستثمرينا

80 مجموعة اقتصادية تحضر المنتدى المشترك للأعمال بالرباط

مباركة بوعيدة الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية
مباركة بوعيدة الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية
TT

مسؤول أميركي: استقرار المغرب ومناخه المشجع يجذب مستثمرينا

مباركة بوعيدة الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية
مباركة بوعيدة الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية

قال ماركوس غادوت، مساعد وزير التجارة والصناعة الأميركي، إن استقرار المغرب وموقعه الاستراتيجي وسياسته في تشجيع الاستثمار الأجنبي من بين العوامل الرئيسية التي حفزت الشركات الأميركية لاختياره قبلة للاستثمار.
وأوضح المسؤول الأميركي، الذي ترأس إلى جانب مباركة بوعيدة، الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية، أمس الثلاثاء، وفدا يضم 80 مجموعة اقتصادية أميركية في الدورة الثالثة لمنتدى الأعمال الأميركي - المغربي المنعقد في مقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط، أن بلاده عازمة على الرفع من مستوى التبادل الاقتصادي القائم بين البلدين، مشيرا إلى أنه - وفي ظرف وجيز - تمكن المغرب من جلب 150 مقاولة أميركية للاستثمار فيه، وهو الرقم الذي يعمل الجانبان على رفعه، خاصة في ظل مناخ الأعمال المشجع الذي يعرفه المغرب.
وقال غادوت إنه بفضل الإصلاحات الجديرة بالثناء، الجارية تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، فإن «المغرب يفرض نفسه قطبًا للاستقرار في منطقة شمال أفريقيا التي تعاني الاضطرابات». وأشار المسؤول الأميركي إلى أن هذه الدينامية المتميزة ما فتئت تؤتي ثمارها، خاصة في مجال تعزيز النمو الاقتصادي والبنيات التحتية.
وتابع قائلا إن «الدليل على ذلك هو تسجيل نمو بثلاثة أضعاف في حجم التبادل التجاري بين المغرب والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يرجع الفضل فيه ليس فقط إلى اتفاقية التبادل الحر التي دخلت حيز التنفيذ في سنة 2006، ولكن لحزمة الإصلاحات الجريئة التي انخرطت فيها المملكة المغربية منذ ما يقرب عقدين من الزمن».
وبعد أن أشار إلى الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمغرب، وهو ما يعكس الثقة في المؤهلات التي تتوفر عليها، قال المسؤول الأميركي إن الشركات الأميركية العديدة التي استقرت بالمغرب ساهمت في إحداث أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وأضاف أن «المغرب وضع أصبعه على قطاعي الطاقة وتصنيع السيارات، وهما القطاعان اللذان تعد أميركا رائدة فيهما».
ودعا ماركوس المقاولات المشاركة في المنتدى إلى بلورة الاتفاقيات المبرمة بين البلدين واستغلال الموقع الاستراتيجي للمملكة المغربية بوصفها بوابة القارة السمراء. مشيرا إلى أهمية العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة، التي وصفها بـ«الآمنة»، مبرزا الآثار الكبيرة للمغرب على أفريقيا.
وفي ختام مداخلته، عبر المسؤول الأميركي عن رغبة الشركات الأميركية للاستثمار بالمغرب في مجال سلامة البنية التحتية للمطارات والموانئ والسكك الحديدية.
من جانبها، دعت مباركة بوعيدة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية المغربية - الأميركية، والرفع من مستوى التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يتعدى 0.04 في المائة. وأبرزت بوعيدة الفرص العديدة التي تتيحها المملكة المغربية للمستثمرين والمقاولات الأميركية، كأرضية رئيسية نحو أهم الأسواق العالمية.
بدوره، قال ديفيد حمود، رئيس غرفة التجارة العربية – الأميركية، إنه «في الوقت الذي يتصف فيه مناخ الأعمال على المستوى الدولي بالصعوبة وعدم الاستقرار، يبرز المغرب بفضل العديد من المزايا التي تمكنه من أن يصبح منصة ذات مصداقية وجاذبية للمستثمرين الأجانب».
وأوضح المسؤول أن قرب المغرب من أوروبا وموقعها الجغرافي الفريد بالمنطقة واتفاقيات التجارة الحرة «الجيدة» التي تربطه بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى، والبيئة السياسية «المستقرة جدا» كلها مزايا تتمتع بها البلاد، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على يد عاملة مؤهلة ومكونة «تكوينا عاليا».
وأوضح حمود أن المملكة تقدم فرصا «هائلة» للأعمال والاستثمار، وهو ما تدل عليه قصص النجاح التي عاشتها عديد من الشركات المتعددة الجنسيات المستقرة في المغرب، التي عرفت أنشطتها نموا متزايدا.
وأبرز متدخلون في الدورة الثالثة للمنتدى، الفرص التي تتيحها المملكة المغربية للمستثمرين والمقاولات الأميركية بوصفها أرضية نحو أهم الأسواق العالمية.
ويهدف منتدى الولايات المتحدة - المغرب للتجارة والاستثمار، الذي تنتهي أعماله اليوم الأربعاء، الذي يندرج في إطار الحوار الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن، إلى دعم المنتجات المغربية وتطوير الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات والشراكات بين المقاولات بالبلدين.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».