الأمم المتحدة تنجح في إسقاط مساعدات غذائية على دير الزور عن طريق الجو

المرة الأولى التي تصل فيها المساعدات للمدينة المحاصرة منذ مارس 2014

الأمم المتحدة تنجح في إسقاط مساعدات غذائية على دير الزور عن طريق الجو
TT

الأمم المتحدة تنجح في إسقاط مساعدات غذائية على دير الزور عن طريق الجو

الأمم المتحدة تنجح في إسقاط مساعدات غذائية على دير الزور عن طريق الجو

أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن برنامج الأغذية العالمي التابع لها، استطاع اليوم تسليم المساعدات عن طريق الجو «للجياع المحاصرين في مدينة دير الزور، وهي منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش».
وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج إلى الأجزاء المحاصرة للمدينة منذ مارس (آذار) 2014. بما مجموعه 20 ألف طن من الإمدادات الغذائية العاجلة. وتحتوي أساسا على الفول والحمص والأرز، ما يكفي لإطعام 2500 شخص لمدة شهر واحد.
وقال البرنامج في بيان صحافي إنه ومن أصل 26 منصة محملة بالغذاء، وهي منصات تعلق بمظلات مرتفعة، تم جمع 22 منها من قبل الهلال الأحمر العربي السوري، شريك برنامج الأغذية العالمي في المدينة. ويعمل البرنامج على معرفة ما حدث للمنصات الأربع الأخرى.
ويعيش أكثر من مائتي ألف شخص تحت الحصار في دير الزور منذ مارس 2014 وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وقد تم الإبلاغ عن نقص حاد في الغذاء. ويعمل البرنامج بشكل وثيق مع الشركاء من أجل تنظيم توزيع المواد الغذائية على الأرض والتي ينبغي أن تتم على الفور بعد كل إنـزال، حيث من المقرر أن يتم إنزال جوي في الأيام المقبلة لتلبية الاحتياجات الغذائية والإنسانية الأخرى للسكان المحاصرين.
وقال البيان إن الطائرة «أقلعت من مطار ماركا في الأردن»، مضيفا، أن عمليات الإنزال الجوي هي دائما الملاذ الأخير كون الوصول إلى المحاصرين عبر البر هو أسهل وأكثر الطرق فعالية من حيث توصيل المواد الغذائية.
وكانت الأمم المتحدة قامت في 24 فبراير (شباط) الماضي من أول عملية إنزال جوي على ارتفاعات عالية من أي وقت مضى، وقامت بإسقاط 21 طنا من المساعدات الغذائية على دير الزور، إلا أن بعض المشاكل التقنية أصابت بعض المنصات مما أدى إلى عدم سقوطها في منطقة الهبوط المقررة وتضررت وفشلت المظلات كي تعمل بشكل صحيح.
وبحسب بيان الأمم المتحدة، فإن برنامج الأغذية العالمي يقدم شهريا الغذاء لأكثر من 4 ملايين شخص، ولا تزال «قلقة للغاية بشأن معاناة جميع السوريين الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء البلاد».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.