الأحمر: سنعمل ما بوسعنا لإيقاف نزيف الدم اليمني

البكري: على الانقلابيين الجنوح للسلم

الأحمر: سنعمل ما بوسعنا لإيقاف نزيف الدم اليمني
TT

الأحمر: سنعمل ما بوسعنا لإيقاف نزيف الدم اليمني

الأحمر: سنعمل ما بوسعنا لإيقاف نزيف الدم اليمني

أكدت الحكومة اليمنية على مضيها في استعادة الدولة وبسط الأمن والسلام والاستقرار في كل محافظة يمنية، سواء عبر مفاوضات السلام أو عبر سلاح الجيش والمقاومة الشعبية، وأكد أمس الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، «حرص الحكومة الشرعية على بذل ما بوسعها من أجل إحلال السلام، ووقف نزيف الدم اليمني والأرواح التي تزهقها الميليشيا الانقلابية بشكل شبه يومي».
واستعرض الأحمر في لقائه مع السفيرة باتينا موشايت، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، ما تعانيه البلاد من آثار سلبية جراء انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح على الشرعية؛ بسبب انقلابها على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، أبرزها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وخصوصا القرار 2216.
وفي غضون ذلك قال لـ«الشرق الأوسط» نايف البكري، وزير الشباب والرياضة، إن «الحكومة الشرعية لديها مسؤولية وطنية تجاه شعبها نحو هدف واضح ومحدد، وهو استعادة الدولة وبسط الأمن والاستقرار، وإطلاق سراح المختطفين وإنهاء حكم العصابات والمليشيات التي عاثت في الأرض الفساد والدمار».
وقال البكري الذي كان قائدا للمقاومة الشعبية ومحافظ عدن، إن «المليشيات الانقلابية لن تلتزم بأي اتفاق لوقف إطلاق النار، وترفض حتى اليوم الإعلان عن التزامها للقرارات الدولية، وترفض تسليم السلاح أو الانسحاب من العاصمة صنعاء وتسليم مؤسسات الدولة»، مضيفا: «على الرغم من ذلك، فإن الحكومة الشرعية ستذهب إلى الكويت من أجل شعبها ومن أجل الاستجابة لنداء السلام، والبحث عن حلول لبسط الاستقرار وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية».
وأوضح أن على الانقلابيين الاستجابة لنداء السلام ووقف الحرب وتسليم السلاح والامتثال للشرعية والقرارات الدولية، وقال نأمل أن يحكموا عقولهم ويجنحوا للسلم، وإلا فإن الحكومة قد حددت خيارها من قبل لاستعادة الدولة عبر خيار السلام أو عبر الجيش الوطني والمقاومة.
وشدد الوزير البكري على أنه مقتنع أن الانقلابيين لن يلتزموا بالهدنة أو اتفاق السلام، ولن يقدموا بوادر للسلم أو حسن النية، بل إننا نقول دائما إن المقاومة والجيش الوطني ستبسط سيطرتها في كل شبر من الوطن وسينتهي الانقلاب عاجلا أو آجلا، مشيرا إلى أن الانقلابيين لو جنحوا للسلم فإن الحكومة مستعدة لذلك، لكن ما هو على الأرض يخالف ما يعلنون عنه للمبعوث الأممي.
ويؤكد اللواء محسن علي خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي للجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط» أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس هادي ونائبه والحكومة، وضعوا الكرة الآن في ملعب الانقلابيين وبيدهم إثبات صدق النوايا وحسن النية في التزامهم بطريق السلام.
وذكر أن على الحوثيين وحليفهم صالح أن يذهبوا إلى الكويت من أجل إنهاء انقلابهم، والالتزام بالمرجعيات الوطنية من مخرجات مؤتمر الحوار، والالتزام بالمبادرة الخليجية والقرارات الدولية أيضًا.
وأكد خصروف أن «الجيش الوطني على أهبة الاستعداد في حال خرق المتمردين للهدنة بعد الإعلان عنها، ولن يقف مكتوف الأيدي»، وقال: «سيرد الجيش الصاع صاعين يعرف الانقلابيين جيدا أنهم في الخروقات السابقة كانوا هم الخاسرين وتلقوا هزائم مذلة، وسيراقب الجيش تحركاتهم كل لحظة».
وحول طلب الحوثيين وصالح إيقاف طائرات التحالف العربي عن الأجواء اليمنية، قال اللواء خصروف: «إن ذلك لن يحدث؛ حيث إنه من الطبيعي أن تكون الطائرات موجودة لمراقبة تحركاتهم وطلب الانقلابيين ذلك يكشف نواياهم في استغلال الهدنة لنقل القطاعات العسكرية للجبهات وتقوية صفوفهم فيها، وبالتالي فإننا نقول لهم إن هذه التحركات سيتم التعامل معها بقوة».



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.