نواب لـ «الشرق الأوسط»: الحفاوة بخادم الحرمين داخل البرلمان لم يلقها أي زعيم

قالوا إن الملك سلمان تحدث بفطرة العروبة وإخلاص ولم يكن مُتكلفًا في كلمته.. و{أحسسنا بحبه فور دخوله القاعة}

جانب من متابعة أعضاء مجلس النواب المصري  خطاب خادم الحرمين الشريفين في القاعة الرئيسية للمجلس (تصوير: بندر الجلعود)
جانب من متابعة أعضاء مجلس النواب المصري خطاب خادم الحرمين الشريفين في القاعة الرئيسية للمجلس (تصوير: بندر الجلعود)
TT

نواب لـ «الشرق الأوسط»: الحفاوة بخادم الحرمين داخل البرلمان لم يلقها أي زعيم

جانب من متابعة أعضاء مجلس النواب المصري  خطاب خادم الحرمين الشريفين في القاعة الرئيسية للمجلس (تصوير: بندر الجلعود)
جانب من متابعة أعضاء مجلس النواب المصري خطاب خادم الحرمين الشريفين في القاعة الرئيسية للمجلس (تصوير: بندر الجلعود)

أبدى نواب في البرلمان المصري ترحيبا كبيرا وتأييدا لكل ما جاء في الكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مجلس النواب أمس، مؤكدين أن «الكلمة خرجت طبيعية ومُحددة، ولم تكن مُطولة..»، مشيرين إلى أن الملك أتى بكثير من الكلمات والمعاني التي ينبغي أن يكون عليها حال الأمة العربية والإسلامية، لتحقيق التقدم والرقي لجميع الشعوب.
وقال النواب إن «الملك سلمان بفطرة العروبة تحدث بإخلاص، ولم يكن متكلفا في كلمته». وأضاف النواب الذين تحدثوا مع «الشرق الأوسط» أمس أن «الحفاوة التي غمرت الملك سلمان داخل البرلمان، لم يلقها أي زعيم عربي أو أجنبي زار البرلمان المصري.. أحسسنا عند دخوله للبرلمان بأن خادم الحرمين قريب من قلوب الجميع»، لافتين إلى أنه «لأول مرة يأتي زعيم عربي للبرلمان، ويجهز له النواب أكثر من قصيدة شعر، تقديرا لشخصه الكريم ودوره الكبير في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية».
واستقبل نواب البرلمان المصري، الملك سلمان بن عبد العزيز بتصفيق حاد غير مسبوق، وهتف بعض النواب فور دخول خادم الحرمين البرلمان، قائلين «مصر كُلها تُحييك».. و«مصر والسعودية أيد واحدة».. و«مرحب مرحب بيك.. النواب بيحييك». واستمر تصفيق نواب البرلمان نحو دقيقتين، خلال وقوف خادم الحرمين الشريفين إلى جوار رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال على المنصة، ولم يجلسا إلا بعد انتهاء النواب من التصفيق. وتم تخصيص الصفوف الأولى من القاعة للوفد السعودي المرافق للملك.. وكان في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين على سلم البرلمان رئيس المجلس والوكيلان.
وقال الدكتور أسامة العبد عضو مجلس النواب، إن «البرلمان رحب ترحيبا كبيرا وحارا من القلوب قبل الأيادي تحية وإجلالا للملك سلمان»، لافتا إلى أن الملك سلمان بفطرة العروبة تحدث بإخلاص، ولم يكن متكلفا في كلمته التاريخية أمام العالم، نظرا للعلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين الكبيرين المملكة العربية السعودية ومصر.
وأضاف العبد، وهو رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن «خادم الحرمين الشريفين كان موفقا بشكل فاق الوصف في كلمته، التي أوضحت العلاقات بين المملكة ومصر لأنهما جناحا الأمة العربية.. نستطيع من خلال هذين الجناحين أن نتقدم، وأن يكون لدينا صوت مسموع في العالم أجمع، فضلا عن تحقيق التقدم السياسي والاجتماعي».
وسرد النائب العبد تفاصيل دخول الملك سلمان بن عبد العزيز قاعة مجلس النواب قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «عند دخوله قاعة البرلمان أحسست بأن المصريين والنواب باعتبارهم ممثلين عن المصريين يحبون خادم الحرمين من قلوبهم بفطرتهم، من دون أي إملاءات من أحد؛ لكن حبا وإخلاصا لهذا الملك الكبير، بغية تحقيق الاتحاد والتعاون بين مصر والسعودية».
وأثنى العبد على كلمة الملك سلمان قائلا «خرجت طبيعية منه، وكان يتحدث بحميمية وود مثل ما يتحدث أهل مصر مع بعضهم البعض»، لافتا إلى أن «كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت في وقت محدد ولم تكن مُطولة.. أتى بكثير من المعاني والكلمات، التي ينبغي أن يكون عليها حال الأمة العربية والإسلامية، لتحقيق التقدم والرقي لجميع الشعوب العربية والإسلامية».
بدوره أضاف أشرف رشاد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «مستقبل وطن»، والقائم بأعمال رئيس الحزب، أن «كلمة خادم الحرمين شملت جميع الجوانب التي ينبغي الحديث عنها، وتناولت محاور مهمة حددها النائب رشاد في ثلاث نقاط هي، إنشاء جسر بري وهذا كان حلما؛ لكنه وصل لمرحلة التنفيذ الآن، وهذا الجسر سيساعد في تنشيط حركة التجارة والسياحة الدينية، كما أن العلاقات المصرية السعودية ستسهم في زيادة دور مصر الإقليمي، وفي المنطقة العربية من الناحية السياسة والاقتصادية، فضلا عن إقامة منطقة تجارية في سيناء وهي التي سيكون لها دور كبير في القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف، بالإضافة إلى إنشاء قوى عربية مُشتركة، وهي التي كانت مسار الحديث طول الأشهر الماضية في جميع اللقاءات العربية المختلفة».
وأضاف النائب رشاد لـ«الشرق الأوسط» أن حديث خادم الحرمين الشريفين في البرلمان المصري «جاء في وقته ليقطع الألسنة بأن هناك توترا بين البلدين؛ ليظهر أمام العالم أن مصر والسعودية يد واحدة وقوة واحدة، تتربعان على الأمة العربية»، لافتا إلى أن «الحفاوة التي غمرت الملك سلمان داخل البرلمان لم يلقها أي زعيم عربي أو أجنبي دخل البرلمان».. وكان جميع النواب يهتفون للملك بكل حب وود وإحساس.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن «الحضور من ضيوف المملكة العربية السعودية الذين كانوا في البرلمان أمس، شعروا أن الملك سلمان بن عبد العزيز كان بين نوابه في البرلمان السعودي وليس البرلمان المصري.. لما لذلك من دلالة على الحب بين المصريين والسعوديين».
من جهته، قال الدكتور أيمن أبو العلا عضو مجلس النواب عن حزب الأكثرية «المصريين الأحرار»، إن كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز في البرلمان جاءت قوية وواضحة، وتؤكد قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن وحدة مصر والسعودية لها أثر كبير في توحد الأمة العربية تحت لواء واحد.
وأضاف أبو العلا في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس، أن كلمة الملك سلمان أكدت عمق العلاقات بين البلدين.. وأن مصر والسعودية بينهما علاقات تاريخية يعلمها الجميع، مشيرا إلى أن وصف خادم الحرمين الشريفين بأن مصر الدولة الشقيقة في العمل والتنمية والبناء يقطع الطريق على ألسنة المشككين في العلاقات المصرية السعودية، لافتا إلى أن زيارة الملك سلمان لمصر غيرت من خريطة الشرق الأوسط مؤخرا.
في غضون ذلك، أكدت النائبة مارغريت عازر، عضو المكتب السياسي لـ«دعم مصر» وهو ائتلاف الأغلبية في البرلمان، أن «استقبال الملك سلمان في البرلمان لهو دليل قاطع على أن ملك السعودية له معزة خاصة وكبيرة في مصر.. فالحفاوة بالملك سلمان كانت كبيرة جدا، وكلمته كلها ود وحب واحترام»، مضيفة: إن الحب الذي ظهر في كلمة الملك سلمان للمصريين من البرلمان أكد العلاقات القوية بين البلدين، التي تتميز بالحب والمتانة منذ نشأتها.. فالشعب المصري والسعودي هما جناحا الأمان للعالم العربي.
وقالت النائبة عازر لـ«الشرق الأوسط» إن «الملك سلمان بن عبد العزيز جاء للشعب المصري وليس للبرلمان»، موضحة أنه «كان يخاطب المصريين في كل ربوع مصر وليس النواب»، لافتة إلى أن قاعة مجلس النواب كلها صفقت أكثر من 4 دقائق متواصلة.. وكلمته كان يعقبها دائما هتافات.. ولأول مرة يأتي زعيم للبرلمان المصري، ويحضر له النواب أكثر من قصيدة شعر، تقديرا لشخصه الكريم.
وأوضحت النائبة أن «كلمة الملك سلمان جاءت مُلمة بكل الأزمات التي تحيط بالعالم العربي والإسلامي والوضع الحالي في العالم، خاصة في مُحاربة الإرهاب والتطرف، فضلا عن الحديث عن مستقبل البلدين من خلال توقيع استثمارات جديدة، تُحقق المزيد من التنمية للبلدين».
وتلا ممدوح مقلد عضو مجلس النواب قصيدة شعر، مدح بها خادم الحرمين الشريفين، خلال إلقاء الملك سلمان كلمته أمام مجلس النواب، ثم تلا النائب سلامة الرقيعي قصيدة أخرى يمدح بها أيضا خادم الحرمين الشريفين، وسط تصفيق حار من النواب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.