برلمان طبرق: سنمنح الثقة لحكومة الوفاق خلال أسابيع

إجلاء عاملين بحقول النفط إثر تهديدات مسلحين

برلمان طبرق: سنمنح الثقة لحكومة الوفاق خلال أسابيع
TT

برلمان طبرق: سنمنح الثقة لحكومة الوفاق خلال أسابيع

برلمان طبرق: سنمنح الثقة لحكومة الوفاق خلال أسابيع

أعلن رئيس مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا عقيلة صالح، اليوم (الأحد)، أن المجلس سيجتمع «خلال الأسابيع القادمة» لمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني التي انتقلت بالفعل إلى العاصمة طرابلس، وبدأت بترسيخ سلطتها.
وقال صالح للصحافيين، عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في القاهرة، إنه أطلع الأخير على «المساعي المبذولة حاليا لعقد جلسة لمجلس النواب» الذي يتخذ من طبرق، في شرق ليبيا، مقرا له «خلال الأسابيع المقبلة للنظر في تعديل الإعلان الدستوري، ومنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني» التي يترأسها فايز السراج.
كان الاتحاد الأوروبي قد فرض، في 31 مارس (آذار) الماضي، عقوبات تتضمن «حظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي، وتجميد أصول داخل الاتحاد الأوروبي»، على ثلاثة مسؤولين ليبيين بسبب «عرقلتهم» عمل حكومة الوفاق الوطني، ومن بينهم عقيلة صالح.
واستهدفت هذه العقوبات أيضًا رئيس برلمان طرابلس غير المعترف به نوري أبو سهمين، ورئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل.
وسيبدأ تنفيذ العقوبات مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، الجمعة.
وينص الاتفاق السياسي الموقع في ديسمبر (كانون الأول)، برعاية الأمم المتحدة، على أن عمل «حكومة الوفاق الوطني» يبدأ مع نيلها ثقة مجلس النواب المعترف به دوليا، ومقره مدينة طبرق، شرق ليبيا.
لكن حكومة الوفاق الوطني أعلنت الشهر الماضي بدء عملها استنادا إلى بيان تأييد وقعه مائة نائب من 198، بعد فشلها في الحصول على الثقة تحت قبة مجلس النواب، إثر محاولات متكررة انتهت بالعجز عن الوصول إلى النصاب القانوني لعقد الجلسات.
وكانت هذه الحكومة قد حظيت بدعم دولي كبير قبل ولادتها، مع استعجال المجتمع الدولي التعامل مع حكومة توحد السلطتين المتنازعتين على الحكم، أي البرلمان في طبرق وحكومة طرابلس، في مواجهة خطر تمدد تنظيم داعش المتطرف في ليبيا.
من جهة أخرى، قال مسؤولون في قطاعي النفط والأمن إنه جرى إجلاء العاملين عن ثلاثة حقول نفطية في شرق ليبيا بسبب مخاوف من شن مسلحي تنظيم داعش هجمات، ولكن الإنتاج لم يتأثر لأن الحقول مغلقة بالفعل.
وقد شن مسلحو التنظيم هجمات متفرقة على حقول ومرافئ النفط في ليبيا في الشهور الأخيرة، حيث ألحقوا أضرارا بالمنشآت، ولكن لم يسيطروا عليها.
وعلى عكس سوريا والعراق، لم يسيطر مسلحو التنظيم المتطرف على حقول النفط قط، ولكن يخشى المسؤولون أن يحدث ذلك مستقبلا، فضلا عن الخسائر المادية والبشرية الحالية.
وقال محمد المنفي، المسؤول النفطي في شرق ليبيا، إنه تم إخلاء حقل الوفاء بالكامل، كما جرى إخلاء حقلي نفط تيبستي والبيضاء جزئيا، بعد أن حذرت قوات الأمن من هجمات محتملة.
وأبلغ مصدر أمني «رويترز» أن مقاتلين موالين لـ«داعش» يحتشدون في النوفلية، وهي بلدة تقع بين معقل جماعات متشددة ليبية في سرت وميناءي السدر وراس لانوف النفطيين.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قتل خمسة من حرس المنشآت النفطية في هجوم يشتبه أنه من تنفيذ مسلحي تنظيم داعش علي حقل البيضاء الواقع على بعد 250 كيلومترا جنوب السدر وراس لانوف.
وهبط إنتاج ليبيا من النفط بشدة في السنوات الأخيرة بسبب خلافات عمالية، وهجمات المتشددين، والصراع بين السكان المحليين وفصائل مسلحة.
ويقل إنتاج ليبيا من النفط حاليا عن خمس ما كان عليه قبل انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي، والذي كان يبلغ 6.1 مليون برميل يوميا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.