الرئيس التونسي يحتفل بعيد الشهداء وسط غضب المعارضة

أعلن في حركة رمزية منطقة بن قردان عاصمة للبلاد

الرئيس التونسي يحتفل بعيد الشهداء وسط غضب المعارضة
TT

الرئيس التونسي يحتفل بعيد الشهداء وسط غضب المعارضة

الرئيس التونسي يحتفل بعيد الشهداء وسط غضب المعارضة

توجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس، إلى مدينة بن قردان، واحتفل مع سكانها بعيد الشهداء، الذي يوافق التاسع من أبريل (نيسان) من كل سنة، كما زار السبسي المناطق التي تعرضت للهجوم المسلح، وخاصة المقرات الأمنية والعسكرية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة التونسية.
وكانت بن قردان، بداية الشهر الماضي، مسرحا لهجوم مسلح قاده إرهابيون بايعوا «داعش»، في محاولة للاستيلاء على المدينة؛ مما أدى إلى مقتل 55 إرهابيا، واعتقال 25 آخرين، ومقتل نحو 20 تونسيا بين مدنيين وعسكريين وعناصر أمنية.
وانتقدت أحزاب سياسية في المعارضة هذه الزيارة الرمزية، التي يقصد من ورائها الرئيس التونسي تكريم القوات العسكرية والأمنية وأهالي الجهة، الذين استبسلوا في طرد الإرهابيين، وقالت إنها جاءت متأخرة للغاية مقارنة بتوقيت الأحداث الإرهابية الدامية التي عرفتها المدينة طوال أيام متتالية؛ مما حولها إلى ساحة قتال حقيقي.
وقال الباجي موجها كلامه إلى خصومه السياسيين السابقين، وعلى رأسهم المنصف المرزوقي الذي كان منافسه في الانتخابات الرئاسية الماضية، إن «الصائدين في الماء العكر الذين يدعون أن الجنوب منفصل على الشمال واهمون» على حد تعبيره.
ولتبرير زيارته إلى مدينة بن قردان دون غيرها من المدن الأخرى التي كانت مسرحا لهجمات إرهابية على غرار سوسة والقصرين والعاصمة التونسية، قال الباجي إن زيارته إلى بن قردان تأتي في إطار إحياء ذكرى شهداء 9 أبريل، وإحياء ذكرى شهداء الوطن بمنطقة بن قردان، الذين سقطوا دفاعا عن تونس في السابع من مارس (آذار) الماضي، وأكد أمام حشد كبير من سكان المدينة أن الزيارة رسالة إلى جميع دول العالم حتى يفهموا أن بن قردان وتونس شيء واحد، وأن مدينة بن قردان لها حق على الدولة التونسية في مجالي التنمية والتشغيل.
وفي حركة يغلب عليها الطابع الرمزي، أعلن رئيس الجمهورية منطقة بن قردان عاصمة لتونس، ودعا سكان المنطقة إلى أن يكونوا وجه تونس بالنسبة إلى الجارة ليبيا، مؤكدا أن جميع المشروعات التي اتخذتها الحكومة لمدينة بن قردان، وخصوصا منها منطقة التبادل التجاري الحر بين تونس وليبيا، سيتم تنفيذها خلال هذه السنة على الرغم مما تتطلبه من وقت وتكاليف مادية كبيرة مهمة.
وقبل يوم واحد من زيارة الرئيس إلى مدينة بن قردان، احتج عدد من تجار المدينة نتيجة توقف نشاطهم التجاري منذ فترة، ومنعوا شاحنات ليبية محملة ببضائع تونسية من بلوغ معبر رأس جدير للتوجه إلى ليبيا المجاورة. وقال عدد من المحتجين إن منع تدفق السلع إلى ليبيا يأتي بسبب مواصلة الجانب الليبي منع التجار التونسيين من الدخول إلى ليبيا، رغم انتهاء الأشغال بالمعبر الحدودي برأس جدير من الجانب الليبي، مؤكدين أن تحركهم الاجتماعي السلمي يتضمن رسائل ضغط، سواء على الحكومة التونسية أو الأطراف الليبية، للمطالبة بالمعاملة بالمثل، ورفعوا شعار «إما أن يعمل الجميع أو أن يتوقف الجميع»، علما بأن معظم عائلات مدينة بن قردان، البالغ عدد سكانها نحو 70 ألف ساكن، يعيشون من دخل التجارة الصغيرة مع الجانب الليبي. كما طالب تجار المدينة بإيجاد حل عاجل لمشكلات التجارة البينية عبر معبر رأس جدير حتى تتمكن من العودة إلى نسقها الطبيعي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.