القضاء اللبناني يباشر تحقيقاته مع 7 أستراليين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

والدتهما الأسترالية تتمسّك باستعادتهما

القضاء اللبناني يباشر تحقيقاته مع 7 أستراليين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»
TT

القضاء اللبناني يباشر تحقيقاته مع 7 أستراليين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

القضاء اللبناني يباشر تحقيقاته مع 7 أستراليين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

من المقرر أن تنهي الأجهزة الأمنية تحقيقاتها مع سبعة أستراليين ولبنانيين اثنين، مشتبه بهم بالاشتراك في عملية خطف الطفلين لاهالا ونوح الأمين أثناء انتقالهما من منزل والدهما إلى مدرستهما في منطقة الحدث (شرقي بيروت) صباح أول من أمس الخميس، وتحيلهم على النيابة العامة في جبل لبنان لملاحقتهم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، سيتسلّم الموقوفين مع الملف اليوم، ويطلع على مضمون محاضر التحقيقات وفي ضوئها يدعي على المتورطين، بجرم الخطف وحجز الحرية ومحاولة تهريب الطفلين إلى خارج لبنان خلافًا لإرادة والدهما.
وكشف مصدر قضائي متابع للتحقيقات الأولية لـ«الشرق الأوسط»، أن فصيلة الحدث في قوى الأمن الداخلي أنهت مبدئيًا التحقيقات الأولية التي حرت بإشراف مباشر من القاضي كلود كرم، الذي أمر بترك اثنين من المحتجزين على ذمة التحقيق وهما أستراليان، لعدم ثبوت علاقة مباشرة لهما بالحادث، فيما أبقى على سبعة قيد الاحتجاز وهما لبنانيان (سائق السيارة التي خُطف بها الطفلان، ومرافق له) وخمسة أجانب بينهم والدة الطفلين، التي حضرت إلى لبنان بهدف خطف ولديها وإعادتهما إلى عهدتها.
إلى ذلك، أوضح مصدر مطلع على القضية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوالدة أقرت بأنها كانت عازمة على خطف الطفلين وإعادتهما إلى أستراليا، باعتبارها صاحبة الولاية الحصرية لحضانتهما، بموجب حكم صادر من محكمة أسترالية، إلا أن الوالد احتفظ بهما في لبنان خلافًا لإرادتها». وأشار المصدر إلى أن «خطة تهريب الطفلين كانت تقضي بنقلهما إلى فندق الموفمبيك وترحيلهما بحرًا إلى أستراليا، لاستحالة تمكن الوالدة من السفر معهما عبر المطار، لكونها لا تحوز على جوازي سفرهما ولا على إذن والدهما الذي يسمح لهما بالمغادرة بصحبة الأم».
وجاءت عملية خطف الطفلين، من منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل ما يسمى بـ«حزب الله» نتيجة خلافات بين الوالد والوالدة التي اتصلت بزوجها وأبلغته بأنهما معها، فيما أعلن وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق أن «فريقا أستراليا تلفزيونيا متواطئا بخطف الولدين».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.