قال مارك روتا رئيس الوزراء الهولندي إن خيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية تخطى الحدود، إذ أعطت تصريحاته إحساسا شديدا بالمرارة «وطالما لا يزال فيلدرز يتصرف بهذه الطريقة لا يمكن أن نعمل أو نتعاون معه». جاءت تصريحات روتا على هامش القمة الأوروبية التي اختتمت الجمعة في بروكسل بتعليق له على الجدل الدائر حاليا في هولندا بعد تصريحات زعيم اليمين المتشدد الهولندي فيلدرز. ومن جانب آخر قال فيليب ديونتر رئيس الحزب اليميني المتشدد في الدولة الجارة بلجيكا إن فيلدرز على حق، وأضاف في تصريحات للإعلام البلجيكي أن فيلدرز سيشارك الأحد المقبل في مؤتمر للحزب «وأتمنى أن يكرر ما قاله في بلده، ونحن هنا في بلجيكا أيضا نريد عددا أقل من المغاربة في مدينة أنتويرب وعددا أقل من الغجر الروم في مدينة جنت». وكانت تصريحات فيلدرز أثارت غضب الكثير من الفعاليات الإسلامية وأيضا الهولندية وأدى الأمر إلى إعلان أحد أعضاء الحزب الذي يقوده فيلدرز إلى تقديم استقالته من الحزب والاستمرار في عضوية البرلمان الهولندي بصفة عضو مستقل وهو البرلماني رولاند فانفيليت، البرلماني السابع في حزب فيلدرز الذي يترك عضوية الحزب منذ عام 2010. ومن جهته قال فيلدرز إنه لن يقدم أي اعتذار عن تلك التصريحات، وكانت أحزاب سياسية مختلفة عبرت عن رفضها لتلك التصريحات واعتبر سبران بووما من الحزب الديمقراطي المسيحي أنها تصريحات تثير الفزع وتتسبب في حالة من الجدل الكبير، في حين قال وزير الأمن والعدل إيفو أوبستالين إن فيلدرز عليه أن يتراجع عن تلك التصريحات. كما أعلن مكتب التحقيقات الهولندي الجمعة أنه لن يستطيع تلقي المزيد من البلاغات القانونية ضد فيلدرز بعد أن وصلته المئات منها يوم الخميس، وأنه يمكن تقديم البلاغات عبر الموقع الإلكتروني أو عبر القنوات الحزبية والجمعوية. وكان فيلدرز قد اتهم سابقا بالتحريض على كراهية المسلمين والتمييز ضدهم وعاد من جديد ليواجه تلك الاتهامات عقب تصريحات له أمام مناصري اليمين المتشدد عقب الانتخابات المحلية الأخيرة.
ومن جهتها أعلنت جمعية المغاربة لحقوق الإنسان في هولندا أنها ستتقدم ببلاغ ضد السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، بتهمة التمييز على خلفية تصريحات أدلى بها لأتباعه ليل الأربعاء. وأظهرت لقطات مصورة خيرت فيلدرز وهو يسأل حشدا من أنصار حزب الحرية إذا كانوا يريدون عددا أكبر أم أقل من المغاربة في المدينة وفي هولندا. وحينما رد أنصار الحزب، الذين تجمعوا في لاهاي عقب الانتخابات المحلية للاستماع لكلمته، بالقول: «نريد عددا أقل من المغاربة»، قال فيلدرز إنه سيعمل على ذلك. وقالت الجمعية إن فيلدرز تجاوز حدودا قانونية باستهداف فئة محددة من المواطنين.
يذكر أن السياسي اليميني المتطرف وجهت له اتهامات بالتحريض على كراهية المسلمين والتمييز العنصري ضدهم، لكن محكمة هولندية برأته في عام 2011 من هذه الاتهامات. كما واجه فيلدرز ملاحقة قضائية لأنه دعا المسلمين إلى الرضوخ «للثقافة المهيمنة» أو الرحيل عن البلاد في تصريحات صحافية أدلى بها بين أكتوبر (تشرين الأول) 2006 ومارس (آذار) 2008 وفي فيلمه القصير «فتنة» الذي بث على الإنترنت.
إلى ذلك دعت النيابة خلال مرافعتها إلى تبرئة فيلدرز من التهم الموجهة إليه، معتبرة أن تصريحاته تندرج في إطار نقاش عام. وأصر فيلدرز على أن تعليقاته التي اعتبرت حثا على الكراهية، قصدت الإسلام وليس المسلمين، وبالتالي لا يجرمها القانون الهولندي، وأنها كانت جزءا من مناظرة سياسية مشروعة. لكن أصحاب الدعوى أكدوا حينها أن تعليقات فيلدرز أدت إلى ارتفاع حالات التمييز والعنف ضد المسلمين.
7:57 دقيقة
فيلدرز يواجه الاتهامات بالتحريض ضد المغاربة في هولندا
https://aawsat.com/home/article/61191
فيلدرز يواجه الاتهامات بالتحريض ضد المغاربة في هولندا
اليمين المتشدد يؤيده ويدعو إلى مؤتمر عام لمناصرته
- بروكسل: عبد الله مصطفى
- بروكسل: عبد الله مصطفى
فيلدرز يواجه الاتهامات بالتحريض ضد المغاربة في هولندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة