الحكومة اليمنية تدعو المجتمع الدولي إلى إلزام الميليشيات الانقلابية بتنفيذ قرار مجلس الأمن

أكدت استمرار إيران في التدخل بالشؤون الداخلية ودعمها للمتمردين

أحمد دغر خلال لقائه في الرياض آلن دانكن (سبأ نت)
أحمد دغر خلال لقائه في الرياض آلن دانكن (سبأ نت)
TT

الحكومة اليمنية تدعو المجتمع الدولي إلى إلزام الميليشيات الانقلابية بتنفيذ قرار مجلس الأمن

أحمد دغر خلال لقائه في الرياض آلن دانكن (سبأ نت)
أحمد دغر خلال لقائه في الرياض آلن دانكن (سبأ نت)

أعلنت الحكومة اليمنية حرصها على تطبيق ما سيتم الاتفاق عليه من ترتيبات ضرورية لوقف إطلاق النار، المقرر له أن يبدأ الأحد المقبل، داعية المجتمع الدولي للقيام بدور فعال في إلزام الميليشيات الانقلابية بتنفيذ قرار مجلس الأمن «رقم 2216»، والقرارات الأخرى ذات الصلة.
وقال أحمد عبيد بن دغر، رئيس الحكومة الشرعية في اليمن، خلال لقائه في الرياض أمس آلن دانكن المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى اليمن وعمان: «إن حكومة بلاده والتحالف العربي بقيادة السعودية حريصون على تطبيق ما سيتم الاتفاق عليه من ترتيبات ضرورية لوقف إطلاق النار».
وأشار بن دغر إلى أن حكومة بلاده ستقوم بعمل الإجراءات اللازمة لمنع أي خروقات من شأنها التأثير سلبًا على المحادثات المقبلة في الكويت، وحتى تكون الهدنة فرصة لعودة الأمن والاستقرار في المنطقة بعد انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية، والاستيلاء على الدولة، وتهديد أمن الدول المجاورة.
ودعا رئيس الحكومة الشرعية اليمنية المجتمع الدولي إلى القيام بدور فعال، والضغط على الميليشيات الانقلابية، وإلزامهم بالانسحاب وتسليم الأسلحة، والكف الفوري عن التدخل في عمل الهيئات والمؤسسات الشرعية، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف العدوان على مدينة تعز وغيرها من المحافظات، ووقف الممارسات التعسفية ضد الصحافيين وأصحاب الرأي.
ومن جانبه، أكد المبعوث البريطاني حرص بلاده على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونجاح مفاوضات الكويت، وتحقيق السلام والأمن في اليمن والمنطقة.
كما التقى وزير الإعلام اليمني، الدكتور محمد قباطي، آلن دانكن، وقدم شكره للمملكة المتحدة وللدور الإيجابي المساند للشرعية في مواجهة الانقلابيين والدعم الكبير الذي تقدمه لليمن من خلال مجموعة أصدقاء اليمن.
وناقش الوزير قباطي كيفية إسهام المملكة المتحدة في إعادة الأعمار ما بعد الحرب، وكذلك إعادة تأهيل مؤسسات الإعلام الرسمي، والاستفادة من الخبرات البريطانية في هذا المجال. وحضر اللقاء نائبة السفير البريطاني في اليمن، هريت كروس، والمستشارة السياسية في السفارة البريطانية ومدير مكتب وزير الإعلام صفوان سلطان.
من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة اليمنية استمرار إيران في التدخل بالشؤون الداخلية لبلاده، وتشجيع أعمال العنف، وإرسال الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين وصالح، وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، وذلك خلال لقائه، أمس، تيان تشي السفير الصيني لدى اليمن، مشيرا إلى عزم حكومة بلاده على المضي قدمًا في الإجراءات المتفق عليها بشأن لقاءات الخبراء العسكريين في الكويت التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن جانبه، أكد السفير الصيني على حرص بلاده على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، من قبل الانقلابيين في اليمن، ونجاح مشاورات الكويت، وتحقيق السلام والأمن في اليمن والمنطقة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.