السلطات اللبنانية توقف فريق عمل تلفزيوني أستراليا لتورطه بـ«خطف» طفلين

السلطات اللبنانية توقف فريق عمل تلفزيوني أستراليا لتورطه بـ«خطف» طفلين
TT

السلطات اللبنانية توقف فريق عمل تلفزيوني أستراليا لتورطه بـ«خطف» طفلين

السلطات اللبنانية توقف فريق عمل تلفزيوني أستراليا لتورطه بـ«خطف» طفلين

أعلنت السلطات اللبنانية اليوم (الخميس)، توقيف أربعة أستراليين قالت إنّه "يُشتبه" بتورطهم في عملية خطف طفلين من أب لبناني وأم استرالية، بعد ساعات على إعلان سلطات كانبيرا أنّ فريقًا إعلاميًا "احتجز" في بيروت خلال تصويره برنامجا تلفزيونيا.
وذكرت وسائل إعلام استرالية اليوم، أنّ فريقا من القناة التاسعة "احتجز" فيما كان يصور عملية استعادة أم استرالية لطفليها بمساعدة وكالة متخصصة في هذا المجال بعد امتناع الوالد عن إعادتهما إليها اثر انتهاء عطلة لهما في لبنان.
وافادت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في لبنان اليوم، في تغريدة على حسابها على موقع تويتر، بأن "شعبة المعلومات أوقفت اربعة أشخاص من الجنسية الأسترالية مشتبه بهم بخطف الولدين لاهالا ونوح الأمين".
وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ "الأم الاسترالية اتصلت بوالد طفليها في لبنان وابلغته بأنّ الطفلين معها"، مضيفًا "لا نعلم مكان وجودها أو مكان وجود الطفلين".
وحسب وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، فإن "الفريق الأسترالي التلفزيوني متواطئ بخطف الطفلين"، وكان المشنوق قد أضاف قبل دخوله إلى اجتماع للحكومة اللبنانية اليوم، "هذه مسألة دبلوماسية" بين البلدين.
وتحدثت وسائل إعلامية لبنانية أمس، عن "خطف" طفلين من منطقة الحدث جنوب بيروت فيما كانت جدتهما اللبنانية وعاملة لديها يصطحبانهما إلى المدرسة. وأفادت الجدة بتعرضها لضربة على رأسها خلال "خطف" الطفلين وبأنّ احد الاشخاص كان يتولى تصوير العملية.
أمّا في استراليا، فقد أكّدت القناة التاسعة اليوم، أنّ فريقًا من برنامج "60 دقيقة"، "احتجز في بيروت"، مضيفة "لن نعطي توضيحات اخرى، ونحن نعمل مع السلطات لكي يفرج عنهم ويعودوا إلى البلاد في أسرع وقت ممكن".
وحسب مجموعة الإعلام "فيرفاكس"، فإنّ الفريق كان يصور عملية تقوم بها وكالة خاصة، تنشط في مجال استعادة اطفال. وتتهم أم استرالية من بريزبان، تشارك كما يبدو في التصوير، لبنانيًا بأنّه رفض السماح لطفليهما بالعودة إلى استراليا بعد قضاء عطلة في لبنان.
من جانبها، أكّدت جولي بيشوب وزيرة الخارجية الاسترالية، في بيان، أنّ "وزارة الخارجية على اتصال مع القناة التاسعة بخصوص معلومات مفادها أنّ فريقا تلفزيونيا استراليا احتجز في لبنان". مضيفة، "نسعى بشكل حثيث لتحديد مكان وجودهم والتأكد من أنّهم بخير وعرضنا كل مساعدة قنصلية ممكنة".
وكما تقول وسائل الإعلام الاسترالية، فإنّ الفريق مؤلف من الصحافية تارا براون والمنتج ستيفن رايس ومصور أو اثنين.
يذكر أنّه خلال الشهر الماضي، أوقف صحافيان استراليان من المؤسسة الاسترالية للارسال، في ماليزيا، بعدما حاولا اجراء مقابلة مع رئيس الوزراء نجيب رزاق، بشأن اتهامات بالفساد. واعتقلا لفترة وجيزة قبل أن يُفرج عنهما.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.