ميوتشا برادا.. تسبح ضد التيار الإيطالي بحقيبتين

حقيبة «بيونيير»  بالأبيض والأسود و حقيبة «كايي» بالأسود والبيج الكاراميل
حقيبة «بيونيير» بالأبيض والأسود و حقيبة «كايي» بالأسود والبيج الكاراميل
TT

ميوتشا برادا.. تسبح ضد التيار الإيطالي بحقيبتين

حقيبة «بيونيير»  بالأبيض والأسود و حقيبة «كايي» بالأسود والبيج الكاراميل
حقيبة «بيونيير» بالأبيض والأسود و حقيبة «كايي» بالأسود والبيج الكاراميل

الإيطاليون والفرنسيون استنكروا فكرة البريطانيين بطرح ما يعرضونه على منصات العرض مباشرة في اليوم التالي، على أساس أن طول الانتظار يؤثر على الحماس، ومن ثم حركة البيع. الإيطاليون برروا رفضهم من باب أن العملية تحتاج إلى لوجيستيات جديدة وتغييرات جذرية لا يمكن تنفيذها، بالنظر إلى أن الموضة الإيطالية تقوم على الحرفية وعلى مفهوم الصنع باليد، وهو ما يحتاج إلى وقت طويل لتنفيذه. لكن ميوتشا برادا مختلفة عن كل المصممين، ولها فلسفتها الخاصة، والدليل أنها فهمت الفكرة البريطانية - الأميركية، وتفاعلت معها بسرعة من زاوية تجارية محضة، فقد طرحت حقيبتين، أطلقت على الأولى اسم «بيونيير» Pionnière، والثانية «كاييه» Cahier.
التصميمان ظهرا في عرضها الأخير لخريف 2016 وشتاء 2017، وطُرحا في كل من ميلانو وباريس في شهر فبراير (شباط) الماضي مباشرة بعد عرضها، وبمحلاتها بنيويورك في الشهر التالي، أي مارس (آذار) الحالي، على أن تطرحهما بمحلها في «مول الإمارات» بدبي في منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل، بسعر يتراوح بين 1.750 يورو و2.400 يورو.
بهذا تكون ميوتشا برادا موافقة إلى حد ما على الفكرة التي دعا إليها كريستوفر بايلي مصمم والرئيس التنفيذي لدار «بيربري»، ووافقه عليها مصممون آخرون، بمن فيهم أميركيون مثل توم فورد. فكرة هؤلاء أن العروض الضخمة والمكلفة تفقد هدفها الأساسي في بيع منتجاتهم عندما تصل إلى المحلات بعد 6 أشهر؛ لأن الزبون يكون نسيها أو ملّها بعد أن استنسختها محلات الموضة العالمية، وتم تداولها في وسائل التواصل. بعبارة أخرى، يتحول حماسه لها ورغبته فيها إلى فتور يؤثر على حركة البيع بشكل عام.
لتفادي المشكلة، وربما سد الباب أمام الاستنساخ، بدأت بعض بيوت الأزياء طرح قطع منتقاة بعد عروضها مباشرة، تركزت أساسا على حقائب اليد. ميوتشا برادا من بين من قرروا طرق الحديد وهو ساخن، بمعنى وتصاميمها لا تزال راسخة في الأذهان، في صورة تظهر فيها عارضات بأزياء أنيقة، بعضها مستوحى من أربعينات القرن الماضي، وبعضها الآخر يحمل لمسات عسكرية، أو مرسوم كأنه لوحة فنية.
كل شيء في العرض كان مثيرا؛ من الفرو الذي زين بعض الأجزاء، والجاكيتات الجلدية، والفساتين المطرزة أو المنسدلة على قماش المخمل أو البروكار، إلى هاتين الحقيبتين. اللافت فيهما استعمال النحاس الأصلي والمزج بين لونين.
تقول المصممة إنها استلهمت حقيبة «بيونيير» Pionnière بشكلها المستدير من أجواء الصيد، فهي بحزام طويل يسمح بتعليقها على الأكتاف، حتى يمكن لصاحبتها استعمال يديها بحرية أكبر، في إشارة إلى أنها تناسب الرحلات وأنشطة الهواء الطلق، كما تخاطب المرأة الرياضية. وتعزز هذه الفكرة لمساتها العسكرية الواضحة من جوانبها.
حقيبة «كاييه» Cahier، وكما يدل اسمها، تذكر بالمجلدات القديمة، وهو ما يظهر في العناصر المعدنية البرونزية اللون، التي تستعمل عادة في زوايا الكتب الثمينة لوقايتها وحمايتها من التلف. وهي مصنوعة من جلد «سافيانو» الذي يعزز هذه الصورة.



«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
TT

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)
أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

هناك مجوهرات تتوارثها البنات عن الجدات. تكون لها قصة مثيرة تجعلك تشعر وكأنها تناديك وتُعبّر عنك وعن جوانب من حياتك أياً كان جيلك. «أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته. انطلقت في إيطاليا على يد صديقتين، هما، فيولا ناج أوليري ومارتا كافاريللي، وبدأت تتوسع إلى العالم في السنوات الأخيرة. عمر العلامة من عمر صداقتهما التي بدأت في صفوف المدرسة والجامعة ولا تزال وطيدة لحد الآن.

تتطور أشكال الأساور الأبدية وتزدان بأحجار متنوعة... لكن تبقى بالمعنى نفسه (أتولييه في إم)

توسع عضوي

جاء توسع العلامة عضوياً. فهي لم تخرج من إيطاليا إلى بريطانيا، أول محطة لها، حتى عام 2018، وتحديداً في محال «ليبرتي» اللندنية. تقول فيولا في لقاء خاص إنهما لم تتسرعا من أجل التوسع أو الربح. كان الدافع الأساسي لإطلاق «أتولييه في إم» المكون من الحرفيين الأوليين لكل من فيولا ومارتا، أما التعبير عن فنيتهما أو التنفيس عن حالات نفسية أو تجارب شخصية فتمران بها.

ما تطرحانه من تصاميم يُركّز على معاني الحب والإخلاص والوفاء والارتباط العائلي الذي يعكس الثقافة الإيطالية وفي الوقت نفسه تجاربهما الخاصة، وليس أدل على هذا من السوار الملحوم على المعصم من دون براغي بواسطة الليزر.

أساور مرصَّعة باللؤلؤ من دون براغي لتعكس الالتحام الأبدي (أتولييه في إم)

عندما تسأل أياً منهما عن الهدف من وراء إطلاق علامتها في التسعينات، يأتيك الرد سريعاً: «للتعبير عن حياتنا الشخصية والعلاقات التي تربطنا ببعض كبشر... أحياناً تكون سعيدة وأحياناً أخرى حزينة». لكن من رحم الحزن والمآسي الشخصية يمكن أن تولد إبداعات تعالج الجروح وإن بقيت ندوبها مثل الوشم تُذكّر بما مضى. عندما فكرت فيولا في تصميم السوار الملحوم مثلاً، ضمن مجموعة «إيسانسيالي» «L›essenziale» كانت تريد أن تقول إن البدايات والنهايات وجهان لعملة واحدة. فهما متلاحمان من ناحية «أن لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية».

تتابع فيولا أن المجموعة وعلى الرغم مما تمنحه من سعادة مستمدة من أنها تعبّر عن الارتباط الأبدي، فإنها وُلدت من رحم الألم إثر فقدها شخصاً عزيزاً على قلبها. لم تجد ما يخفف من ألمها سوى ابتكار قطع لا تفارقها لتُذكرها في كل الأوقات بهذا الفقد، وبأن الحياة تستمر وإن بقيت الذكرى.

تم اختيار «بيرلنغتون أركايد» عنواناً ليعكس سنواتها الـ25 واستقلاليتها (أتولييه في إم)

منذ أشهر، تركت العلامة محال «ليبرتي» الواقعة على ناصية «ريجنت ستريت». كان لا بد من نقلة تعكس بلوغها الـ25 عاماً، واستقلاليتها. اختارت «بيرلنغتون أركايد» الواقع في منطقة «مايفير». فالمكان يتمتع بحميمية وخصوصية تفتقدهما شوارع الموضة الكبيرة، فضلاً عن أنها أصبحت جارة للكثير من المبدعين المستقلين وعلى رأسهم الفنانة عزة فهمي. تدخل المحل فتشعر، على الرغم من صغر مساحته، أنه غني وواسع «الخيال» سواء تعلق الأمر بالديكور أو المجوهرات. أول شيء سيشدك في الواجهة هو ثريات من زجاج مورانو بألوان قوس قزح تكاد تنافس الخواتم والأساور والقلادات وأقراط الأذن توهجاً وبريقاً.

رغم صغر مساحته يتمتع المحل بخيال واسع في الديكورات والمعروضات (أتولييه في إم)

تستمر عناصر الإبهار والمفاجأة عند دخوله؛ إذ تشعر كما لو أنك في مغارة علي بابا؛ لما تكتنزه أدراجها من أقراط من الذهب وحجر العقيق باللون الأخضر الزمردي وأساور وقلادات وسلاسل وخواتم. كلها تتمتع بخفة الوزن والابتكار. تقول فيولا إن هذه الخفة واحدة من أهم السمات التي تتميز بها العلامة. تشير إلى خاتم «كابوشون» مرصّع بالفيروز وأحجار بألوان متنوعة وهي تؤكد أنها تحرص على الحرفية المتوارثة أباً عن جد؛ الأمر الذي يفسر رائحة الفينتاج التي تفوح من بعضها من خلال طريقة رص وترصيع أحجارها.

أقراط أذن من الذهب والعقيق الأخضر (أتولييه في إم)

بيد أنها تُدرك أن عليها مخاطبة زمن مختلف تحتاج فيه المرأة إلى مجوهرات تجمع الجمال بالعملية حتى تستمتع بها نهاراً ومساءً. لهذا السبب وبمناسبة عيدها الـ25، طرحت مجموعة «بلومز» التي كما يدل عنوانها، تحاكي أشكال الورد المتفتحة والنباتات، مركّزة فيها على مواد حصرية وحرفية عالية. فهذه المجموعة لا تتمتع بخفة الوزن فحسب بل أيضاً بمعادن صيغت بأشكال رفيعة وكأنها خيوط من دون أن تتأثر صلابتها أو مرونتها؛ ما جعلها تحوز براءة اختراع.

معرض مصغَّر يستعرض مسيرة فيولا ومارتا عبر السنوات (أتولييه في إم)

سلالم ضيقة لن تنتبه لوجودها إلا في حالة قررت أن تُلحم سواراً أو خاتماً أو عقداً، ستأخذك إلى الطابق الأسفل لتقوم بالعملية بواسطة آلة ليزر متطورة لا تستغرق سوى بضع دقائق. في الجهة المقابلة، ستستمتع بدرس عن تاريخ العلامة من خلال صور لأهم القطع التي تم تصميمها من قِبل كل من فيولا ومارتا، منذ منتصف التسعينات إلى اليوم، إلى جانب قطع فنية أخرى تم تصميمها في مناسبات خاصة، مثل العمل الذي قدمته فيولا في حفل تخرجها.