أسقطت قوات تابعة لحركة «أحرار الشام الإسلامية» السورية المعارضة، طائرة سوخوي 22 تابعة للنظام السوري في ريف حلب الجنوبي، عبر استهدافها برشاشات مضادة للطائرات من عيار 23 ملليمترًا، بحسب ما قال قيادي عسكري في «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدًا أن الطائرة والطيار «سقطا في منطقة نفوذ جبهة النصرة التي أسرت الطيار»، في حين كشف أن جبهة النصرة «أسرت 16 مقاتلاً لبنانيًا من «حزب الله» في تلة العيس، وستكشف عنهم خلال أيام».
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون سوريون، سقوط طائرة حربية تابعة للنظام في ريف حلب الجنوبي، كما أظهرت أن ربانها الذي قفز بالمظلة من الطائرة لدى إصابتها، بات أسيرًا لدى قوات «جبهة النصرة»، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مصير مساعد قائد طائرة السوخوي 22 لا يزال مجهولاً.
وقال مصدر معارض في الشمال لـ«الشرق الأوسط» أن الطيار الذي تم إسقاطه في ريف حلب الجنوبي، هو العقيد خالد سعيد قائد السرب 677 من اللواء 50 وهو من مدينة اللاذقية، مشيرًا إلى أن الطيار «قام بارتكاب الكثير من المجازر بحق المدنيين في مختلف أرجاء سوريا تم إسقاطه في القلمون العام الماضي وقذف بالمظلة وعاد إلى الطيران ليكمل الجرائم».
وتضاربت الأنباء حول الجهة التي أسقطت الطائرة وكيفية إسقاطها، إذ أعلن «المرصد السوري» أن جبهة النصرة أسقطت الطائرة بالقرب من بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي التي سيطرت عليها قبل أيام. وبينما قال مصدر من الفصائل المقاتلة إنه تم إسقاط الطائرة «بمضادات أرضية» قبل أسر الطيار، أعرب المرصد عن اعتقاده بأن إسقاط الطيارة تم بواسطة صاروخ حراري مضاد للطائرات، في حين نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله: «تعرض طائرة حربية لصاروخ أرض جو أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب ما أدى إلى سقوطها».
لكن القائد العسكري في «أحرار الشام» الموجود في جبهات حلب محمد الشامي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن إسقاط الطائرة «تم بإطلاق النار عليها من مدفع رشاش مضاد للطائرات من عيار 23 مللم»، وذلك «تنفيذًا لخطة عسكرية محكمة وضعها جيش الفتح في ريف حلب الشمالي والجنوبي، لاستهداف الطائرات النظامية». وتابع: «الفصائل المنضوية ضمن «جيش الفتح»، قامت بعملية توزيع للمضادات الجوية في عدد من مناطق انتشارها في الهلال الجغرافي الممتد من الريف الشرقي لمحافظة إدلب، إلى الريف الغربي في حلب، وريفها الشمالي، وتحديدًا في عنداد وحدود بلدتي نبل والزهراء»، موضحًا أن الطائرة النظامية «تعرضت لنيران من المنطقة الجنوبية أجبرتها على تحويل مسارها في اتجاه واحد يوصلها إلى حدود منطقة مرتفعة جغرافيًا ثبت عليها أيضا مدفع رشاش، فدخل الطيار إلى الفخ، وتعرض لإطلاق نار على مسافة تناهز الكيلومترين ما أدى إلى إصابته إصابة دقيقة».
وإذ أكد «أننا جميعنا في جيش الفتح نتبنى عملية الإسقاط ولا نجيره لصالح أي جهة»، وقال إن الطيار تعرض للنيران من نقطة تابعة لحركة أحرار الشام قرب تلة العيس التي تمت استعادة السيطرة عليها قبل ثلاثة أيام، وسقط في منطقة توجود فيها النصرة قرب عندان في ريف حلب الشمالي، كما سقطت طائرته على بعد كيلومترين عن موقع سقوطه بالمظلة»، مشيرًا إلى أن الطيار «بات بحوزة جبهة النصرة».
وقال الشامي، وهو قيادي عسكري في معركة ريف حلب الجنوبي، إن مضادات الطيران التي نشرها «جيش الفتح»، «يصل مداها إلى 5.5 كيلومتر، بعد تعديل ذخيرتها»، مشيرًا إلى أن تلك الخطة العسكرية «هي جزء من خطة عسكرية كبيرة تتحضر لها المنطقة، وستحصد نتائجها خلال أقل من أسبوع»، وذلك «بعد وصول ذخائر جديدة وقيمة».
واشتعلت جبهة الريف الجنوبي لمحافظة حلب، يوم الجمعة الماضي، حيث تمكنت قوات «جيش الفتح» بينها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» ولواء «التركستانيين» و«كتيبة الشيشانيين» و«جند الأقصى»، بالإضافة لفصائل عسكرية تابعة للجيش الحر، تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية بينها تلة العيس بريف حلب الجنوبي، بحسب ما قال الشامي. وأضاف: «تعرض «حزب الله» اللبناني لأقسى ضربة في العيس، حيث قتل 22 شخصًا له، وجرح آخرون، كما تمكنت جبهة النصرة من أسر 16 مقاتلاً لبنانيًا من «حزب الله»، سيجري الكشف عنهم قريبًا في شريط مصور».
وأكد أن العمليات العسكرية بريف حلب الجنوبي «ستتوسع خلال الأيام المقبلة، وهناك مفاجآت من العيار الثقيل ستتحقق حول حماة وحلب، وذلك بعد اتخاذ قرار بردّ الصاع صاعين بعد الخروقات التي ارتكبها النظام، وهو ما أدى إلى انهيار الهدنة بعد قتل المدنيين والأطفال، وتضارب الأنباء حول مصير الأسد في مفاوضات جنيف».
وتخوض جبهة النصرة وفصيل «جند الأقصى» ومقاتلون تركستان معارك ضد الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت الأسبوع الماضي على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي.
وتلقت جبهة النصرة ضربة موجعة بخسارتها قبل يومين عددا من قيادييها في مقدمهم المتحدث باسمها أبو فراس السوري في غارة جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة إدلب (شمال غرب).
«جيش الفتح» يسقط سوخوي 22 ويأسر قائدها
قيادي في «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»: 16 أسيرًا لبنانيًا من «حزب الله» في قبضة «النصرة»
«جيش الفتح» يسقط سوخوي 22 ويأسر قائدها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة