«جيش الفتح» يسقط سوخوي 22 ويأسر قائدها

قيادي في «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»: 16 أسيرًا لبنانيًا من «حزب الله» في قبضة «النصرة»

حطام الطائرة السوخوي 22 التي سقطت في قرية العيس بريف حلب الجنوبي أمس ويبدو في الإطار العقيد طيار خالد سعيد قائد الطائرة  (أ.ف.ب)
حطام الطائرة السوخوي 22 التي سقطت في قرية العيس بريف حلب الجنوبي أمس ويبدو في الإطار العقيد طيار خالد سعيد قائد الطائرة (أ.ف.ب)
TT

«جيش الفتح» يسقط سوخوي 22 ويأسر قائدها

حطام الطائرة السوخوي 22 التي سقطت في قرية العيس بريف حلب الجنوبي أمس ويبدو في الإطار العقيد طيار خالد سعيد قائد الطائرة  (أ.ف.ب)
حطام الطائرة السوخوي 22 التي سقطت في قرية العيس بريف حلب الجنوبي أمس ويبدو في الإطار العقيد طيار خالد سعيد قائد الطائرة (أ.ف.ب)

أسقطت قوات تابعة لحركة «أحرار الشام الإسلامية» السورية المعارضة، طائرة سوخوي 22 تابعة للنظام السوري في ريف حلب الجنوبي، عبر استهدافها برشاشات مضادة للطائرات من عيار 23 ملليمترًا، بحسب ما قال قيادي عسكري في «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدًا أن الطائرة والطيار «سقطا في منطقة نفوذ جبهة النصرة التي أسرت الطيار»، في حين كشف أن جبهة النصرة «أسرت 16 مقاتلاً لبنانيًا من «حزب الله» في تلة العيس، وستكشف عنهم خلال أيام».
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون سوريون، سقوط طائرة حربية تابعة للنظام في ريف حلب الجنوبي، كما أظهرت أن ربانها الذي قفز بالمظلة من الطائرة لدى إصابتها، بات أسيرًا لدى قوات «جبهة النصرة»، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مصير مساعد قائد طائرة السوخوي 22 لا يزال مجهولاً.
وقال مصدر معارض في الشمال لـ«الشرق الأوسط» أن الطيار الذي تم إسقاطه في ريف حلب الجنوبي، هو العقيد خالد سعيد قائد السرب 677 من اللواء 50 وهو من مدينة اللاذقية، مشيرًا إلى أن الطيار «قام بارتكاب الكثير من المجازر بحق المدنيين في مختلف أرجاء سوريا تم إسقاطه في القلمون العام الماضي وقذف بالمظلة وعاد إلى الطيران ليكمل الجرائم».
وتضاربت الأنباء حول الجهة التي أسقطت الطائرة وكيفية إسقاطها، إذ أعلن «المرصد السوري» أن جبهة النصرة أسقطت الطائرة بالقرب من بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي التي سيطرت عليها قبل أيام. وبينما قال مصدر من الفصائل المقاتلة إنه تم إسقاط الطائرة «بمضادات أرضية» قبل أسر الطيار، أعرب المرصد عن اعتقاده بأن إسقاط الطيارة تم بواسطة صاروخ حراري مضاد للطائرات، في حين نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله: «تعرض طائرة حربية لصاروخ أرض جو أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب ما أدى إلى سقوطها».
لكن القائد العسكري في «أحرار الشام» الموجود في جبهات حلب محمد الشامي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن إسقاط الطائرة «تم بإطلاق النار عليها من مدفع رشاش مضاد للطائرات من عيار 23 مللم»، وذلك «تنفيذًا لخطة عسكرية محكمة وضعها جيش الفتح في ريف حلب الشمالي والجنوبي، لاستهداف الطائرات النظامية». وتابع: «الفصائل المنضوية ضمن «جيش الفتح»، قامت بعملية توزيع للمضادات الجوية في عدد من مناطق انتشارها في الهلال الجغرافي الممتد من الريف الشرقي لمحافظة إدلب، إلى الريف الغربي في حلب، وريفها الشمالي، وتحديدًا في عنداد وحدود بلدتي نبل والزهراء»، موضحًا أن الطائرة النظامية «تعرضت لنيران من المنطقة الجنوبية أجبرتها على تحويل مسارها في اتجاه واحد يوصلها إلى حدود منطقة مرتفعة جغرافيًا ثبت عليها أيضا مدفع رشاش، فدخل الطيار إلى الفخ، وتعرض لإطلاق نار على مسافة تناهز الكيلومترين ما أدى إلى إصابته إصابة دقيقة».
وإذ أكد «أننا جميعنا في جيش الفتح نتبنى عملية الإسقاط ولا نجيره لصالح أي جهة»، وقال إن الطيار تعرض للنيران من نقطة تابعة لحركة أحرار الشام قرب تلة العيس التي تمت استعادة السيطرة عليها قبل ثلاثة أيام، وسقط في منطقة توجود فيها النصرة قرب عندان في ريف حلب الشمالي، كما سقطت طائرته على بعد كيلومترين عن موقع سقوطه بالمظلة»، مشيرًا إلى أن الطيار «بات بحوزة جبهة النصرة».
وقال الشامي، وهو قيادي عسكري في معركة ريف حلب الجنوبي، إن مضادات الطيران التي نشرها «جيش الفتح»، «يصل مداها إلى 5.5 كيلومتر، بعد تعديل ذخيرتها»، مشيرًا إلى أن تلك الخطة العسكرية «هي جزء من خطة عسكرية كبيرة تتحضر لها المنطقة، وستحصد نتائجها خلال أقل من أسبوع»، وذلك «بعد وصول ذخائر جديدة وقيمة».
واشتعلت جبهة الريف الجنوبي لمحافظة حلب، يوم الجمعة الماضي، حيث تمكنت قوات «جيش الفتح» بينها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» ولواء «التركستانيين» و«كتيبة الشيشانيين» و«جند الأقصى»، بالإضافة لفصائل عسكرية تابعة للجيش الحر، تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية بينها تلة العيس بريف حلب الجنوبي، بحسب ما قال الشامي. وأضاف: «تعرض «حزب الله» اللبناني لأقسى ضربة في العيس، حيث قتل 22 شخصًا له، وجرح آخرون، كما تمكنت جبهة النصرة من أسر 16 مقاتلاً لبنانيًا من «حزب الله»، سيجري الكشف عنهم قريبًا في شريط مصور».
وأكد أن العمليات العسكرية بريف حلب الجنوبي «ستتوسع خلال الأيام المقبلة، وهناك مفاجآت من العيار الثقيل ستتحقق حول حماة وحلب، وذلك بعد اتخاذ قرار بردّ الصاع صاعين بعد الخروقات التي ارتكبها النظام، وهو ما أدى إلى انهيار الهدنة بعد قتل المدنيين والأطفال، وتضارب الأنباء حول مصير الأسد في مفاوضات جنيف».
وتخوض جبهة النصرة وفصيل «جند الأقصى» ومقاتلون تركستان معارك ضد الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت الأسبوع الماضي على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي.
وتلقت جبهة النصرة ضربة موجعة بخسارتها قبل يومين عددا من قيادييها في مقدمهم المتحدث باسمها أبو فراس السوري في غارة جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة إدلب (شمال غرب).



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.