سلطات التحقيق الأوروبية تلاحق 22 مشتبها في علاقتهم بتفجيرات باريس وبروكسل

الكشف عن هوية أشخاص ساعدوا في التحضير لتفجيرات بلجيكا.. ومعلومات جديدة بشأن كريكيت

أجزاء من مطار بروكسل ما زالت مغلقة بعد إعادة تشغيله جزئيًا.. وسيّر المطار نحو 40 رحلة أمس.. في إطار مساعيه للعودة إلى العمل بشكل طبيعي بعد الانفجارين الانتحاريين اللذين شهدهما قبل نحو أسبوعين (أ.ف.ب)
أجزاء من مطار بروكسل ما زالت مغلقة بعد إعادة تشغيله جزئيًا.. وسيّر المطار نحو 40 رحلة أمس.. في إطار مساعيه للعودة إلى العمل بشكل طبيعي بعد الانفجارين الانتحاريين اللذين شهدهما قبل نحو أسبوعين (أ.ف.ب)
TT

سلطات التحقيق الأوروبية تلاحق 22 مشتبها في علاقتهم بتفجيرات باريس وبروكسل

أجزاء من مطار بروكسل ما زالت مغلقة بعد إعادة تشغيله جزئيًا.. وسيّر المطار نحو 40 رحلة أمس.. في إطار مساعيه للعودة إلى العمل بشكل طبيعي بعد الانفجارين الانتحاريين اللذين شهدهما قبل نحو أسبوعين (أ.ف.ب)
أجزاء من مطار بروكسل ما زالت مغلقة بعد إعادة تشغيله جزئيًا.. وسيّر المطار نحو 40 رحلة أمس.. في إطار مساعيه للعودة إلى العمل بشكل طبيعي بعد الانفجارين الانتحاريين اللذين شهدهما قبل نحو أسبوعين (أ.ف.ب)

يستمر البحث من جانب سلطات التحقيق، في أوروبا، وخصوصًا في بلجيكا وفرنسا، عن 22 شخصًا، مشتبه بعلاقتهم بتفجيرات وقعت في باريس وبروكسل، يأتي ذلك بينما أفادت وسائل الإعلام البلجيكية، أمس، بأن أحد الانتحاريين في تفجيرات بروكسل، ترك معلومات على الحاسوب الخاص به، حول مساعدين له في التحضير للتفجيرات، ومن خلال رسالة عثر المحققون عليها على الحاسوب في سلة القمامة بالقرب من المنزل الذي خرج منه المتورطون في الحادث، قال إبراهيم البكراوي، إن الأشخاص الذين قدموا المساعدة لم يكن لديهم فكرة عن العملية.
جاء ذلك، فيما قالت مصادر قضائية إيطالية، إنه سيتم تسليم المواطن الجزائري جمال الدين عوالي إلى بلجيكا، الذي اعتقل في ساليرنو في الـ26 من مارس (آذار) بتهمة تزييف وثائق استخدمت من قبل إرهابيين، ومن بينهم أولئك المتورطون بهجمات في باريس وبروكسل.
ووفقًا لما نقلت وسائل إعلام إيطالية عن الشرطة، فإن السلطات الإيطالية قد اعتقلت المواطن الجزائري (40 عاما)، بناء على طلب من القضاء البلجيكي، وألقي القبض عليه بموجب مذكرة اعتقال أوروبية صادرة من بلجيكا. وأشارت المصادر إلى أن «قرار التسليم صدر عن مجلس قضاة محكمة استئناف ساليرنو، الذي رفض طلب تعليق تسليم المتهم لمدة ستين يوما، الذي تقدم بها النائب العام في المدينة»، حسب قولها.
وقال محامي عوالي، جيراردو تشيمبالو، إنه سيقدم استئنافا إلى المحكمة العليا، مشيرا إلى أن موكله «كرر مرات كثيرة أنه ليس إرهابيا ولم يقم بتزوير أي وثائق»، وفق ذكره وكانت التحقيقات عن عوالي قد بدأت بعد تقديمه طلبا للحصول على تصريح بالإقامة. حين اكتشف مكتب التحقيقات العامة والعمليات الخاصة (ديغوس) أنه يحمل اسم شخص مطلوب في بلجيكا بسبب تورطه في شبكة إجرامية، ظهرت في بروكسل عام 2015.
وفي الإطار ذاته، وعلى خلفية التحقيقات حول مخطط إرهابي في فرنسا، قال الإعلام البلجيكي إن رضا كريكت، الذي اعتقلته السلطات الفرنسية بعد يومين من تفجيرات بروكسل، بتهمة التحضير لعمل إرهابي، لم يكن في سوريا حتى عودته أواخر عام 2015 إلى فرنسا، حسبما ذكر الإعلام في باريس في وقت سابق، ولكنه كان في بلجيكا في منتصف 2015 بعد عودته من سوريا، وشارك في عمليات سطو وسرقة وصدر ضده حكم بالسجن عشر سنوات، في قضية تسفير وتجنيد الشباب، حسب الإعلام البلجيكي، وهي القضية المعروفة بملف خالد الزرقاني، الذي اعتبره القضاء البلجيكي أحد أهم الأشخاص الذين لعبوا دورا محوريا وقياديا في مسألة تسفير وتجنيد الشباب للذهاب إلى سوريا للقتال هناك، في صفوف الجماعات الإسلامية المتشددة والمسلحة، وهو الأمر الذي نفاه الزرقاني أثناء المحاكمة، التي انتهت إلى الحكم بسجنه 12 عاما في يوليو (تموز) من العام الماضي.
من جهة أخرى، وميدانيا، جاء التشغيل الجزئي لمطار بروكسل في ظل إجراءات مشددة في اليوم الأول، أول من أمس (الأحد)، دون مشكلات، وفي حين قالت شركة الطيران «كي إل إم» الهولندية إنها سوف تستأنف النشاط غدًا (الأربعاء)، قالت شركة «بروكسل إيرلاينز» إنها سوف تستأنف نصف رحلاتها اليوم.
وبعد التفجيرات التي قتل فيها 32 شخصًا بمطار زافنتيم ومحطة مترو الأنفاق ببروكسل، تم توجيه المحققين بسرعة بواسطة سائق سيارة أجرة نحو مخبأ سكاربيك الذي صنع فيه إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي القنابل. وفي حاوية للنفايات بالقرب من الشقة عثر المحققون على جهاز كومبيوتر خاص بالبكراوي يحتوي على اعتراف الإرهابي.
وذكر هذا الأخير سلسلة من المشتبه بهم الذين ألقي عليهم القبض كشركاء. وكان يصف دور كل واحد منهم، ومن فر من المخبأ، ومن شارك في صنع القنابل، إلى غير ذلك. ولكن وفقا للبكراوي، فإنهم لا يعلمون ما الذي يسهمون فيه. وهو الأمر الذي يمكن أن يبرئ أي واحد منهم. ولكن هل كانت للرسالة مصداقية؟ أم أنها مجرد إلهاء؟ على أي حال، فقد طالب سباستيان كورتريه محامي محمد بقالي، أحد المشتبه بهم المذكورين، بالسماح له بالاطلاع على محتوى جهاز الكومبيوتر. ويعتبر محمد البقالي صانع الأحزمة الناسفة في شقة بسكاربيك، حيث اختبأ أيضًا صلاح عبد السلام لعدة أسابيع. كما شوهدت سيارته بجوار مخبأ، بالقرب من نامور. ومع ذلك، ووفقا للبكراوي، فإنه لم يكن مطلعا على الخطة النهائية. غير أن ذلك كان صعب الاعتقاد بالنسبة للمحققين. فقد أثبت البكراوي من قبل أنه مخادع سيئ السمعة. ولاستئجار شقة شارع ماكس رووس، فقد تنكر واختار هوية مزورة باسم ميغيل دوس سانتوس، وهو يعلم أن مالك الشقة يدعى أيضًا دوس سانتوس. كما بذل قصارى جهده ليكسب ثقة جيرانه، حتى يتجنب اكتشاف مخبئه.
يأتي ذلك فيما لا تزال الأجهزة الأمنية الأوروبية تبحث عن ما لا يقل عن 22 شخصا يعتقد أنهم شاركوا في هجمات باريس وبروكسل. وقد كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن هذه المعلومات استنادًا إلى وثائق قضائية تم الاطلاع عليها ومقابلات مع أجهزة الاستخبارات ومحيط الإرهابيين المطلوبين. وخلافا لما أعلن عنه فرنسوا هولاند الأسبوع الماضي، فإن الخلية الإرهابية التي كانت قادرة على تنفيذ هجمات لمرتين، لا تزال بعيدة عن أن يكون قد تم تفكيكها. ولا يزال نحو 22 شخصا أحرارًا.
ومن الممكن أن يكون هؤلاء الأشخاص قد تطرفوا في مولنبيك، التي أصبحت مشهورة عالميًا منذ هجمات نوفمبر (تشرين الثاني). ويقول جان شارل بيسار خبير الإرهاب في تصريحات لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «عثرنا على عدد من الخطط لتنفيذ هجمات، ونحن نعلم أن خلايا مختلفة تكون جزءًا من الشبكة نفسها». ويضيف: «إنهم هنا بالفعل، ولكن الإشكالية الآن هي العثور عليهم». وتوضح الصحيفة أن خالد الزرقاني، أشهر شخصية متطرفة ببلجيكا، لعب دورًا مهمًا في تجنيد هؤلاء المقاتلين. وكان قد أدين أخيرا بالسجن 12 سنة.
ومن بين المشتبه بهم المذكورين، يتردد عدد من الأسماء، من بينها يوني باتريك ماين. وكان التنظيم الإرهابي قد أعلن عن وفاة هذا الأخير، ولكن من الممكن أن يكون الأمر مجرد استراتيجية تمويه. وفي الوقت الحالي، يعتقد المحققون على أية حال أن وفاته تأكدت، ولكنهم يفضلون على الرغم من ذلك، أن يكونوا حذرين. في حين لا يزال البحث جاريًا عن مقاتل سوري آخر يدعى سامي زروق يبلغ 32 سنة. وكان قد غادر إلى سوريا في 2013. وعلى الرغم من التقدم الكبير، فإن التحقيق لا يزال يبدو بعيدا عن كشف جميع أسراره.
من جهة أخرى، أعلن خيرت سكيوت المتحدث باسم شركة الطيران «بروسلز إيرلاينز» أن هذه الأخيرة تعتزم العمل على أكثر من 100 رحلة بمطار بروكسل، أي نحو نصف عرضها المعتاد. وسيكون كامل أسطول المسافات الطويلة التابع للشركة من جديد في بروكسل ابتداءً من اليوم الثلاثاء. وعلى وجه التحديد، ستكون ضمن برنامج يوم الثلاثاء نحو 48 رحلة ذهاب نحو وجهات أوروبية، وخمس رحلات ذهاب نحو أفريقيا وواحدة نحو أميركا الشمالية وتحديدا نحو نيويورك. وعلاوة على ذلك، ستكون هناك أكثر من خمسين رحلة عودة إلى بروكسل.



فرنسا تؤكد ضرورة ألا تقوم أي «قوة أجنبية» بإضعاف سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

فرنسا تؤكد ضرورة ألا تقوم أي «قوة أجنبية» بإضعاف سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، ضرورة ألا تستغل أي «قوة أجنبية» سقوط حكم الرئيس بشار الأسد لإضعاف سوريا، وذلك بعد يومين من زيارته دمشق ولقائه السلطات الجديدة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بارو في تصريحات لإذاعة «آر تي إل» الخاصة إن «سوريا تحتاج بطبيعة الحال إلى مساعدة، لكن من الضروري ألا تأتي قوة أجنبية، كما فعلت لفترة طويلة روسيا وإيران، تحت ذريعة دعم السلطات أو دعم سوريا... وتُضعفها بشكل إضافي».

وأضاف أن «مستقبل سوريا يعود إلى السوريين. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن هدف السيادة الذي أظهرته السلطة الانتقالية وممثلو المجتمع المدني والمجتمعات الذين التقيناها كذلك هو أمر سليم». وزار بارو بصحبة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك دمشق، الجمعة، حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. يأتي ذلك فيما يقوم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بزيارة رسمية لقطر، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، هي الأولى له لهذه الدولة الخليجية منذ سقوط الرئيس بشار الأسد قبل نحو شهر. وقطر هي ثاني دولة، بعد تركيا، تعلن رسمياً إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية منذ وصول تحالف فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» إلى السلطة في 8 ديسمبر (كانون الأول). وأعلن الشيباني، أول من أمس، أنّه سيزور، هذا الأسبوع، قطر والإمارات والأردن، بعد أول زيارة رسمية له إلى السعودية. وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن سوريا «تحتاج إلى إصلاح اقتصادي. يجب أن ندرك أن إجمالي الناتج المحلي، أي الثروة التي تنتجها سوريا، تراجع إلى الخُمس خلال 10 سنوات، ويتعين التذكير بأن 50 في المائة من البنية التحتية قد دمرت في ظل عهد بشار الأسد». وحول العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، أكد أن بعضها «من غير المقرر رفعها، وخصوصاً تلك المتعلقة بنظام بشار الأسد ومسؤوليه»، لكنه أوضح أن «ثمة عقوبات أخرى من المحتمل رفعها بسرعة إلى حد ما، خصوصاً تلك التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري». وأضاف: «بالنسبة إلى ما تبقى، فالأمر يتعلق بنقاش بدأناه مع شركائنا الأوروبيين، وسيعتمد على وتيرة السلطات الانتقالية السورية ومراعاة مصالحنا خصوصاً مصالحنا الأمنية».