مفاوضات تصالح في 35 قضية لرجال أعمال من رموز نظام مبارك

مقتل شرطي وإصابة اثنين صفي هجوم شمال القاهرة

مفاوضات تصالح في 35 قضية لرجال أعمال من رموز نظام مبارك
TT

مفاوضات تصالح في 35 قضية لرجال أعمال من رموز نظام مبارك

مفاوضات تصالح في 35 قضية لرجال أعمال من رموز نظام مبارك

قال المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل المصري أمس إن جهاز «الكسب غير المشروع» يتفاوض حاليا في 35 قضية للتصالح مع عدد من رجال الأعمال من رموز نظام حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011، بعد أن استمر 30 عاما.
وتواجه مصر عقبات قانونية في استعادة أموال رموز نظام مبارك المهربة في الخارج، والتي تقدر بنحو 590 مليون فرنك سويسري مملوكة لـ14 شخصا من رموز نظام مبارك. وأتاحت تعديلات أدخلت على قانون الكسب غير المشروع، نهاية العام الماضي، التصالح مع المتهمين بالكسب غير المشروع والاستيلاء على المال العام وانقضاء الدعوى الجنائية لهم في مقابل رد الأموال المطلوبة منهم.
وقال المستشار عبد الرحيم، في تصريح للصحافيين أمس: «تم الانتهاء من 3 قضايا للتصالح مع رجال أعمال من رموز نظام مبارك، وسداد أصحابها المبالغ للكسب غير المشروع». دون أن يحدد أسماءهم. وتابع: «جهاز الكسب غير المشروع يجري حاليا مفاوضات بشأن 35 قضية أخرى، جار فحصها وتحديد قيمة المبالغ المطلوبة بناء على رغبة جادة للمتهمين فيها لتسوية موقفهم والتصالح مع الدولة». وأشار في تصريحاته أمس إلى أن غلق قضية الكسب غير المشروع لرجال الأعمال بعد التصالح مع الدولة يتم بالتنسيق مع النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية فيما يخص تعامل الدولة معهم مثل مسألة وضعهم على قوائم ترقب الوصول. وأضاف أن ملفات التصالح يتم عرضها على مجلس الوزراء للموافقة عليها بعد الانتهاء منها، تمهيدا لاتخاذ قرار انقضاء الدعوى الجنائية ضد رجال الأعمال التي تمت المصالحة معهم؛ وفقا للتعديلات الجديدة لقانون الكسب غير المشروع. وكان الوزير قد صرح في وقت سابق أن الجهاز أوشك على الانتهاء من تسوية الموقف المالي لرجل الأعمال الهارب في إسبانيا حسين سالم للتصالح مع الدولة بدفع مبلغ 5 مليارات و800 مليون جنيه، ونقل نحو 95 في المائة من أصول ممتلكاته للدولة.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد الأمني، قتل رقيب شرطة وأصيب ضابط وفرد شرطة، إثر هجوم مسلح أمس على أحد الأكمنة الأمنية بمنطقة الخصوص بالقليوبية (شمال العاصمة القاهرة).
وقال مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية أمس إنه أثناء وجود قوة الكمين بمقر خدمتهم أسفل الطريق الدائري، فوجوا بمسلحين يطلقون أعيرة نارية عليهم، مما اضطرهم إلى مبادلتهم إطلاق النار، مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النار أسفر عن مقتل رقيب شرطة مصطفى محمد، وإصابة النقيب خالد محيي معاون وحدة مباحث قسم شرطة الخصوص وأحد أفراد الشرطة، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وأكد المصدر الأمني أنه تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وجار تكثيف الجهود الأمنية لضبط مرتكبي الحادث. ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» في يوليو (تموز) 2013، يستهدف مسلحون قوات الشرطة والجيش، خصوصا في شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل المئات.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات الإسماعيلية أمس تأجيل محاكمة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان و104 متهمين آخرين في قضية «أحداث الإسماعيلية» إلى جلسة اليوم (الثلاثاء)، لاستكمال سماع المرافعات. وترجع وقائع القضية إلى يوليو 2013 عندما وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي وأجهزة الأمن أمام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين. ووجهت النيابة للمتهمين تهم «تدبير التجمهر أمام ديوان عام محافظة الإسماعيلية، وتعريض السلم العام للخطر، والتجمع بغرض ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة، والقتل والتأثير على رجال السلطة العامة أثناء أداء أعمالهم بالقوة والعنف».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.