المخلافي: تغييرات في حقائب الحكومة قريبًا

نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني كشف لـ«الشرق الأوسط» عن تعديل في الفريق المفاوض مع الانقلابيين بالكويت

التغييرات الحكومية اليمنية الأخيرة في انتظار ما تسفر عنه مفاوضات الكويت من نتائج بقيادة الأمم المتحدة الممثلة باسماعيل ولد الشيخ (إ.ب.أ)
التغييرات الحكومية اليمنية الأخيرة في انتظار ما تسفر عنه مفاوضات الكويت من نتائج بقيادة الأمم المتحدة الممثلة باسماعيل ولد الشيخ (إ.ب.أ)
TT

المخلافي: تغييرات في حقائب الحكومة قريبًا

التغييرات الحكومية اليمنية الأخيرة في انتظار ما تسفر عنه مفاوضات الكويت من نتائج بقيادة الأمم المتحدة الممثلة باسماعيل ولد الشيخ (إ.ب.أ)
التغييرات الحكومية اليمنية الأخيرة في انتظار ما تسفر عنه مفاوضات الكويت من نتائج بقيادة الأمم المتحدة الممثلة باسماعيل ولد الشيخ (إ.ب.أ)

كشف عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عن تغيير في الفريق الحكومي المشارك في مشاورات الكويت المزمع عقدها في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، وقال إن التعديلات التي أجراها الرئيس في الحكومة تقتضي تعديلا محدودا يشمل الدكتور أحمد بن دغر الذي أصبح رئيسا للوزراء، فيما سيبقى رئيس وأعضاء الفريق كما هم، وتوقع المخلافي أن تجري الحكومة تعديلات في بعض الحقائب في القريب العاجل، مشيرا إلى أن فرص نجاح الحكومة بعد التعديلات ستكون أكثر قوة، وقال: «الحكومة لديها مهام كثيرة على صعيد الأرض لمعاجلة الاختلالات التي كانت موجودة في مختلف الملفات، ونحن على ثقة أننا قادرون على تجاوز الصعوبات وعمل تغيير في مختلف مؤسسات الدولة»، مضيفا «سيكون هناك تغيير لمرحلة السلام ومرحلة إعادة البناء وتحقيق الانتصارات على الأرض».
وكشف المخلافي لـ«الشرق الأوسط» عن وصول اللجنة اليمنية الخاصة بالتنسيق والتهدئة إلى الكويت أمس في إطار برنامج تدريبي على يد خبراء الأمم المتحدة بوجود فريق مماثل من المتمردين، قبيل خمسة أيام من موعد إيقاف إطلاق النار الذي أكدت الحكومة اليمنية التزامها وحرصها على السلام والمصلحة الوطنية لليمنيين. وحول الضمانات أكد المخلافي أن الحكومة الشرعية لديها الدعم الشعبي والإقليمي والدولي، وهي ضمانات تؤكد جدية الحكومة في البحث عن مخرج للسلام الدائم باليمن، وتكشف وتفضح موقف الانقلابيين».
وأوضح وزير الخارجية أن الانقلابيين لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه في مدينة بال السويسرية، ولم يقدموا متطلبات بناء الثقة من الإفراج عن المختطفين ووقف إطلاق النار وقصف المدن، لكننا سنحضر للمشاورات من أجل شعبنا حتى لو حضرنا وحدنا، فمصلحة اليمنيين هي الهدف الذي نسعى إليه».
وذكر المخلافي أن الجانب الحكومي والجهات الرسمية تقوم برصد الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح، وتقدمها للأمم المتحدة عبر ممثليها، مؤكدا أن الجانب الحكومي طالب المبعوث الأممي بالتأكيد على النقاط التي ذكرها في إحاطته لمجلس الأمن، في جلسته الأخيرة، وقد أعلن إسماعيل ولد الشيخ قبل يومين هذه النقاط التي تنص على مرتكزات الحل باليمن وهي القرارات الدولية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية».
وحول القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس هادي، أكد المخلافي أنها ستؤثر بشكل إيجابي على موقف الفريق الرسمي في مشاورات الكويت، وقال: «التعديلات ستعزز الجبهة الداخلية، والوحدة الوطنية، وتعطي قوة للقيادة السياسية مما سينعكس على مشاورات السلام، وتوحيد الجبهة الداخلية».
ورحبت الأوساط السياسية والشعبية والقيادات العسكري بالقرارات التي أصدرها الرئيس هادي أول من أمس، والتي نصت على تعيين الفريق علي محسن الأحمر، نائبا لرئيس الجمهورية، والدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيسا لمجلس الوزراء. وإعفاء المهندس خالد محفوظ بحاح من منصبيه كنائب للرئيس وكرئيس للوزراء.
وفي أول اجتماع عقده الرئيس هادي بعد قراراته، أكد أن التعديلات سيكون لها أثر إيجابي في توحيد موقف الحكومة والقوى السياسية وإظهار رغبتها الثابتة في تحقيق السلام وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
وذكر هادي في لقائه مع الهيئة الاستشارية الرئاسية بحضور نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن الحكومة تنتظرها صعوبات وملفات شائكة تتطلب مزيدا من العمل والجهود من قبل الحكومة بالتعاون مع الأشقاء على صعيد الخدمات وتثبيت الأمن والاستقرار والاهتمام بقضايا الجرحى».
وقد رحبت الهيئة الاستشارية بالقرارات، مؤكدة أنه سيكون لها أثر بارز في خطوات استعادة الدولة وتحقيق السلام الذي ينشده الجميع.. مشيرة إلى أهمية تكاتف الجهود لتحقيق النجاحات التي ينشدها الجميع وخصوصا المواطنين الذين يعانون من مشقة الوضع الحالي على المستوى الأمني والمعيشي.
ولقيت قرارات الرئيس هادي ترحيبا شعبيا وعسكريا وسياسيا، حيث أعلنت عشرة أحزاب يمنية، مباركتها بتعيين الأحمر نائبًا لرئيس الجمهورية وبن دغر رئيسًا لمجلس الوزراء.
وعبرت الأحزاب في بيان مشترك أمس، عن ارتياحها الكبير للقرارين لانطلاقهما من المصلحة العليا لأبناء الشعب، وضمت قائمة الأحزاب كلا من المؤتمر الشعبي، والحزب الاشتراكي، وتجمع الإصلاح، والحراك الجنوبي، والتنظيم الوحدوي الناصري، والرشاد اليمني، وحزب العدالة والبناء، والتضامن الوطني، وحركة النهضة، وحزب السلم والتنمية.
ولفتت الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية إلى أن القرارات تعزز الوحدة الوطنية والتوافق السياسي بما يقوي من فرص السلام المنشود ونجاح مشاورات الكويت المقرر إجراؤها في 18 أبريل الحالي، وعبرت الأحزاب عن شكرها وتقديريها لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على موقفهم الداعم والمستمر في مساندة الشعب اليمني وقيادته السياسية وحكومته الوطنية من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وإعادة الإعمار.
كما أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الوطني مباركتها وتأييدها للقرارات، واعتبرتها قرارات حكيمة، لاستعادة الدولة وإعادة الأمن والاستقرار».
من جانبه، قال الدكتور نحيب غلاب رئيس مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية لـ«الشرق الأوسط» إن «قرارات هادي تهدف لإعادة بناء الشرعية بما يعكس طبيعة الواقع في الميدان وتجاوز مرحلة السلم والشراكة والعجز».
وأوضح أن المرحلة القادمة تتطلب أن تكون الشرعية متماسكة، وبالتالي ضرورة إعادة بناء التوازنات داخلها مهم لتدعيم فرص الحل السياسي وما بعده في حالة فشل المفاوضات القادمة أو نجاحها»، وربط غلاب بين القرارات وبين استسلام الحوثيين وسقوط مشروعهم، مع استمرار تحقيق النصر للجيش الوطني، باستعادة الدولة وهو ما يتطلب قيادات قوية لها علاقات واسعة وقدرة على تطمين منتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية وموظفي الدولة».
ولفت إلى أن تعيين الفريق محسن يمثل تدعيما لقوة الشرعية وبداية للعمل على توحيد الإرادة العسكرية والأمنية وتمكين الشرعية من العودة إلى صنعاء، فالجنرال محسن ارتباطاته بالمحيط القبلي وبالعسكر والأمنيين قوية، ووجوده يضعف صالح ويمكنه من تفكيك تياره وإعادة انتظامه وفق المصالح التي يعمل على الحفاظ عليها، ووجود رئيس وزراء من قيادات المؤتمر وشخصية مرنة ومتوازنة يجعل الأعمال متكاملة في استعادة الدولة سلما أو حربا.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.