هيئة النزاهة تلاحق اثنين من وزراء النفط السابقين في فضيحة الرشاوى

تقارير عن رفض الشهرستاني والجعفري الاستقالة من الحكومة

حسين الشهرستاني .... عبد الكريم لعيبي
حسين الشهرستاني .... عبد الكريم لعيبي
TT

هيئة النزاهة تلاحق اثنين من وزراء النفط السابقين في فضيحة الرشاوى

حسين الشهرستاني .... عبد الكريم لعيبي
حسين الشهرستاني .... عبد الكريم لعيبي

في الوقت الذي تتردد فيه أخبار عن أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزير النفط الأسبق حسين الشهرستاني، أحد اثنين (الآخر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري) من قيادات التحالف الوطني ممن تضمهم تشكيلته الوزارية، يرفض الاستقالة من الوزارة، فإن ما تم الإعلان عنه بشأن أكبر فضيحة رشوة نفطية تطال الشهرستاني والوزير الأسبق عبد الكريم لعيبي، قد يكون فتح الباب للإطاحة بالأول.
وأمر العبادي باتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التحقيقات الصحافية الخطيرة من قبل «فيرفاكس ميديا» و«هوفينغتن بوست» التي كشفت عن «تورط مسؤولين عراقيين كبار في الدولة في صفقات فساد ورشى تتعلق بعقود نفطية خلال فترات الحكومات السابقة». ودعا العبادي في بيان للقضاء إلى «القيام بالملاحقات القضائية الفورية بشأن تلك الصفقات».
في السياق نفسه، أعلنت هيئة النزاهة البدء بالتحقيق في القضية. وقالت هيئة النزاهة في بيان إنها «شرعت بالتحقيق بصدد ما ورد في تقرير وكالة (فيرفاكس ميديا) المتعلق بالعقود النفطية».
إلى ذلك، نفى الشهرستاني في مؤتمر صحافي الاتهامات الموجهة إليه خلال فترة توليه منصب وزير النفط، وطالب الحكومة العراقية وهيئة النزاهة ووزارة النفط بالتحقيق في التقارير الصحافية التي نشرت تلك الاتهامات. وقال الشهرستاني إنه لم يلتق ولم يتعرف ولم يتصل هاتفيًا لا بشكل مباشر ولا عن طريق وسيط خلال الفترة من 2011 - 2012، ولا قبلها أو بعدها، بشركة (أونا أويل) أو باسل الجراح وأحمد الجبوري اللذين ورد اسماهما في تقرير الصحيفة الأجنبية التي تحدثت عن فساد في عقود النفط».
لكن لجنة النزاهة البرلمانية أكدت من جانبها أنها لم تفاجأ بإثارة موضوع شركة «أونا أويل» بشأن تورط وزير التعليم العالي الحالي وزير النفط الأسبق الشهرستاني ومسؤولين آخرين بفضيحة فساد تتعلق بعقود نفطية، فيما أشارت إلى أنها تعمل على مدار الساعة للوصول إلى الحقائق المرجوة. وقال رئيس اللجنة طلال الزوبعي في مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء اللجنة بمجلس النواب أمس، إن «عمل لجنة النزاهة يعتمد على المهنية والموضوعية ويتعامل مع جميع القضايا بموجب آليات واضحة ومحددة وعلى أسس قانونية»، مبينًا أن «إثارة موضوع شركة (أونا أويل) في الإعلام لم تفاجئنا».
وأضاف الزوبعي أن «(النزاهة النيابية) سبق أن فاتحت وزارة النفط بتاريخ 25 2015، وطلبت فتح تحقيق حول كيفية استقدام شركة والتعاقد معها وبذمتها مخالفات تعاقدية». وأوضح أن «لجنة النزاهة اجتمعت مع المفتش العام لوزارة النفط وتم الاستفسار منه عن حقيقة ما تناولته وسائل الإعلام بشأن تعاطي مسؤولين في وزارة النفط رشى من الشركة المذكورة»، مبينًا أن «تلك الرشى كان ميدانها أستراليا وبريطانيا على وجه الخصوص».
وأشار الزوبعي إلى أن «وزارة النفط فاتحت السفارتين البريطانية والأسترالية رسميا لتزويدها بالمعلومات الخاصة بموضوع تعاطي الرشى بالعقود»، مضيفًا أن «اللجنة اتفقت مع الوزارة على تزويدها بالوثائق المطلوبة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.