ألمانيا: 300 {بلاغ} عن «داعشيين» مندسين بين اللاجئين

تهديدات ضد دائرة المستشارة ومطاري فرنكفورت وكولون ـ بون

ألمانيا: 300 {بلاغ} عن «داعشيين» مندسين بين اللاجئين
TT

ألمانيا: 300 {بلاغ} عن «داعشيين» مندسين بين اللاجئين

ألمانيا: 300 {بلاغ} عن «داعشيين» مندسين بين اللاجئين

أعادت الأجهزة الأمنية الألمانية النظر في تقييمها لإمكانيات اندساس الإرهابيين بين صفوف اللاجئين، وخصوصًا السوريين، الذين سلكوا طريق البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى ألمانيا. وبعد أن كان الحديث في السابق «لا يستبعد» تسلل الدواعش مع اللاجئين، صار الآن يتحدث عن مئات التبليغات عن إرهابيين استخدموا جوازات سفر مزورة في الوصول إلى قلب أوروبا.
وتحدث هانز - جورج ماسن، رئيس دائرة حماية الدستور الاتحادية (الأمن العامة)، في العاصمة برلين، عن أكثر من 300 «بلاغ» عن «داعشيين» متسللين بين اللاجئين. وقال ماسن أمس، أمام اجتماع لخبراء الإرهاب في الشرطة، بعدم توفر أدلة دامغة حتى الآن رغم كثرة المؤشرات على استغلال تنظيم داعش لموجات اللاجئين التي ركبها أكثر من مليون شخص في العام الماضي. لم يستبعد ماسن وصول عدد منهم مباشرة عن طريق الجو إلى ألمانيا، مستخدمًا جوازات سفر صار التنظيم الإرهابي يستخدمها كمصدر مالي له. وأضاف «أصبح واضحًا لنا أن التنظيم لم يفوت فرصة استغلال موجات اللاجئين عبر طريق البلقان».
وأيده بذلك رئيس المخابرات الألمانية (ب ن د) جيرهارد شندلر الذي أشار إلى زورق لاجئين وصل من تركيا إلى اليونان يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وعلى متنه 130 لاجئًا، اتضح لاحقا أن بينهم اثنين من منفذي الاعتداءات على باريس. وكشف شندلر أن جزائريًا (28 سنة) وباكستانيًا (22 سنة)، اعتقلا لاحقًا على الحدود النمساوية، النمسا، وصلا متأخرين إلى أوروبا بوثائق مزورة، وكان يفترض أن يشاركا في عمليات باريس الإرهابية. من ناحيته، قدر خبير الإرهاب جيدو شتاينبيرغ، الذي عمل مستشارًا للحكومة الألمانية لشؤون الإرهاب حتى 2005، نجاح إرهابيين خطرين بالتسلل إلى ألمانيا بين اللاجئين «بالعشرات». واعتبر جهل السلطات الألمانية بأماكن اختفائهم من أخطر بواطن الضعف في الحرب على الإرهاب. على صعيد ذي صلة، قال متحدث باسم «دائرة الجنايات» الاتحادية: «طبيعي أن تكون ألمانيا في نيران الإرهابيين». ورغم معرفة الدائرة، بحسب تصريح المتحدث، بأن التنظيم الإرهابي يحاول إشاعة الإرهاب بين الناس، فإن خبراء الإرهاب يحققون بجدية في موضوع صور تحمل تهديدًا مبطنًا ضد ألمانيا. وجاء هذا التعليق بعد نشر 5 صور على الإنترنت، وعلى «تويتر» بالذات، تصور دائرة المستشارة أنجيلا ميركل، ومطاري فرنكفورت وكولون - بون كـ«ساحات قتال». وكانت كافة الصور تحمل لوغو «فرات ميديا» الذي ينشر تنظيم داعش دعاياته الإرهابية من خلاله. وذكرت صحيفة «فرنكفورتر ألجيماينة»، اليومية المعروفة، أن الإرهابيين نشروا فيلما يظهر مطار فرانكفورت وهو يحترق. وواضح أن من نشر الفيلم لم يصور المطار بنفسه، وإنما استخدم فيلما عن المطار على الإنترنت، وأجرى «الكولاج» عليه. وظهر الفيلم في مواقع أخرى وتحته ترجمة باللغة العربية.
وفي التهديد المبطن ضد مطار كولون - بون، نشر إرهابيون صورة المطار وهو يحترق وأمامه صورتان من صور منفذي العمليات الإرهابية في بروكسل، وكتب تحتها «ما حققه أخوتك ببروكسل، يمكنك أن تحققه أنت أيضًا». وذكر فالتر رومر، المتحدث باسم المطار، لـ«الشرق الأوسط» أن الصور «بلا ذوق» وهدفها دفع الشباب المسلم في ألمانيا نحو التشدد، لكن سلطات المطار بلغت شرطة الجنايات في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا في الحال. وأكد رومر أن المطار يفرض إجراءات مشددة منذ بدء فترة أعياد الفصح، وخصوصًا على 124 رحلة طيران مهمة إلى 42 بلدًا. وأضاف أن هذه التهديدات المبطنة لن تؤثر في حركة الطيران من المطار. ويعتبر مطار كولون - بون من أهم المطارات المحلية بالنظر لكونه مطار العاصمة السابقة بون أيضًا، وما يزال المطار يستخدم على نطاق واسع من قبل القوات العسكرية الألمانية والأميركية في عملياتها في الخارج.
وليست هذه الصور، من وجهة نظر رئيس نقابة الشرطة راينر فيندت، غير محاولة لبث الرعب والقلق بين السكان. وقال فيندت إن المزيد من التشدد في إجراءات المطار لن يخدم غير «بروباغاندا» التنظيم الإرهابي. حول رأي السكان الألمان باحتمالات تعرض البلد إلى عمليات إرهابية، يبدو أن الأكثرية مقتنعة بأن ألمانيا ستتعرض إلى عمل إرهابي خلال العام الحالي.



ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)
لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)
لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

وعلى هامش اجتماع لوزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قالت فيزر، اليوم (الخميس): «أعتقد أن العمل على تنظيم هذا بشكل مشترك سيكون هادفاً للغاية».

وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: «هناك حاجة إلى توافر قاعدة بيانات موحدة لمعرفة كيف يتطور الوضع في البلاد»، مشيرة إلى أنها ستطرح هذا الموضوع خلال الاجتماع، لهذا السبب.

وفي السياق ذاته، دعا وزير الداخلية النمساوي جيرهارد كارنر (من حزب الشعب النمساوي) إلى اعتماد نهج موحد داخل الاتحاد الأوروبي. لكنه حذر أيضاً من ترك الوقت يمر في هذا الشأن؛ حيث قال: «علينا الآن إعداد الأمور الضرورية».

وأوضح كارنر أن هذه الأمور تتمثل في تعليق إجراءات اللاجئين من جهة، والاستعداد لعمليات الإعادة والترحيل من جهة أخرى. وأضاف: «حتى أوضح ما أعنيه، فإنه لا يمكن الانتظار في ذلك، ويجب العمل عليه».