الصين تعين أول مبعوث خاص إلى سوريا لـ {مضاعفة} دورها السياسي

اسطيفو لـ «الشرق الأوسط» : نتوقع افتتاح ممثلية للائتلاف في بكين كخطوة ثانية

الصين تعين أول مبعوث خاص إلى سوريا لـ {مضاعفة} دورها السياسي
TT

الصين تعين أول مبعوث خاص إلى سوريا لـ {مضاعفة} دورها السياسي

الصين تعين أول مبعوث خاص إلى سوريا لـ {مضاعفة} دورها السياسي

دخلت الصين أمس رسميًا على خط الأزمة السورية، بتعيين أول مبعوث خاص إلى سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، وترافق هذا مع سعي الصين إلى تعزيز وجودها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط التي تعتمد عليها للتزود بالنفط.
ومن شأن هذه الخطوة أن تقرب المسافات بين المعارضة السورية والصين التي «تضاعف سياسة الانفتاح على الملف السوري»، بحسب ما قال عضو الائتلاف الوطني السوري عبد الأحد اسطيفو لـ«الشرق الأوسط»، معتبرا أن تعيين مبعوث خاص صيني إلى سوريا «هو دلالة على تغييرات في الموقف الصيني ودليل اهتمام، وسط توقعات بتحضير الصين لمبادرة جديدة» للأزمة السورية. وأعرب عن اعتقاده أنه «على المستويين الصيني والأوروبي هناك تحركات ليكون للطرفين دور أكبر على صعيد إيجاد حل للأزمة السورية».
ويأتي الإعلان عن تعيين مبعوث خاص إلى سوريا، بعد زيارة رسمية قام بها الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري خالد خوجة على رأس من الائتلاف إلى بكين في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال اسطيفو إن الزيارة تلت زيارة (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم إلى بكين، «وبدا أن بكين كانت تريد التأكيد أنها على مسافة واحدة من جميع السوريين». وأشار إلى أنه «خلال جولة الرئيس الصيني في دول إقليمية، تبين أن بكين منزعجة من اعتقاد لدى أوساط المعارضة السورية أن السياسة الصينية تجاه سوريا تبدو كأنها رجع صدى للسياسة الروسية أو تابعة لها، وهو ما دفع بكين لإظهار تمايز موقفها عن الموقف الروسي».
وأشار اسطيفو إلى أن المعارضة طرحت خلال زيارتها إلى بكين افتتاح ممثلية للائتلاف السوري في بكين، معربًا عن توقعاته بأن يكون افتتاح تلك الممثلية «الخطوة الثانية بعد تعيين مبعوث خاص إلى سوريا»، مضيفًا: «بالنسبة لنا نعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا في العلاقات مع الصين وطريقة تعاملها مع الملف السوري، وتساهم في دفع الحل السياسي الذي يجري البحث به ضمن مفاوضات جنيف إلى الأمام».
وعقدت أربع لقاءات على الأقل بين ممثلين عن الائتلاف السوري، ومسؤولين صينيين، منذ عام 2012. وتكرر بكين دعوتها إلى «حل سياسي» للنزاع واستخدمت حق النقض (الفيتو) أربع مرات في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات تتعلق بالنزاع، آخرها ينص على التحقيق في جرائم حرب.
لكن استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن، إلى جانب «الفيتو الروسي»، لا تنظر إليه المعارضة كعائق أمام الانخراط أكثر في الملف السوري، والاطلاع على موقف المعارضة عن قرب. وقال اسطيفو: «بالنسبة لنا، موقف الصين متقدم عن موقف روسيا تجاه المعارضة، وبعد تعيين ممثل لها ستكون أكثر انخراطا في الملف».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي أكد أن شي شياويان سيكون مبعوث الصين الخاص إلى سوريا. وكان شي سفير الصين في إيران وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي.
وسيتيح تعيينه تسهيل مفاوضات السلام و«المساهمة بحكمة الصين وعرض حلول» لحل الأزمة، وفق المتحدث، مؤكدا أن الحل السياسي هو «الحل الوحيد». وقال هونغ إن الصين سعت دائما بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن للتوصل إلى حل مناسب للقضية السورية، مضيفا أن الحل السياسي هو أفضل طريقة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.