الحوثيون يدفعون بتعزيزات إلى تعز «نتيجة الهدوء النسبي» في جبهات أخرى

مركز الملك سلمان يوزع 4 آلاف سلة غذائية على مديرية مشرعة وحدنان

الدمار الذي لحق بالجنوب الغربي من مدينة تعز التي استهدفتها الميليشيات الانقلابية وما زالت تحاصرها (أ.ف.ب)
الدمار الذي لحق بالجنوب الغربي من مدينة تعز التي استهدفتها الميليشيات الانقلابية وما زالت تحاصرها (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يدفعون بتعزيزات إلى تعز «نتيجة الهدوء النسبي» في جبهات أخرى

الدمار الذي لحق بالجنوب الغربي من مدينة تعز التي استهدفتها الميليشيات الانقلابية وما زالت تحاصرها (أ.ف.ب)
الدمار الذي لحق بالجنوب الغربي من مدينة تعز التي استهدفتها الميليشيات الانقلابية وما زالت تحاصرها (أ.ف.ب)

أكد رئيس المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، الشيخ حمود المخلافي بعد وصوله لمحافظة مأرب وسط اليمن، أن «توافد الحوثيين بشكل كبير إلى تعز يأتي نتيجة الهدوء النسبي وأحيانا توقف المواجهات في جبهات أخرى مما يجعل الحوثي وصالح يدفعون بتعزيزاتهم إلى تعز»، مضيفًا أن تعز «تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع من أجل الحسم».
ويأتي ذلك بعد وصوله إلى محافظة مأرب، مساء أول من أمس، في زيارة لها بعد أن زار محافظة لحج مرورا بمحافظتي شبوة وأبين، حيث تهدف الزيارة إلى شرح ما يحصل في محافظة تعز التي وصفها بأنها «الأخت الكبيرة التي تعاني وتذبح من بين أخواتها الصغار».
كما عبر قائد المقاومة المخلافي عن شكره وامتنانه وسعادته الكبيرة لأبناء المناطق التي زارها، مؤكدا «استلهام دروس الشجاعة من أبناء مأرب والجوف الذين نقشوا أصالتهم وشجاعتهم على امتداد التاريخ»، مضيفًا: «إن المعركة واحدة ضد عدو واحد اغتال مسيرة الوطن والديمقراطية والحرية والحوار بقوة السلاح».
وتوافدت، صباح أمس، حشود قبلية وعسكرية كبيرة من مختلف مديريات محافظة مأرب للقاء قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، من ضمنهم اللواء الركن عبد الرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، والشيخ علي حسن غريب، قائد مقاومة مأرب، وعدد ومن قيادات الجيش الوطني والسلطة المحلية والمشايخ والأعيان وجموع غفيرة من المواطنين.
وأكد الحاضرون جميعا وقوفهم ودعمهم ومساندتهم للمقاومة الشعبية في محافظة تعز وتحرير كل المناطق على طريق استعادة الدولة وطرد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
إلى ذلك، تتواصل المعارك العنيفة بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، في جبهة حيفان، جنوب تعز، حيث تسلم «اللواء 35 مدرع» الذي يقوده العميد الركن عدنان الحمادي قيادة الجبهة إلى جانب عناصر المقاومة الشعبية لتحريرها من الميليشيات الانقلابية، وقام بتعزيز كل الجبهات بقيادة العقيد وليد الذبحاني.
وبينما شهدت بقية الجبهات مواجهات عنيفة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من صد هجمات الميليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية والغربية والشرقية، من بينها جبهة كلابة، شرق المدينة، والضباب، غربا، عند محاولة الميليشيات التسلل إلى مواقع المقاومة والجيش في محيط السجن المركزي.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط»: «ما زالت عملية القصف المدفعي مستمرة في جبهة حيفان في منطقة الأعبوس، حيث تحاول الميليشيات الانقلابية استعادة منطقة ضبي التي تم السيطرة عليها قبل أيام من قبل المقاومة والجيش الوطني بقيادة اللواء 35 مدرع وقائده العقيد وليد الذبحاني. واستمرت ميليشيات الحوثي وصالح وبقوة بقصف من موقع تمركزها في منطقة الهتاري في الأعبوس مواقع المقاومة والجيش في منطقة ظبي».
وأضاف أن «الجبهة الغربية والجبهة الشرقية، هي الأخرى، شهدت مواجهات عنيفة على إثر هجوم الميليشيات الانقلابية على حي الصفاء، وتمكن اللواء 22 ميكا من الجيش الوطني، مسنودًا بالمقاومة، من التصدي لهجوم عنيف في الجبهة الشرقية التي شهدت هجوما من ثلاثة محاور، وهي أحياء الكمب والدعوة وثعبات». وأشار القيادي إلى أن الميليشيات الانقلابية لا تزال تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة في محاولة منها لاستعادة المواقع التي تم تحريرها قبل أيام في مختلف الجبهات.
وسقط العشرات بين قتيل وجريح من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح جراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطراف المدينة من بينها غارات في الوازعية، وموقع أسفل جبل هان بحذران الربيعي، غرب تعز.
على صعيد آخر، وبينما ينتظر أهالي محافظة تعز إلى ما ستتوصل إليه المشاورات اليمنية التي تم تحديدها في منتصف شهر أبريل (نيسان) القادم والتي تستضيفها الكويت، وما ستخرج به من نتائج، قال الناشط الحقوقي محمد سعيد الشرعبي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معنى لأي اتفاق سياسي بين الحكومة الشرعية وعصابة الانقلاب في ظل تصعيد الميليشيات في تعز وإعادة حصار المدينة، وقصف المدنيين بشكل هستيري مخلفين وراءهم قتلى وجرحى مدنيين بينهم نساء وأطفال». مضيفًا أن تصريح المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ عن «قبول جماعة الحوثي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ليس سوى لعب لكسب الوقت من قبل الميليشيات الانقلابية».
وأضاف: «أعتقد بأن جولة المفاوضات الجديدة ستنتهي بالفشل كون التصعيد الميداني في تعز مؤشرًا لحقيقة مغالطاتهم وعدم التزامهم بقرار مجلس الأمن، وواقع تعز يكشف حقيقية الميليشيات، لكن اللحظة الراهنة تستوجب دعم الأحرار لاستكمال تحرير المحافظة».
في المقابل، قامت عدد من الناشطات في مدينة تعز بحملة إزالة شعارات الميليشيات الانقلابية في المناطق المحررة واستبدالها بالعلم الجمهوري اليمني والورود والرسوم المعبرة عن السلم والوحدة وحب الوطن. وذلك ضمن مبادرة عفوية لتجسيد العقلية الوطنية لمحافظة تعز.
على صعيد متصل، يواصل ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه من الجمعيات والمؤسسات بمحافظة تعز وسط اليمن، توزيع السلال الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبإشراف من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وذلك على جميع مديريات محافظة تعز.
واستكمل «ائتلاف الإغاثة»، أمس، عملية التوزيع على مديرية مشرعة وحدنان، جنوب تعز، من خلال توزيع 4 آلاف سلة غذائية، حيث تابع توزيعها جمعية معاذ العلمية، مشرف المحور، ونفذتها كل من مؤسسة الخلود ومؤسسة سند وجمعية الحياة وجمعية الوحدة وجمعية التواصل.
ووزع أعضاء الائتلاف المساعدات الغذائية على المتضررين في كافة عزل المديرية (مشرعة، حدنان)، ضمن مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية لمديريات محافظة تعز، فيما ستوزع بقية السلال الغذائية المخصصة لبقية مديريات محافظة تعز في الأيام القادمة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.