سفير اليمن في بيروت: «حزب الله» الإرهابي يدعم نشاطات الميليشيات الانقلابية من لبنان

الدليمي قال لـ «الشرق الأوسط» إن الخارجية اللبنانية لا تتجاوب مع مطالبه بحق نشاطات نجل شقيق صالح

المجموعات الارهابية التي تربطها علاقات بالميليشيات الانقلابية كانت وراء سلسلة من التفجيرات في عدن وآخرها وقع يوم السبت الماضي (رويترز)
المجموعات الارهابية التي تربطها علاقات بالميليشيات الانقلابية كانت وراء سلسلة من التفجيرات في عدن وآخرها وقع يوم السبت الماضي (رويترز)
TT

سفير اليمن في بيروت: «حزب الله» الإرهابي يدعم نشاطات الميليشيات الانقلابية من لبنان

المجموعات الارهابية التي تربطها علاقات بالميليشيات الانقلابية كانت وراء سلسلة من التفجيرات في عدن وآخرها وقع يوم السبت الماضي (رويترز)
المجموعات الارهابية التي تربطها علاقات بالميليشيات الانقلابية كانت وراء سلسلة من التفجيرات في عدن وآخرها وقع يوم السبت الماضي (رويترز)

كشف سفير اليمن لدى لبنان علي الدليمي، عن دعم ميليشيات «حزب الله» الإرهابية للنشاطات الخاصة بالانقلابيين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح، التي تنظم في بيروت للتحريض على الحكومة الشرعية في اليمن، بهدف تقويض الأمن والاستقرار، الذي تعيشه عدد من المدن اليمنية، بعد مرور عام على العملية العسكرية للتحالف العربي ضد الانقلاب على الشرعية، والتي أسهمت في استعادة الدولة لمهامها وأدوارها الدستورية.
وأوضح الدليمي لـ«الشرق الأوسط» أن سفارة بلاده، خاطبت وزارة الخارجية اللبنانية، للحدّ من الدور التخريبي الذي تمارسه الميليشيات من بيروت، والأدوار التي تلعبها مؤسساتها الإعلامية كقناة «المسيرة»، و«اليمن اليوم»، التي تبث من هناك، مشددا على أن السفارة أيضا طالبت بالحد من نشاطات يحيى محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس المخلوع، الداعمة للانقلاب، والتي تسيء لعدد من البلدان الخليجية، إلا أن تلك المطالبات لم تحظى بالتجاوب المطلوب من الجانب اللبناني.
وأوقفت سفارة صنعاء في بيروت، خلال الفترة الأخيرة، منح التأشيرات للمواطنين اللبنانيين لزيارة اليمن، في ظل الأوضاع الراهنة، وهو إجراء يشير لخشية الحكومة اليمنية من تسرب مقاتلين من «حزب الله» لدعم ميليشيات الحوثي والانخراط معها في المعارك المرتقبة ضد جيش الشرعية. وتوجد في لبنان عدة شخصيات يمنية محسوبة على الانقلاب، وتعقد بين فترة وأخرى، لقاءات سياسية مع شخصيات لبنانية، رغم أنها لا تحمل صفة شرعية أو نظامية، الأمر الذي احتجت عليه الحكومة اليمنية.
وكشف الجيش اليمني، في فبراير (شباط) الماضي، عن تسجيلات تثبت تدخلاً صريحًا من ميليشيات «حزب الله» في اليمن، ورصدت تلك التسجيلات التي عثر عليها الجيش اليمني في مواقع لميليشيات الحوثي، وجود مدرب لبناني يدعى «أبو صالح» من حزب الله، يقدم الدورات التدريبية للميليشيات الحوثية، وأبدى المدرب من خلال حديثه خبرة في أعمال العصابات المنظمة.
وأعلنت الحكومة اليمنية، امتلاكها عددا من الوثائق والأدلة المادية التي توضح مدى تورط عناصر من «حزب الله» في الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على الشعب اليمني، وأضافت أن «مشاركة حزب الله وأفراده في طبيعة المهام التي يقومون بها في اليمن تعددت على أكثر من صعيد، ولم تقتصر على الدعم المعنوي المعلن عنه رسميًا، بل تعدت ذلك إلى المشاركة الفعلية على الأرض، وذلك بتدريب أفراد الميليشيات الانقلابية على القتال، والوجود في ساحات القتال على الحدود السعودية، والتخطيط للمعارك، وترتيب عمليات التسلل والتخريب داخل الأراضي السعودية».
وتتجه الحكومة اليمنية لتقديم ملف كامل إلى مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، يثبت التدخلات والممارسات الإرهابية لحزب الله في اليمن، والمطالبة باتخاذ الإجراءات الدولية القانونية بحق تلك الميليشيات. وتحدثت مصادر يمنية عن توجه مقاتلين من ميليشيات «حزب الله» اللبنانية للأراضي اليمنية، من خلال عمليات التهريب بالقوارب، من حدود بعض الدول المجاورة للسواحل اليمنية، ولم تستبعد أن يكون للجانب الإيراني دور في الدعم اللوجستي لعمليات تسلل المقاتلين اللبنانيين، لمساعدة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على الصمود في وجه جيش الشرعية.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.